محمد عبد النور
سفيرنا فى روما
أهدانى السفير د.عمرو حلمى السفير المصرى فى روما كتابه صعود الأمم «سباق التقدم وصناعة المستقبل» وكنا نتحاور حول الحال المصرية ومقدمات ٣٠ يونيو وكيف أنها جاءت إنقاذا لمصر شعبيا ومجتمعيا ورسميا، ورأى د.عمرو أن حربا قد أعلنت على مصر محليا وإقليميا ودوليا، مستمرة حتى الآن وستستمر لفترة طويلة قادمة بعد أن أفشلت ٣٠ يونيو مخططات دولية تستهدف مصر والاقليم لم تعد من الأسرار ، لا يمكن الاستهانة بها كما لا يمكن توقع استسلامها فى المدى القريب والمتوسط.
أدوات الحرب أصبحت مكشوفة تماما فى محور لدول إقليمية «تركيا – قطر – إيران» لها ملفات دولية تستوجب تأدية استحققات تضع مصالحها العليا واقعا على الأرض وهو ما لن يتحقق إلا بالخصم من الرصيد المصرى دورا وتأثيرا ومكانة، وما لن يستقر سوى بوجود نظام حكم فى مصر يلعب نفس اللحن ويؤدى على نفس المعزوفة، وقد جاءت جماعة الإخوان ومندوبها فى القصر الرئاسى المصرى الرئيس المعزول كشريك أساسى فاعل فى تنفيذ هذا المخطط والذى تم إحباطه شعبيا بثورة ٣٠ يونيو وتنفيذيا بانحياز القوات المسلحة للإرادة الشعبية فى ٣ يوليو ٢٠١٣.
يرى د.عمرو حلمى – وأنا معه - أن الحرب المعلنة على مصر هى حرب إعلامية شرسة تستهدف التأثير فى الرأى العام الدولى بما يضمن أرضية واسعة للتنظيم الدولى للإخوان يستطيع من خلاها التسويق الاعلامى لكل المضامين الكاذبة عن المشهد المصرى بكل تحولاته وحصر التحرك الشعبى فى ٣٠ يونيو داخل خانة الوصف بالانقلاب العسكرى على رئيس منتخب شعبيا، وأن الجماعة وقياداتها وكوادرها وقواعدها وأنصارها يتعرضون لاقسى أنواع الاقصاء والاعتداءات والملاحقات الأمنية القمعية بسبب تمسكهم بشرعية الصندوق الانتخابى، وبالطبع تتوجه جماعة الإخوان بخطابها الإعلامى للتجمعات الأوروبية ومنظمات المجتمع المدنى الأهلية كقوة ضاغطة على الدوائر الرسمية، مستخدمة كل الوسائل الإعلامية المتاحة، وهنا نستطيع أن نفسر المواقف الدولية من الشأن المصرى والتى تبدو لنا مستغربة فى معظم الأحوال.
وفى هذا السياق يؤكد د.عمرو حلمى على أهمية وجود خطاب إعلامى يفهم طبيعة المواطن الغربى وثقافته واهتماماته والعوامل والأدوات التى تؤثر فى تحديد آرائه ومواقفه، مستندا إلى الصورة التليفزيونية المسجلة والحية واللقاءات الصحفية، والمحاورات والندوات وغيرها من الوسائل، بالتوازى مع حركة الدوائر الرسمية المصرية وبعيدا عنها، صحيح أن الدوائر الرسمية المصرية فى الخارج تتحرك، ولكن حركة العالم المصرى الخاص ومنظمات المجتمع المدنى المصرية تكون أقوى تأثيرا فى الرأى العام الدولى.
ومن ثم فإن تبنى الإعلام الخاص ومنظمات المجتمع المدنـى، والمثقفين المصريين لخطاب إعلامى له وسائله المتعددة المتجهة إلى الرأى العام الدولى أصبح من الضرورات الحتمية فى مواجهة هذه الحرب الشرسة المعلنة على مصر، فواقع الأمر الآن يقول إننا لم ننجح حتى الآن فى مخاطبة المجتمع الدولى بخطاب إعلامى غير رسمى وكل خطابنا الإعلامى موجه إلى الداخل، بمعنى أننا نتحدث إلى بعض ولا نتوجه بحديثنا إلى الآخر، بما يترك الملعب الدولى كله مفتوح لخطاب تنظيم الإخوان، علينا أن ندرك أننا فى حرب حقيقية لها أهداف وأدوات ونطاقات تحرك، لا سبيل أمامنا سوى أن نتعاطى معها بكل الأساليب ونوفر لها كل الموارد الرسمية والشعبية.
وغدا نتحدث عن «صعود الأمم»






