
كمال عامر
توشكى.. البيع للاستصلاح
■ الشركات التابعة للحكومة تواجه أزمات متنوعة ما بين توفير الأجور أو الأرباح وتحمل الخسائر.. فى ظل عدم توافر سيولة أو حتى فى انعدام اجواء تساعد على الحفاظ على ما هو موجود.. وفى ظل الزلزال الذى ضرب الشركات القابضة.. ألاحظ أن إدارة العمل وتحقيق بعض التقدم أمر أصبح شاقا أمام رؤساء الشركات وإداراتها.. بالطبع انعكس كل ما فى الشارع والحياة على الأعمال والعمالة..!
وحتى الدولة الآن - أراها متساهلة وأمامها تحديات وأولويات.. مشاكل من كل نوع وعمالة تطلب الأجر قبل العمل.. والحوافز والأرباح قبل تسويق الإنتاج.. فى ظل هذا الجو من العمل.. ما بين رواتب تدفعها الشركات معظمها أجور واجبة لا يقابلها عمل.. أجد أن قيادات الشركات تبذل كل ما تملكه من جهد لاستمرار العمل والمحافظة على العمالة.
■ الشركة القومية للتشييد والتعمير هى إحدى الشركات القابضة المهمة يتبعها شركات فى الاسكان والتعمير والتجارة والرى والزراعة ومسئوليتها متشعبة.
■ قيادات الشركة لا تعرف النوم.. تمتلك خبرة وجرأة وقرارا.. وأيضا لها رؤية منسجمة مع الواقع وهو ما يتيح لها تحقيق نجاحات برغم الظروف المعاكسة التى تواجه العمل ككل فى مصر.. وخبرات قيادات القومية للتشييد وراء جرأة القرار وحل مشاكل الكثير من المشروعات المعطلة.
فى الجمعية العمومية الأخيرة للشركة طرح مهندس محمد صفوان سلمى رؤية إحدى الشركات التابعة وهى جنوب الوادى للتنمية بتوشكى.. بشأن بيع المساحات المملوكة للشركة التى دخلت مرحلة الزراعة والإنتاج للبيع بعد نجاح الشركة فى الزراعة.. وجذب المستثمرين لتأجير مساحات للزراعة والبيع هو صيغة لتوفير سيولة مالية تتيح لجنوب الوادى للتنمية استصلاح وزراعة مساحات جديدة بأرض الشركة فى توشكى.
هذه الأفكار حملها م.سعودى عليوة رئيس الشركة إلى الجمعية العمومية للقومية ومدعمة بفيلم فيديو عن الزراعة والإنتاج والمحاصيل ورؤيته فى كيفية التمويل خاصة أن الدولة تعاني.. والزراعة أصبحت مكلفة!
الجمعية العمومية للقابضة برئاسة وزير الاستثمار وافقت على البيع.. من جانبه م.محمد صفوان سلمى ونائبا رئيس الشركة م.يوسف الشيخ وم.أحمد فؤاد قرروا زيارة الموقع.. سافروا إلى توشكى.. تنقلوا بين الزراعات.. التقوا برؤساء الشركات العاملة فى الموقع.. استمعوا للعمال.. ووقفوا على كل تفاصيل العمل.. هم أشبه بكتيبة شقاء.. وسط الحرارة والاتربة والطرق غير المستوية فى بعض المسارات كان قرارهم ضرورة الرؤية بالعين المجردة.. وكان من اللافت اصرارهم على التوغل فى أرض الشركة غير المستصلحة لمعرفة خطط الاستصلاح والبنية الاساسية الجديدة، وما تبقى من أعمال فى محطات الرفع أو الطرق أو أجهزة الرى.. المنظر اللافت لقيادات القومية للتشييد كانت أسر بسيطية تستوطن أرض لمستثمرين جدد يزرعون القمح والخضروات وقد نشط ذلك المشهد سؤال: هل يمكن أن تكون توشكى بؤرة سكانية متكاملة.. الإجابة: كانت من م.سعودى عليوة ممكن لو تضافرت جهود وزارات التعليم، الداخلية، الصحة معا للقيام بواجباتها.
■ ولأن الزراعة بشكل عام صناعة مكلفة، خاصة إذا كانت فى الأراضى الجديدة وتوشكى أحد أهم المشروعات الزراعية فى مصر.. ومن الممكن أن تكون سلة الغذاء للمصريين.. خاصة أن كل مقومات الزراعة الجيدة عالية الإنتاج متوافرة وفرص جيدة لتربية الثروة الحيوانية.
■ شركة جنوب الوادى للتنمية وهى إحدى الشركات التابعة للشركة القومية للتشييد والتعمير وهى شركة حكومية نجحت فى ادخال تغييرات متنوعة على العمل فى توشكي.. للشركة 40 ألف فدان هناك تم استصلاح وزارعة 30 ألفا منها وجار العمل فى 10 آلاف فدان الأخيرة لتوصيل البنية الأساسية.
فى أراضى جنوب الوادى للتنمية نجحت زراعات القمح بصورة لافتة حيث تمت زراعة 7 آلاف فدان كمرحلة أولى وكان الناتج 12 أردب لكل فدان.. والبيع سوف يتيح لجنوب الوادى للتنمية لتوفير سيولة لتنفيذ مرحلة استصلاح وزراعة مساحات جديدة من توشكي.