
كمال عامر
لماذا لا نتعلم؟!
العالم الإسلامى والعربى تحديدًا وفى مصر بالذات لا نقرأ التاريخ.. نرفض التعليم والتعلم.. لا ندرس تجاربنا ولا نعترف بالحكمة منها و«تايمر» حياتنا يسير عكس العالم..
والنتيجة أننا جميعًا ضحايا لعقولنا وأفكارنا ولرؤيتنا المحدودة للموضوعات.. أصبحنا ظاهرة صوتية.. فى النقاش والاجتماعات والحوادث نغمة الصوت العالى المشمئزة هى البوصلة.. والحقائق تقول: لن نصبح نمرًا اقتصاديًا ولن نكون دولة عظمى لا اقتصادياً ولا سياسيًا طالما أن المسئولين يسايرون الضجيج وغير مهتمين بالإصلاح بشكل حقيقى وهم على دراية بالحقائق وأيضًا نحن أيضاً لا تتحمل العقلانية!!
كان الأجدر بالغاضبين من النخبة والسياسيين نتيجة الفيلم المسىء للرسول الانتباه بالمؤامرة التى نسجها الغرب والمتطرفون والمحافظون ضد الديمقراطية الوليدة فى بلدان الربيع العربي.. هو نفس سيناريو 11 سبتمبر والذى تورطنا فيه مدفوعين ودفعنا كمسلمين وعرب الثمن من دماء وأرواح وأموال المسلمين ورجعنا للخلف سنوات والتجسيد العراق الشقيق إذًا نحن نتعرض لمؤامرة واضحة..
بدأت بالفيلم المسىء مرورًا بالحصار الاقتصادى ثم التفخيخ من الداخل عن طريق تأجيج الخلافات بين النخبة الحاكمة والشارع وهى مؤامرة معروفة ومكشوفة إذاً نحن نتعرض لمؤامرة وصانعها هو المستفيد.. دول وأشخاص لا يسعدهم أن تكون مصر قوية أو متعافية. لأن فى هذه الحالة سوف تستغنى عن كل ما يقيدها وسيعاد قرارها إلى الداخل وتتحرك بدون قيود ووفقًا لمصالحها.
مصر أصبحت دولة مستهدفة وهى أمور تاريخية واضحة وهى تتعرض لحملة لإجهاض توجهها ولاصابتها بانتكاسة قد تساعد فى زيادة مدة مرضها..
غياب مصر يعنى دورًا كبيرًا للصغار.. وفرصة لإسرائيل وراحة لأمريكا وإيران وغيرها..
إذا كان هذا هو حال الغرب تجاه مصر فهو أمر تاريخى وسيستمر.. لكن منا يحزنى هو النخبة المصرية والتى ترفض أن تتنازل لصالح مصر.. الخناقة الحالية بين الأحزاب والنخبة تهدف للحصول على أكبر قدر من التورتة الثورية وهو أمر مفهوم ومع الأسف لا أحد يحترم رغبة الشارع بضرورة اجتياز ما نحن فيه والسعى بقوة للمستقبل.. أى تعطيل سينعكس بالسلب على فترة ومدة التعافى وبالتالى الخروج مما نحن فيه..
النخبة السياسية وهى تعارض الإخوان أو الحزب الحاكم هى هنا يجب أن تنتبه بأن الوقت الآن غير مناسب للفرقة.. العدو الخارجى أقوى من الإخوان وهو لا يستهدفهم فقط ولكنه يستهدف سقوط وحرق مصر من فوق الخريطة أو نزع كل أنيابها هل يمكن للإخوان والمختلفين معهم وقف العنف اللفظى المتبادل.. هذه الخلافات تستنزف كل الطاقة والأفكار والنتيجة مصر هى الخاسرة.. لن ينجح أحد فى تلك الحرب أو ينجو.. لكن سندفع جميعًا الثمن.. تصدير الاضطرابات للقصر الرئاسى أو لمجلس الوزراء أو أى جهة أمر لا يستقيم مع الرغبة فى اجتياز مصر للعقبات المتنوعة فى طريقها إلى الاستقرار.. هناك من يصطنع المشاكل ويؤلف لها سيناريوهات سوداء مع الأسف هؤلاء يقدمون أنفسهم على أنهم المناضلون الجدد وهم الراغبون فى حرق مصر.. هل يمكن أن نتعلم من التاريخ ونتفهم ضرورة الوحدة والتضامن.
على الأقل لحماية أنفسنا وأولادنا من طوفان لن ينجو منه أى حزبى أو حزب ولا إخوان ولا أبو حامد أو غيره..
إذاً علينا جميعًا الالتفاف حول الوطن وتدعيم القرار على الأقل ليفهم العالم بأن المصريين هم بالفعل الذين «دهنوا الهوا دوكو.. » يعنى ناس بتفهم ويقظة وعارفة من المتآمر ومن صاحب «يد» التخريب.
أغلقوا ملف رد الفعل على الفيلم المسىء للمصطفى عليه الصلاة والسلام.. لأن الأعداء أصبح لديهم يقين بأننا شعب يمكن استفزازه بسهولة.. وهو ما يجعلنا نضاعف نتائج الخطأ..
المخربون سوف يستمرون فى محاولتهم جر المصريين أو المسلمين والعرب تحديدًا للتصادم بعنف مع الغير..
أسأل: هل ممكن أن نتعلم من التاريخ أم سنصر على حرق كل الماضى بما فيه كتب التاريخ؟!