الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عقل الشاب قبل لسانه

عقل الشاب قبل لسانه






بالطبع لم تنجح الجهات التى حاولت مساعدة الشباب للإعلان عن نفسه وجذبه للمشاركة فى بناء البلد كدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. حاولت «الأهرام».. ثم «الأخبار».. ولكن كما توقعت مؤتمرات وحوارات.. وبيانات.. وعاد الجميع إلى نقطة الصفر.. مازال لدى الشباب نفس الإحساس بالظلم والتهميش. مازالت فى التطرف والإرهاب مجموعات شبابية متورطة ومازالت المشاركة التى يدعو إليها المسئول هى مشاركة سلبية.
الشباب عاوز يشارك «طيب وبعدين» هذا الشعار مرفوع منذ عشرات الأعوام وظل شعاراً دون تطبيق. على وزير الشباب مهندس خالد عبدالعزيز وضع صيغ جديدة وآليات جذب لتعميق مفهوم المشاركة وبالتالى تحقيق نتائج فى هذا الشأن.. الواضح أن الرئيس السيسى مؤمن بأن شباب البلد هم وقود التنمية والبناء، والرجل لا يترك مناسبة إلا وألقى الضوء على تلك العناوين بل وطالب كل الجهات المشتركة مع تلك الفئة العمرية بضرورة البحث عن حلول لتنفيذ هذا التوجه.
الرئيس السيسى يرغب فى الدفع بالشباب فى مفصلات الدولة لتولى المسئولية والرئيس مؤمن بأنهم مستقبل هذا البلد.
قناعات الرئيس وأفكاره يجب أن نبحث عن حلول وآليات لتطبيقها.. وحتى الآن لم أرصد على أرض الواقع منظومة لتنفيذ تلك التوجهات فى ظل عدم نجاح جهود بذلتها جهات منفردة فى هذا الشأن.
إذن نحن أمام مشكلة كانت وستظل ألا وهى عملية جذب الشباب للانخراط فى العملية السياسية وبالتالى التصعيد والترقى للحصول على فرص فى إدارة شئون البلاد.
وزراء الحكومة وحدهم لن ينجحوا فى تحقيق توجهات الرئيس السيسى.. لأن معظمهم لا يجيد فن الحوار وكيفية التحاور مع عقول أقل ما ينتج عنها تفخيخ الحوارات وعدم استيعاب المسئول لما يقولونه أو يطالبون به.
من هنا أرى أن الحوارات مع الشباب من وزراء الحكومة يزيد من تعقيد الأمور.. لأن المسئول عاوز يمرر اليوم.. وعاوز يعدى الموقف وعاوز يظهر فى الصحف والجرائد على أنه يدير حوارًا ويحقق وجهة نظر الرئيس السيسى.. مع الأسف هذا السيناريو يزيد من غضب الشباب.
خالد عبد العزيز وزير الشباب - وحده - ارتأى أسلوباً جديداً فى الحوار.. وهو الأسلوب الصعب.. يعتمد على التعمق فيما يقوله الشباب وإدارة حوار مع عقل الشاب وليس لسانه.
خالد عبد العزيز هنا يرفض التنازل عن الثوابت.. ويرفض اللجوء لرشاوى الحوار.. ويرفض تمييع القضايا وتمرير اللامعقول من الطلبات والتعليقات.. نتائج حوارات وزير الشباب كان من بينها.. طلبات عادلة ومعقولة وسهلة التنفيذ من الشباب.. الأهم إيمان الشاب بأنه ليس وحده.. أيضا هناك التزامات تجاه البلد لدى الشاب وعليه أن ينفذها قبل الحصول على حقوق ليست له.
إذن على وزير الشباب تجهيز المجموعات المعاونة له من الستة المختارين للتعامل مع الشباب والرياضة وعلى رأسهم يوسف الوردانى ومحمد الشاذلى وهما نموذجان محترمان للبحث عن أفكار ملهمة وحلول لمشاكل مزمنة لقطاع أرى أنه الأهم فى البلد وهو الشباب.
تمكين الشباب لن يأتى بالواسطة ولا بالتصريحات أو التوجيهات.. بل على الشاب أن يمكن نفسه مع التطور المهم بالعالم. والتكنولوجيا والأفكار على الأقل ينجح عند التمكين.