الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وبدأت المؤامرة.. على مصر

وبدأت المؤامرة.. على مصر




 
■ تتعرض مصر لمؤامرة.. أطرافها معروفة مع الأسف دوائر خارجية تحرك مصريين بالداخل لتنفيذ خطة ممنهجة لحرق مصر! وإلا لماذا انفجار أحداث الفيلم المسيء للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الآن ورئيس مصر فى بروكسل.. ثم إيطاليا.. وقبل سفره إلى أمريكا.. الخطة هى افشال الرحلة وأيضا إثارة الرأى العام الأمريكى ضد مصر خاصة أن أمريكا تعيش أحداثاً انتخابية وهناك من يبحث عن أوراق يلعب بها لصالحه وهو فخ نجح خصوم مصر فى نصبه بحرفية من حيث الشكل والتوقيت ومصر سوف تدفع الثمن، المشكلة أننا لم نتعلم من درس 11 سبتمبر ودفعنا ثمنا باهظا دون أن نلتفت بمن أدار وخطط لحرق الامكانيات التى كانت لدى المسلمين، الفائز فى حرب 11 سبتمبر هم إسرائيل واللوبى الصهيونى وصقور أمريكا وأصحاب مصانع الاسلحة وغيرها والمهزوم هو العرب والمسلمون والعراق كمثال، أسأل: لماذا لم يثر على سفارات أمريكا سوى دول الربيع العربى؟ لم نسمع عن حرق سفارة أمريكا فى تركيا مثلا أو دولة خليجية أو حتى إيران وغيرها.. حتى سوريا إذاً الأمر واضح جدا وهو أن خطة التدمير مخصصة لدول الربيع العربى التى باتت ديمقراطياتها تزعج إسرائيل واللوبى المساند لها فى العالم.. الآن إسرائيل لم تعد الدولة الديمقراطية الوحيدة فى منطقة الشرق.. هناك من ينافسها وهو هنا جرد إسرائيل من ورقة كانت تستخدمها لخدمة مصالحها وتقليب الرأى العام ضد الدول العربية.

 
إذاً نحن أمام مؤامرة واضحة المعالم.. هناك من انزعج من عودة الهدوء إلى مصر وبدء مرحلة تعافى أوجه الحياة.. ودفع حركة العمل إلى الأمام.. هناك من انزعج من اقتراب مصر من دستورها.. وتفهم فرقاء الشارع للأخطار التى قد يتعرض لها الوطن فيما لو استمر الضجيج السياسى.. من هنا بدأت المؤامرة الواضحة بافتعال الأزمة وسيناريو التوابع.. والاعتداء على السفارة الأمريكية أو غيرها مخطط مدسوس علينا وهو تكرار للسيناريو الإيرانى واحتلال طلبة الجامعات للسفارة الأمريكية هناك، وهو سيناريو مؤلم جدا ويصيب المصالح المصرية فى مقتل، أنا مع التظاهر السلمى، لكن ضد وقف الحال أو إلحاق الضرر بالآخرين حتى لو كان وقف المرور وبالتالى عجلة الحياة.

 
علينا أن ندقق فى الحدث ونستخلص النتائج لنتعلم من التاريخ.

 
الأزمة الواضحة أننا لا نتعلم من الأحداث أو نقرأ التاريخ الاعتداء على السفارات أمر صبيانى خاصة أنه لا علاقة لأمريكا أو غيرها بالفيلم والكل يعلم القانون الأمريكى لا يمنع ولا يتدخل! الازمة أن معظمنا غير مهتم بدراسة النتائج ليس فى حادث الاعتداء على السفارة الأمريكية بل فى معظم المواقف.

 
القوى الثورية التى حاولت جذب الأنظار إليها وإلى قضاياها.. وجدت فى أحداث الاعتداء على السفارة الأمريكية فرصة لتجييش الشارع.. وقد وقعت فى خطأ فادح عندما حاولت ذلك، هى هنا غير مدركة أن هناك تغيرات فى الشارع المصرى بدأت بالفعل منها الاتجاه إلى الاستقرار حتى لو لم نشعر به ثم العالم بدأ بالدخول فى مرحلة التفاهم مع مصر.. تفاهم عملى.. القوى الثورية لم تدرك أن هناك فرقا بين العمل بالشارع والعمل بالفضائيات وهو خطأ لم يتسوعبوه منذ الاستفتاء على خريطة الحكم بعد الثورة مباشرة بعد أن هزمهم الصندوق.

 
مع الأسف على النخبة أن تفرمل أخطاء غيرها، ولا تندفع وراء أمور ومكاسب خاصة حتى لو تعارضت مع مستقبل مصر.

 
النخبة فى مصر محتاجة لإعادة نظر فى عملية طرح مشاكلها.. الظروف اتغيرت وعملية الحرق أمر لم تعد مقبولة فى قاموس التفاوض تعالوا نتفق على حدود فى كل شىء.. صورة مصر كلها الآن تعتمد فى شكلها ومساحتها على ما تقوم به من أفعال.. ولو نجحت خطة حرق مصر لن ينجو منها لا ثورى أو إخوانى.. كلنا سندفع الثمن.. الخناقة لم تعد إخوان مع سلفيين.. أو يسار مع يمين.. لكن العملية أننا كمصريين سندفع الثمن.

 
طيب والحل؟ أولا باليقظة ومعرفة المشهد بالكامل.. مصر مقبلة على كارثة لو لم نمنع وقوعها.. حفرة قد نقع فيها ونستمر نعانى منها لسنوات.. إلحاق الضرر بالعلاقات المصرية ـ الغربية أمر يفيد إسرائيل المدللة عند أمريكا.. هى تريد الاستحواذ على كل المزاج الغربى بكل الطرق.. هزائم إسرائيل فى الفترة الماضية تحاول أن توقفها وقد بدأت فى الهجوم المضاد والبداية سيناريو الاعتداء على سفارة أمريكا فهل نستيقظ أم نقدم مزيدا من الخدمات لصالح أعداء الوطن.. لدى يقين بأن مصر هى الشغل الشاغل للجميع لكن يظهر أنها بدرجات.. الاقتصاد المصرى بدأ يترنح.

الاستمارات الاجنبية لن تعود بسهولة لأن قرار عودتها سياسى قبل أن يكون اقتصاديا.. الشارع سيظل فى أزمة لأنه مقسم لمجموعات كل منها يحتل جزءاً والبلد فى المقابل على حافة الحفرة.. فهل ينتبه الفرقاء إلى ما يواجهنا من مشاكل وأخطار أم أن المصالح الخاصة ستنتصر!!