الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ما هذا يا وزير الداخلية؟

ما هذا يا وزير الداخلية؟






أفهم أن يتعرض ضباط نقطة مرور لهجوم إرهابى بقنبلة تلقى من أعلى كوبرى أو من موتو سيكل  عابر يفتح عليهم وابلا من الرصاص ويسارع بالهرب، أو يتم القاء زجاجات مولوتوف على نقطة ارتكاز امنى، فيصاب من يصاب ويستشهد من يستشهد من خيرة الرجال المدافعين عن أمنى وأمنك وأمن وزير الداخلية، وفى استهداف ضباط وجنود الشرطة وسائل عديدة تكتشفت لنا خلال لأيام القليلة الماضية .
لكن ما يستعصى على الفهم أن يستشهد ضابط شرطة أو جندى بانفجار قنبلة إرهابى تم زرعها فى مكان خدمته اليومى، المجهز من الداخلية والمفترض أنه مؤمن منها ايضا، والأكثر افتراضا أنه مكان تتناوب عليه النوبتشيات من الجنود والضباط على مدى الأربعة وعشرين ساعة فى اليوم.
كيف يمكن أن نتفهم أن قنبلة تمت زراعتها فى صندوق إشارات المرور وهو عهدة حكومية لوزارة الداخلية بميدان الجامع بمصر الجديدة تنتظر الانفجار فى وجه مساعد الشرطة لتقتله وتصيب الضابط  والمجندين عند شروعه فى فتح صندوق الإشارات ليبدأ مهام عمله اليومية، كيف يمكن أن نتفهم أن مكانا كهذا المكان وهو محل عمل ضباط المرور وصف ضباط والمجندين يذهبون إليه صباحا ويغادرونه مساء ليحل محلهم زملاء يؤدون واجبهم فى تسيير حركة المرور، مكان كهذا غير مؤمن  ضد زرع قنابل إرهابية تستهدف حياتهم.
كيف يمكن أن نتفهم ذهاب ضابط شرطة أو صف ضابط أو مجند إلى مكان خدمته فى نقطة مرور أو نقطة ارتكاز أمنى، يذهب لها يوميا وفى نفس الميعاد، وعادة ما يكون كشكا أو بناية محدودة بسقف واحد، وفجأة تضيع حياته بقنبلة مزروعة أعلى الكشك الجالس فيه أو فى حائط البناية  التى تضمه وزملاءه أو فى صندوق الإشارات الملاصق له .
ألم يكتشف وزير الداخلية بعد أن ضباط وصف ضباط ومجندي المرور اصبحوا اهدافا للتنشين للجماعات الإرهابية بحكم طبيعة عملهم التى تفرض التواجد الدائم فى الشوارع؟ وهم مدربون على صد الاعتداء عليهم بأسلحتهم الشخصية فى حالة الاعتداء عليهم وجها لوجه، ولكن ما حيلتهم أمام قنبلة مزروعة فى الحائط الذى يسندون عليهظهورهم؟
كيف نتفهم أن يتم تعريض حياة هؤلاء الابطال من رجال الشرطة للخطر المتوقع فى هجوم إرهابيين وقتلة بأشكال متعددة استهدافا لهم ولدورهم الوطنى، أليس فى وزارة الداخلية نوبتشيات تأمين اكشاك المرور ونقط الارتكاز الأمنى باجهزة الكشف عن المتفجرات المزروعة؟ أليس لدى وزارة الداخلية أجهزة كشف عن المتفجرات تستطيع بها تأمين هذه الأمكنة المكشوفة صباحا ومساء قبل بداية خدمة الضباط؟ أليس لدى الوزارة كلاب مدربة على الكشف عن المفرقعات يمكن تزويد هذه الأماكن المكشوفة بها ؟
من المؤكد أنه ليس لدى الوزارة هذه الأجهزة وإلا لكان أمر الوزير فوراً باستخدامها فى تأمين نقاط المرور والارتكاز الأمنى فى شوارع القاهرة حتى لا تصبح هدفا سهلا لقنابل لإرهاب المزروعة، ومن ثم لا غضاضة من استعارة هذه الاجهزة من دور العرض والمولات وجراجات السيارات المنتشرة فى القاهرة، ولا غضاضة أيضا من استئجار الكلاب المدربة على كشف المفرقعات، لتأمين ضباط شرطة المرور فى أماكن خدمتهم، إلى أن تكتشف الداخلية ضرورة تأمين حياة هؤلاء الضباط وهم يؤدون واجبهم الوطنى فى الشوارع .
ما هذا يا وزير الداخلية ؟