محمد عبد النور
استقيلوا.. قد يرحمكم الله
على حكومة د. الببلاوى ان تتقدم باستقالتها الفورية، وعلى الرئاسة ان تضع هذه الحكومة محل التحقيق فيما فشلت فيه على مدار اشهر طويلة مضت من ضمان لسلامة حياة البسطاء من المصريين، فمن الجرم فى حق هذا الوطن وهذا الشعب الطيب ان يفلت المتخاذلون والمتهاونون والمرتعشون فى الوقت الذى يدفع فيه المصريون الثمن من دمائهم.
ومن الجرم ان يستمر هذا التعامل النمطى المتخاذل من الدولة والحكومة مع خطط جماعة الاخوان فى الانتقام من الشعب المصرى وتحويل حياته الى جحيم جزاء وعقابا على خياره فى ٣٠ يونيو، فحين تعلن الرئاسة بيان ادانة للتفجيرات الاجرامية المنظمة زمانيا ومكانيا دون الاعلان عن اجراء عقابى تنفيذى واحد، فهذا يدعو للتساؤل، وحين يهرول رئيس الوزراء الى مكتبه الوزارى بعد بيان ادانة، ليسمى لجنة أمنية مصغرة، ليس بينها معنيون بأمن البلاد والعباد سوى وزيرى الداخلية والتنمية المحلية وتخرج دون الاعلان عن اجراءات تنفيذية عقابية محددة تطول المجرمين، فهناك اكثر من تساؤل، وحين يتركز اهتمام الدولة بكافة اجهزتها وادواتها على حث المصريين على النزول الى الميادين للاحتفال آمنين مطمئنين، كرد معنوى وليس تنفيذيا، على استباحة دم المصريين بهذا الشكل وهذا الحجم، فهناك بحار من التساؤلات.
لقد خسرتم معركة ايها السادة فى الدولة والحكومة، معركة معروف فيها العدو ومحددة فيها ساعة الصفر، ومعلنة فيها مظلة الغطاء السياسى، فمن تحت انوفكم انتقل تنظيم الاخوان الى تنفيذ المستوى الثانى من خطتها فى حرق مصر والمصريين عقابا على ما اقترفوه فى ٣٠ يونيو، وهو مستوى التفجيرات بالسيارات المفخخة والقنابل احترافية وبدائية، وهى تستعد الآن لتنفيذ المستوى الثالث وهو الاغتيالات، وهى الخطة المعلنة سلفا بكل مستوياتها وتفاصيلها منذ اسابيع واشهر، بينما راهنتم على ان تنظيم الاخوان سيهدأ وسيرضخ اراديا او مرغما لنتيجة الاستفتاء على الدستور، وخسرتم الرهان، لا هم رضخوا وسلموا بإرادة المصريين ولا انتم حصنتم المصريين من الموت تفجيرا.
لعبتم الثلاث ورقات، وانتم تجملون صورة الـ«نحانيح» و«المخنثين» سياسيا والمتدربين فى معسكرات صربيا، وتروجون لابتزاز «عزوف الشباب عن المشاركة»، لم يتحرك فى ضميركم شعرة واحدة من سقوط المصريين قتلى ومصابين يوم الجمعة من كل اسبوع طوال اشهر مضت فى اعتداءات على المواطنين ورجال الشرطة الذين رضيتم لهم ان يكونوا ضحية الهراء السياسى، وارتضيتم لمواقفكم مكان رد فعل، وامتنعتم عن توجيه ضربات امنية اجهاضية للاعمال الارهابية قبل ان تحدث، ومن ثم تركتم المصريين ليواجهوا المصير اما قتلا او اصابة، ترويعا او تخويفا.
لم تدركوا ماهية الحرب التى تم اعلانها على مصر والمصريين منذ ٣٠ يونيو الماضى وعناصرها الاقليمية والدولية، واهدافها فى ضرب تماسك الدولة المصرية وقوة جيشها ومؤسساتها وسلامة مواطنيها، ولم تتحرزوا لادواتها فى تنظيم الاخوان المسلمين وحلفائه من جماعات تكفيرية واذرعته من ميليشيات مسلحة، التنظيم صاحب التمويل الخارجى الضخم المادى واللوجستى، والغطاءات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية، والثمن هو دم البسطاء من المصريين.
ايها السادة فى الدولة والحكومة، لا التنظيم الارهابـى سيمتنع ولا انتم قادرون على الحزم والحسم، وقد خسرتم معركة فى حرب طويلة، منكم وفيكم اسباب الخسارة المخزية.
استقيلوا .. قد يرحمكم الله.






