الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«محلب» حكومة المصالحة

«محلب» حكومة المصالحة






هذا الارتياح الكبير الذى نزل على المصريين من اختيار المهندس إبراهيم محلب رئيسا لوزراء مصر، ليس فقط لأن رئيس الوزراء السابق د.الببلاوى قد استهلك رصيد زخم ٣٠ يونيو الشعبى إلى ما دون الصفر حين أصبح آداؤه و أداء معظم وزراء حكومته عبئاً نفسياً على المصريين الذين لم يستشعروا تقدما حقيقياً فى المهام الأساسية التى كلف بها د.الببلاوى حين تم اختياره لتشكيل الحكومة، وفى الأولوية منها ملفات الأمن والاقتصاد ومواجهة الحرب المعلنة على مصر من دول هى محددة بالاسم كان لها مشروع يستند الى حكم جماعة الإخوان، فانهار مشروعها وفسد مخططها، وكان على حكومة الببلاوى أن تدرك أنها حكومة حرب عليها استحقاقات داخلية واجبة التحقق بقدر ما عليها من استحقاقات مواجهة خارجية إعلامياً وسياسياً، فلا هى قطعت نصف الطريق فى تأدية استحقاقات المرحلة داخلياً ولا هى كسبت بوصة واحدة فى مواجهة محور الشر الخارجى ( أمريكا ــ تركيا ــ قطر ) .
وإنما هذا الارتياح الشعبى الكبير لاختيار المهندس محلب يرجع إلى شخصيته كرجل قليل الكلام، كثير العمل الميدانى المباشر وسط الناس، وله تجربة فى أشهر قليلة قضاها وزيراً للإسكان معلناً عن مشروع فى حل أزمة الإتاحة لسكن ملائم، وبدأ فعلاً الخطوات الأولى لتنفيذ هذا المشروع على الأرض فى محافظات مصر، وله أيضاًً احساس بالمسئولية الاجتماعية للوزير تجاه أسر ينهار مسكنها فى حى فقير فيسارع للتواجد بينهم ويقدم البديل الفورى فى سكن حكومى، وهنا ظهرت يد الدولة الاجتماعية التى تمتد لمصريين إصابتهم كارثة.
 ومن ثم فإن المصريين وإن كانوا قد قابلوا اختيار المهندس محلب بارتياح إلا أنهم ينتظرون الكثير وقد استهلك د.الببلاوى رصيد الصبر حتى منطقة النفاد، ينتظرون دون صبر ما يحقق اثراً واضحاً وفورياً وحازماً فى تفاصيل حياتهم اليومية، وهو ما حدده خطاب التكليف الرئاسى وما أكد عليه رئيس الوزراء الجديد «محلب» فى مؤتمره الصحفى الأول.
 هناك حتمية للمواجهة الحاسمة للفعل الإرهابى فى الشوارع بدون يد حكومية مقيدة أو حسابات مشوشة أو صفقات مشبوهة.
 وهناك أيضاً وجوبية لإحداث الأثر الواضح على حياة المصريين المعيشية وضمان سلامتهم الشخصية وسلامة ممتلكاتهم، واحتياجهم الملح إلى أيام لا تأتى فيها أزمات انقطاع كهرباء وانتظار بالساعات أمام محطات الوقود، ولا استمرار لارتفاع جنونى فى الأسعار برقابة جادة تستخدام الأدوات الحكومية فى كبح جنون الأسعار التى تلتهم الدخل فى أول أيام الشهر.
وهناك ثالثا الضرورة لاستنفار أدوات القوة المصرية الناعمة والخشنة للحد من آثار محور الشر الخارجى بالكثير من الانتباه والمزيد من الحركة.
أكتب هذه الكلمات قبل أن تنتهى مشاورات رئيس الوزراء الجديد وقبل أن تعلن التشكيلة النهائية لحكومة المهندس إبراهيم محلب، وسط تفاؤل شديد يستند إلى صفات رئيس الوزراء الشخصية بأن حكومته ستصبح حكومة المصالحة مع المصريين.