
كمال عامر
عبد العزيز.. الدولة ليست عدواً «1»
فى البداية: 360 دقيقة زمن لأعنف حوار شبابى بين وزير فى الحكومة م. محلب وشباب وأمناء شباب الأحزاب..
لأول مرة منذ أن بدأت عملى بالصحافة أرصد حواراً استخدم فيه الطرفان أثقل الأسلحة وأكثرها تدميراً.
برغم كل الأجواء العصبية.. فى الأسئلة والردود والتعليقات.. إلا أن الجلسة انتهت بصور تذكارية.. وإشادة من الشباب.
انتصرت حكومة محلب أمس بالضربة القاضية الفنية.. سجلت أكثر من هدف.
الحوار بالتعليم الفنى بأرض الجزيرة أول أمس بدعوة من م. خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة وبحضور أمناء شباب الأحزاب.. حوار امتد حتى على مائدة العشاء.. لم ينقطع خلال 360 دقيقة أى ست ساعات متواصلة.. أسئلة متنوعة وعلامات استفهام واتهامات وشد وجذب.
لكن الحقيقة أن الحكومة فازت بشخص يملك مهارات متنوعة، وأسلوب سهل وحقائق وإجابات متقنة.. احترام شديد حتى لمن يطلق السهام وتقدير وثناء على من يتفهم.
الحوار جرى حول.. كيف يمكن المساعدة فى تمكين الشباب والانتخابات البرلمانية إنعكاس للدعوة وبداية لتحقيقها.
■ خالد عبد العزيز مكسب للحكومة.. ولا أبالغ إذ قلت انه الوحيد القادر على صناعة التواصل مع المنظومة الشبابية والرجل استخدم الأسلوب الأصعب والمفيد بالتعامل فى الحوار مع القيادات الشبابية وهو التركيز على عقل المتحدث للتأثير فيه بإدخال حقائق وطرد اشاعات أو ديفوهات نتيجة أكاذيب أو اشاعات.. ولأن المجموعة الشبابية الموجودة أمام خالد عبد العزيز هى الأشرس نظراً لتكوينها وتعصبها الحزبى وسلوكها فى كيفية التفاوض واستخدام كل الأدوات لتحقيق مكاسب شخصية.. لذا كان من الواضح أن كل من حضر الحوار العنيف من الأحزاب استخدم ما لديه من أدوات وإمكانيات لتمرير رسالته والتى ذيلها بطلب الحصول على العضوية.
خلال الـ360 دقيقة لم يتوقف خالد عبد العزيز عن التوضيح.. والردود كان دقيقاً فى استخدام كلمات واضحة لم يلجأ إلى التورية.. حاسماً فى بعض الأوقات شديد الأدب فى أوقات أخرى.
نجح خالد عبد العزيز - فى سابقة هى الأولى - لوزير فى حكومة محلب فى تغيير معظم القناعات والأحكام المنبه على غير الحقائق تحدث عن تقسيم الدوائر والانتخابات وحال البلد.. والعنوان الذى فهمته كما ردده أكثر من مرة «الدولة ليست عدواً» والدليل أن وزير الشباب يبحث عن حزمة مساعدات قانونية لوصول أكبر عدد من الشباب للبرلمان.. وهى المرة الأولى التى أستمع لوزير فى حكومة يرفع هذا الشعار..
من الحوار العنيف أعتقد أن الخلاصة دارت حول أولاً: عبد العزيز يحاول عمل حالة لجذب الناس على انتخاب الشباب.
ثانياً: هناك من يروج عن عزوف الشباب وهى أكاذيب تهدف لضرب البلد واستقرارها خاصة أن في فرنسا كانت نسبة مشاركة الشباب فى انتخابات الرئاسة 7 - 13٪ وفى سويسرا 7٪ بينما فى مصر بلغت 37٪ وهى نسبة عالية جداً ولكن برغم ذلك ثلاثة أشخاص معروفين يحاولون تشويه صورة المنظومة الشبابية.
ثالثاً: ليس هناك مكان لمن يروج أو يردد من الشباب على أن المرشحين للبرلمان إما رجال أعمال أو كبار السن.. على الشاب أن يتحلى بالروح القتالية والتحدى لينافس ويحقق الفوز.
رابعاً: مراكز الشباب ملك لكل المصريين ولا يمكن أن أسمح باستغلالها للمرشحين وإلا أصابها الضرر.. لن تستخدم فى الدعاية الانتخابية وحل مجلس الإدارة فوراً فيما لو ثبت أن هناك من يفعل ذلك.. والتحقيق فى أى شكوي.