الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حديث المشير

حديث المشير






فى عمر الوطن «مصر» منذ خلقها الله على الارض لحظات فارقة، فى عمر المصريين منذ أنشأوا دولتهم عبر آلاف السنين منعطفات حادة، واللحظة الحالية هى أشد اختبار يتعرض له الوطن شعبا وارضا، وأقسى منعطف ممكن أن يهدد مصر والمصريين فى لحظتهم الحاضرة ومستقبل أيامهم حين يخرجون لاختيار رئيسهم فى القادم من الأيام.
والثابت أننا أمام خطيبين انتخابيين لرئاسة مصر متقاطعين شكلا ومضمونا، بما يمثل الفارق الحقيقى بين شخصيات المرشحين الرئاسيين، من حيث الفهم الحقيقى لطبيعة اللحظة الحالية التى تمر بها مصر والمصريون، والتى لا تملك إلا خيارا وحيدا يضمن استقرارها ونماءها بل بقاءها على الأرض مكانا ومكانة، يصنع حاضر المصريين فى الوقت الذى يبنى فيه لمستقبلهم.
هذه اللحظة التى كما قلت من قبل فى هذا المكان تحتاج إلى خطاب مختلف، يستند إلى خطة عمل حقيقية يجب أن تتم تحت أى ظرف من الظروف وبأى أداة من الأدوات وبآليات تخاصم التقليدية، وليس خطابا سياسيا مكتظا بألاعيب انتخابية تعودناها وتعودنا عليها، مغازلة سياسية لتيارات معينة مرة بطمع خفى لضمان أصواتها ومرات أخرى  بوعود يعلم قائلها قبل غيره أنها لن تتحقق، يوزع الأفدنة ويوزع الصكوك ويتلو الأرقام والتى يعلم قبل غيره أنها مستحيلة التحقق، وقبل ذلك هو على استعداد لنقض حكم قضائى بعفو رئاسى عن محكومين بتهم خرق القانون وأقصد هنا المرشح الرئاسى حمدين صباحى.
اللحظة التى نعيشها الآن شعبا ووطنا، هى لحظة فارقة فى تاريخ المصريين، تحتاج إلى رجل يدرك جيدا طبيعة اللحظة بكل أخطارها وكل امتداداتها وكل تأثيراتها، حاضرا ومستقبلا قريبا ومقدرات بعيدة، مؤمنا بقدرة أهلها فى الفهم والتفاعل والتضحية، يعد بما هو فى الإمكان، ويصر على تحقيق ما هو مفروض أن يحقق، فى خطوات تراتبية مدروسة قابلة للتنفيذ، يعلم جيدا أن عصاه بالسحرية هى المصريون أنفسهم، يعيدهم إلى صلابتهم ومروءتهم أمام المحن وتحديهم للمستحيلات، وأقصد هنا المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى.
تحدث حمدين وتحدث السيسى، استمعنا لكلام حمدين، وانتبهنا مع مفردات السيسى وحسمه فيما احتاج إلى حسم، وحزمه فيما احتاج إلى حزم، ورفق فيما احتاج إلى رحمة، بغير حسابات ولا مغازلات سياسية، الغرض محدد والهدف واضح ودقيق، والآليات محسوبة، والاستناد إلى الله وعبقرية المصريين.
لن أعيد ما قاله المشير السيسى وما تحدث به فقد خلت الشوارع لتسمعه، ولكننا ومنذ زمن طويل لم نستشعر من يحب تراب هذا الوطن مثل هذا الحب، ولم نلق من يؤمن بقدرة المصرى بمثل هذا الإيمان، ولا من يرفض للمصريين « كسر النفس» و«الخوف» و«الإحباط» بمثل هذا القدر .
ولا رجل جاء فى موعده مع القدر مثلما جاء المشير السيسى.