
كمال عامر
تحديات قطاع ناجح
▪ م.أسامة كمال وزير البترول الجديد تولى منصبه وسط عدة أزمات تواجه القطاع خلال الفترة المقبلة لم ينجح قطاع البترول فى الدفاع عن نفسه بشأن تحمله مسئولية انقطاع التيار الكهربائى وانخفاض معدل التصدير أو الانتاج.. والمخاطر المالية التى تواجه هيئة البترول بعد الاشاعات التى تم اطلاقها بشأن المديونية للبنوك.. أيضا من التحديات فى القطاع الشريك الأجنبى وهو ما يعنى الاستثمارات وتعطيل صناعة البتروكيماويات بفعل فاعل.. أخطر الأزمات التى تواجه قطاع البترول وهى أشبه بالقنبلة هى الأخطار الداخلية وتدور حول العاملين مالهم وما عليهم وأيضا كيف نعيد لقطاع البترول وحدته وتلاحمه وقوته وخصوصيته كقطاع يعتبر من أهم القطاعات بالنسبة للخزانة المصرية .. دعم المنتجات البترولية وكيف يمكن لقطاع البترول تحمل دفع أكثر من مائة وخمسة مليارات جنيه سنويا دون مساندة من أحد..!!
كل عنوان من تلك التحديات بمثابة قنبلة قابلة للانفجار فى وجه أى مسئول بترولى وأعتقد أن م. أسامة كمال أدرك منذ اليوم الأول لتعيينه وزيرًا للبترول والثروة المعدنية أنه مطالب بالمواجهة الفورية وأرى أنه كان شجاعًا فى أول لقاء له مع المهتمين بصناعة البترول والثروة المعدنية وقد اتضح أنه ملم بكل الملفات كان شجاعًا ولم يحاول التخفيف بشأن رأيه فى دعم المواد البترولية والإعلان عن أن هناك دراسة لاعادة تنظيم منظومة الدعم وهو ما يعنى صراحة ضرورة الدخول فى هذا الملف مهما كانت صرخات الرفض، من غير المعقول أن تشترى وزارة البترول طن السولار بـ 1000 جنيه وتبيعه بـ 200 جنيه فى الوقت الذى تستخدم الفنادق والمراكب العائمة واللنشات ومحطات هوائى شركات المحمول وقمائن الطوب ومزارع تربية الدواجن السولار والبواتجاز المدعوم وبنفس الأسعار التى يتحملها المواطن وحتى البنزين أيضا من المهم البحث عن حلول.. اسامة كمال على دراية بأن الاستثمارات الأجنبية هى عنوان للعمل ومؤشر للنخبة وهى ضرورة هامة لقطاع كان من أنشط القطاعات الجاذبة للاستثمار هو هنا يعيد استخدام الاستقرار السياسى واستغلاله لصالح ازدهار قطاعه وقد كشف بوضوح عن أفكاره فى هذا الاتجاه موضحًا أن دفع عجلة الإنتاج والتنمية تحتاج لهدوء أمنى وسياسى لأن المستثمر يهرب من مناطق الخطورة، لم يكن بغريب أن يبعث برسالة اطمئنان إلى المواطنين عندما شدد على أن التوظيف فى البترول للناس وللعمالة حقوق وعليها واجبات والعدل هو عنوان للتعامل.. الملف الأكثر جماهيرية حول الاتهامات التى أصابت قطاع البترول وسط الناس بشأن اتهامه بتحمل أسباب انقطاع الكهرباء كلمات اسامة كمال كانت ترجمة لتوجهاته وقناعاته حددها فى أن قطاع البترول ورد لمحطات الكهرباء كل ما طُلب منه ووصل الأمر إلى ارتفاع نسبة ما تم توريده للكهرباء من غاز ومازوت إلى 150٪ إذا وزير البترول الجديد بعث برسالة للمسئولين عن الكهرباء وللشعب بأن على المسئولين فى القطاعات الأخرى عدم تحميل البترول لمشاكلهم الخاصة أهم الأخطار التى دفع قطاع البترول ثمنا لها ما بعد الثورة التشكيك فى قدرة القطاع المالية وهى سمعة أوصلته بأن يكون القطاع الأفضل فى مصر من خلال التعاملات مع البنوك والدوائر المالية بصراحة أفضل زبون. لدرجة تسابق تلك الهيئات المصرية والعالمية لتحقيق طلبات القطاع المالية من قروض أو تسهيلات.. قطاع البترول دفع ضريبة الاشاعات التى أطلقها البعض رغبة منه فى تسديد ضربة لما حققه القطاع على مدار سنوات وزير البترول الجديد كشف عن أن القطاع خلال السنة ونصف الأخيرة سدد 24 مليار دولار للشركات والموردين و22 مليون جنيه للبنوك.. والحقيقة أن لقطاع البترول حقوقاً لدى وزارات وهيئات حكومية بلغت 137 مليار جنيه اعترف مجلس الوزراء بـ 60 ملياراً منها.. الملف الأهم أن هناك بالفعل تحديات تواجه قطاع البترول نظرًا للتوسع غير المدروس فى استخدام الغاز والاستخدام غير العادل لمنتجات بترولية مدعومة فى جهات غنية مثل السياحة وغيرها. والحقيقة أن عناوين نجاح المسئول هى بما أضافه لقطاعه. وخبراء البترول عندما تولى الوزير السابق عبد الله غراب لديهم الأوراق بالاحصائيات لأعمال م. سامح فهمى الوزير الأسبق فهم الآن على دراية بما حققه م. عبد الله غراب وأسامة كمال وهو داهية إدارية متميزة ورجل صارم وقوى وبالتالى يمكنه أن يدافع عن قطاعه والعاملين فيه ضد من يسعى لتخريبه أو تصدير الغضب إلى داخله لتمزيقه.. كلماته الواضحة والصريحة فى أول لقاء له اعتقد أنه بعث من خلالها رسائل مهمة ليست مشفرة بل واضحة مثل ضرورة طمأنة الشركاء وعلى المنظومة السياسية أن تقدم المساعدة لقطاع التنمية الحقيقى على الأقل بنشر الهدوء الأمنى والسياسى أيضًا وضع عنوانا للعمل فى قطاع البترول فى الفترة المقبلة وجعل منها أولوية وهى تكثيف البحث والاستكشاف فى منطقة المثلث الذهبى وهى تلك المنطقة الواقعة بين مصر والسودان وليبيا وهى منطقة واعدة. الدراسات عنها كانت جاهزة منذ خمس سنوات ولكن موعد البدء لم يتم تحديده نظراً للمشاكل السياسية وأعتقد أن اسامة كمال درس الملف وقرر البدء! نجاح قطاع البترول هو نجاح للشعب المصرى فهو يتحمل مسئولية اجتماعية كبيرة أقلها حياة كريمة للعاملين فيه وبجانب التحفيف عن المواطن بتوفيز متطلباته من المنتجات البترولية المدعمة بـ 115 مليار جنيه سنويا يتحملها قطاع البترول من عوائده المالية.
نجاح اسامة كمال يرتبط بقوته وقدرته على المواجهة بكشف الحقائق دون اللف والدوران والطبطبة.. حل المشاكل بالمواجهة توفيرًا للوقت والجهد. والبترول يحتاج وقفه للم الشمل وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة.