محمد عبد النور
أيها المصرى هذا يومك
ليست هناك حجة واحدة تمنعك من الذهاب غدا أو بعد غد إلى صندوق الانتخابات، كما انه ليس هناك سبب واحد يمكن أن يبرر عدم نزولك غدا أو بعد غد الى صندوق الانتخاب، فالذى يختبر هنا هو انت وليس غيرك، والذى على المحك هنا هو مصيرك انت وليس غيرك، واقعك وحاضرك ومستقبلك القريب والبعيد.
وقد آن الأوان لن تسترد نفسك من الخونة والقتلة والمتآمرين والمتاجرين، وكل من اراد لك ان تظل اسيرا لتآمرهم ومقامراتهم ومساومتهم، حبيسا فى اسواق الميادين، تباع وتشترى، ويقبضون الثمن، سلطة وثروة ونفوذا.
خطفتك جماعة الإخوان الإرهابية، وارهبتك واستحلت دماء الابرياء من اهلك، غدرا وظلما وعدوانا، استكثرت عليك القليل من الحياة والرزق والحرية، ارادت ان تفتت ارضك وتكسر حدودك وتقايض بمقدراتك، حرمتك من رحمة الله ودخول جنته، وبشرتك بسعير النار مأوى ومصيرا.
باعك «نحانيح» 25 يناير بكل اللغات، وبابخس ثمن شرقا وشمالا وغربا، ابرموا عقودا مع الشياطين ووقعوها بالدم، التفوا وناوروا وواءموا لاجل نهش لحم الفريسة حية، وغرسوا انيابهم واظافرهم سرا وعلانية، فى الحوارى والحارات والميادين والشوارع، على الهواء مباشرة وعبر شاشات الفضائيات.
ولكنك فهمت وانتبهت وقاومت وخرجت الى الشوارع المصرية جميعها بالملايين، تزيح من تزيح وتزيل من تزيل، وتقولها عالية صريحة.
انا فقط، الشعب والوطن، وبعدى الطوفان، لن يخطفنى هذا ولن يبيعنى ذاك، ولن اعود الا بمصيرى وقد ملكته، ووطنى وقد حفظته، ومستقبلى وقد ضمنته، وارادتى وقد حررتها، لا مكان لمتآمر ولا وجود لخائن، ولا يحكمنى الا من خاف على ومنى، ولن اسلم مفاتيح قصورى الا لمن هو منى وانا منه، خالصا متجردا، من اثبت وﻻءه لى ولتراب ارضى، من حمل رأسه على كفه راضيا مرضيا لا يريد ثوابا ولا شكورا سوى رغبتى وارادتى، فوهبته ثقتى.
غدا او بعد غد، بذهابك الى صندوق الانتخابات ستتحقق ارادتك، ليس فقط بورقة تتركها فى صندوق وانما لانك على حق، يوم خرجت فى 30 يوينو، ولما احتفلت فى 3 يوليو، ويوم لبيت نداء التفويض، ويوم قلت كلمتك فى استفتاء الدستور، ويوم اصطففت وراء من كلفته بالمهمة فاستجاب فورا دون تردد.
غدا او بعد غد، لا يجب ان تتأخر ولا يجب ان تتغيب، ولا يجب اﻻ ان تكون هناك امام الدنيا كلها تثبت ارادتك وتقرر مصيرك وتختار رئيسك.
ايها المصرى، هذا يومك الذى انتظرت، فاجعله يوما من ايام المجد والفخار.






