الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إيران.. قطر.. السعودية

إيران.. قطر.. السعودية




 
■ كان الله فى عون الدبلوماسية المصرية.. عليها أن توائم وتعارض وتوافق وتبحث وتدقق وتصرخ وترضخ وتتحمل كل جنوح المجتمع المصرى والعربى والإسلامي.. هى أيضًا تدفع الضريبة نيابة عن صحافة لا تعرف حدوداً ولا ألواناً..
 
وأشخاص يتحركون ومعهم ميكروفونات وخبراء مقاهى امتهنوا السياسة ..
.. الدبلوماسية المصرية حاليًا تدفع ضريبة خطأ لمصرى فى دولة عربية.. أو أجنبية.. نعم دورها حماية كل من يحمل الجنسية المصرية.. ولكن هم أيضًا يتحملون نتائج الفلتات والغليان والأحقاد وتصفية الحسابات الشخصية والابتزاز..
 
ملفات شائكة على مكاتب الخارجية المصرية.. الملف الإيرانى يحتل جزءًا مهمًا، خاصة أن إيران دولة مهمة، الخلاف معها واضح ومبررات الخلاف مفهومة .. بعد الثورة ومع حالة الفوران الموجودة بالشارع وبين النخبة أصبحت الخارجية المصرية مطالبة بمبررات تتواءم مع ما تعيشه. إيران على خلاف مع أمريكا وإسرائيل.. ومصر لن تلعب دور الشرطى والمدافع عن مصالح تلك الدولتين.
 
■ قطر دولة عربية شقيقة.. دورها تعاظم مع المشاكل العربية.. هى تتدخل لعمل حلول نجحت هى فى الوقت الذى أخفقت الكثير من المبادرات.. دور قطر بارز جدًا فى تبريد الأجواء فى لبنان والسودان وحسم الموقف لصالح الثورات العربية فى تونس ومصر وليبيا والذى وصل فى الأخيرة للتدخل المباشر عسكريًا ولوجستيًا وما زالت لاعباً رئيساً فى الصراع السورى - السورى.. فى مصر وخلال وبعد الثورة يمكن أن نلمح دورًا قطريًا مميزًا.. وهو دور تلعبه قطر..
سواء إذا كانت مندوبة عن دول أخرى أو من أجل تفجير الألغام التى زرعتها جهات أجنبية لتفخيخ الدول العربية .
 
فى مصر انقسم الناس حول الدور القطرى وأهدافه.. المؤيدان ساندوه ورحبوا به وفى كل مرة يحاولون جذب الإعلام للمساندة.. والمعارضون لا يتركون فرصة إلا استغلوها لصالح تسديد الضربات ضد قطر ودورها الأكبر من حجمها!!
 
إيجابيات الموقف القطرى تجاه مصر من خلال رؤية المؤيدين.. المساعدات الاقتصادية.. آخرها الوديعة الأمريكية والمعارضين قطر تلعب دورًا لصالح الإخوان المسلمين وبوضوح وهو ما اثار حفيظة المعارضين للإخوان وسوف تستمر قطر مثار شد وجذب بين التيارات السياسية والمؤيد لها من الإعلام..
 
■ السعودية لاعب رئيسى فى الأحداث المصرية.. موجودة وبقوة.. ودورها واضح ومهم.. وبعد الثورة بدأت المناوشات حول دور المملكة العربية السعودية فى مصر. وبدأت شريحة تحاول الاشتباك مع السعودية عن طريق إعلام لا يرغب فى أن تظل تلك العلاقة التاريخية بين مصر والمملكة ثابتة.. ولأن المسئولين بالمملكة عادة لا ترصد رد الفعل لديهم بسهولة.. بل إن قراراتهم نابعة من الموقف وليست مترتبة على العاطفة وهو ما وراء تأخير رد الفعل، خاصة تجاه ما تتناولت بعض وسائل الإعلام.
 
بإلقاء الضوء ومناقشة الدور السعودى بعد الثورة. الأمر الذى وصل إلى حدود مهاجمة السفارة السعودية.
 
من جانب بعض المغرر بهم أو أصحاب مصالح سواء فردية أو لاعبين يقودون دورهم نيابة عن غيرهم ممن لا ترضيهم قوة ومتانة العلاقات المصرية / السعودية.. حادث السفارة السعودية وكأنه كان مطلوبًا أكد على عدد من النقاط وكشف الجميع وتحركت القوى السياسية وسافرت النخبة وممثلون عن الشارع والأحزاب إلى السعودية للتأكيد على أن العلاقات مع السعودية قوية بما لا يسمح لأى شريحة النيل منها.
 
السعودية لم تغير سياستها تجاه مصر منذ عشرات السنين.. هى مساندة ومؤيدة لتطلعات الشعب المصري.. والأهم انها اللاعب الرئيسى لصالح الاقتصاد المصرى دون إعلان أو إعلام وهى ملتزمة بما أعلنته فى المجال الاقتصادي. برغم الحملات الإعلامية سواء عن سوء قصد أو بقصد التى تهاجمها وتسيء إليها..
 
الدبلوماسية المصرية تحاول جاهدة الرد على من يزعجهم الموقف السعودى الثابت تجاه مصر.
قطر لها فى مصر مؤيدون وهم جدد ظهروا مع الثورة فى الإعلام والبرلمان ونغمة الاتجاه إلى قطر والإشادة بها جديدة على أذن المصريين لأن التوترات كانت عناوين للعلاقة المصرية / القطرية.. وهو ما منح المؤيدين لها بالشارع المصرى ميزة وساحة تحرك ارتبطت بالثورة فى نفس الوقت العلاقة التاريخية والثابتة بين مصر والسعودية لم تجدد نفسها لأنها لم تحاول السعودية تجنيد الثوار.. لم تدفع لشريحة للترويج فى الإعلام أو فى الأحزاب.
 
لكن على كل حال.. ستظل المواقف متداخلة بين الجميع شارع ملتهب شريحة تحاول تحقيق مكاسب بالابتزاز تارة أو غيرها.. إلى أن يمتد الهدوء ليشمل مصر ستظل الخارجية المصرية تدفع ثمنًا لأخطاء الجميع!!