الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصاريف.. الجامعة الأمريكية

مصاريف.. الجامعة الأمريكية




فى البداية.. يجب أن نعترف بأن الالتحاق بإحدى كليات الجامعة الأمريكية فى مصر هو أمل أو حلم يعيشه الآباء قبل الأبناء.. وقد انعكس على سوق العمل.. حيث يجد خريج تلك الجامعة فرص العمل متاحة وأيضاً سهولة فى استكمال الدراسة بالخارج.
 
عاشت الجامعة الأمريكية على مدار سنوات تمثل ضرورة ملحة لتعليم أبناء طبقة الأثرياء وأيضاً من لديهم وعى وخبرة بشأن العملية التعليمية وأمل لأبناء الطبقة الوسطي.. وحلم للفقراء.. وقد نجح عدد كبير من أبناء الطبقة الوسطى فى اختراق حاجز الالتحاق بكليات الجامعة الأمريكية وأصبح طلاب الجامعة فى السنوات الأخيرة يمثلون شرائح المجتمع المصرى بعد التحاق شريحة المتفوقين بشروط ميسرة وضمن المنح السنوية للجامعة.. بعد الثورة ونظراً للأضرار التى لحقت بالطبقة الوسطى وتأثير الاضطرابات الاقتصادية على مستويات الدخل حتى للأغنياء.. وجد أولياء أمور طلاب الجامعة الأمريكية أنفسهم أمام مشكلة.
 
دخل الأسرة لم يعد يتحمل المصاريف الدراسية للأبناء بالجامعة الأمريكية.. فى نفس الوقت وجدت إدارة الجامعة شأنها شأن غيرها نفسها مطالبة بتوفير نفقات إضافية للأساتذة والعاملين فيها وهو ما يعرف بزيادة النفقات، مما اضطرها إلى زيادة المصروفات.
 
اتحاد طلاب الجامعة تعبيراً عن الطلاب حاول توصيل رسالة ضرورة منع زيادة المصروفات سنوياً، وشهدت الجامعة الأمريكية مظاهرات غاضبة العام الماضى.
 
طلاب الجامعة وجدوا فى مديرة الجامعة أنها لا تطبق القيم الأمريكية وردت المديرة برفض التفاوض ولكنها كانت قد وعدت بوقف زيادة المصروفات.. الطلاب غضبوا عندما تأكدوا بأن المصروفات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً تحت بنود مختلفة برغم الخطاب الرسمى من الجامعة بأن الزيادة فى حدود 7 - 8٪ إلا أن الموقف زاد تعقيداً أو وصل إلى أن عدداً من اتحاد القيادات الطلابية قد دعوا الطلبة لعدم دخول حجرات التدريس وهو ما دفع إدارة الجامعة إلى فصل عدد منهم.
 
الأزمة محصورة فى أن تكاليف تعاليم الجامعة الأمريكية وصل إلى أرقام فلكية برغم لجان تخفيض المصروفات لعدد منهم.. المشكلة كما يراها الطلاب أن المصروفات باتت مغالى فيها جداً.. وليس من العدل أن تواجه الرغبة بالالتحاق بالجامعة الأمريكية إلى عذاب وعقاب.. خاصة أن إدارة الجامعة لم تعد تدقق فى طلبات الالتحاق، كما كان يحدث لرغبتها فى تغطية النفقات.
 
طلاب الجامعة الأمريكية لم يخرجوا عن النص.. ولم يحرقوا المنشآت.. ولم يعتدوا على الأساتذة.. ولم يحاصروا رئيس الجامعة ليسا أندرسون.. لكنهم أرادوا توصيل رسالة لإدارة الجامعة بأن الحالة الاقتصادية للبلد ولأسرهم سيئة ويجب التدخل بحلول للمساعدة.. وهى رسالة إنسانية قبل أن تكون حقوقًا.. وقف زيادة المصروفات على الطلاب القدامى أمر مقبول.. خاصة أن لا أحداً منهم كان على علم بنسبة رفع المصروفات بل كان من الملاحظ أنها تعتمد على العرض والطلب وعدد المقبولين!.
 
والجامعة الأمريكية مثلها مثل غيرها من الجامعات تعانى مشاكل متنوعة.. الخصوصية التى كانت تتمتع بها لم تعد ملحوظة، لكن مازالت تمثل الحلم لمعظم شباب مصر.
 
أنا شخصياً ضد فصل عدد من طلاب الجامعة لأن ذنبهم أنهم قالوا لا لزيادة المصروفات للطلبة القدامى وهو دورهم، ثم هل من المقبول أن تحاصر هؤلاء وتمنعهم من التعبير عن وجهة نظرهم داخل الجامعة أو حول أسوارها.. القيم الأمريكية التى تدافع عنها إدارة الجامعة تتضمن الديمقراطية.
 
يظهر أن هناك عدداً من المصريين هم الذين يقودون عملية متابعة غضب طلاب الجامعة الأمريكية من رفع المصروفات الدراسية والأنشطة.. لأن السيناريو بلدى جداً وليس أمريكياً.. المشهد بدأ منذ العام الماضي، ومازال.. وإدارة الجامعة الأمريكية عليها أن تنتبه إلى أن الطلاب الموجودين بصفوف كليات الجامعة انضموا إليها للتعرف عن القيم الأمريكية الحقيقية وليست المشوهة أو المبتورة، الوقت لم يمر بعد لعودة الوئام بين إدارة الجامعة وطلابها، وعلى رئيس الجامعة ليسا أندرسون الأمريكية الجنسية أن تمنع أصحاب الرأى الأسود عن معالجتها للتوتر على طلاب الجامعة فهم فى النهاية أبناء للجامعة ومنتمون لها وهم يعبرون عن غضبهم عن حالة اقتصادية معقدة.. ولا يمكن لرئيس الجامعة الأمريكية أن يسعدها بتحويل أوراق عدد من طلاب الجامعة لجامعات أخرى للظروف الاقتصادية الصعبة إذن علينا أن نبحث عن حلول وسطية مرضية.
 
[email protected]