
كمال عامر
الطب الرياضى.. جريمة
معاناة المصريين عامة والرياضيين بصفة خاصة مع أمراض وإصابات العظام أمر واضح، وأعتقد أن لاعبى الكرة جسدوا المشكلة عندما قرروا الهروب للخارج لإجراء العمليات وفترة العلاج الطبيعى.
هناك جزء للعمليات وجزئية أخرى للعلاج الطبيعى وهو أمر مهم.. فى النوع الأول الطب الرياضى فى مصر يتراجع برغم وجود أساتذة كبار مثل د. أحمد عبدالعزيز وغيره خبراء يؤدون الدور بشأن العمليات.. لكن فى المقابل مصر تعانى من عدم وجود خبراء فى العلاج الطبيعى الصحيح وهو ما يستدعى الاهتمام بأدق تفاصيل العلاج والذى يتوقف عليه مستقبل الجزء المصاب تماما.
مع الأسف الأبطال المصابون خوفا على مستقبلهم يتجهون للخارج عربيا طلبا للعلاج، حيث تمتلك قطر مركزا لعلاج الإصابات ينافس أكثر الدول العالمية دراية وعلما.. وأيضا الإمارات العربية.
فى مصر الطب الرياضى يعيش فوضى.. خبراء غير مختصين بمؤهلات بعيدة عن التخصص وانفلات لا مثيل له.. والنتيجة عيوب فى العلاج وعاهات وضحايا!
الطب الرياضى فى القطاع الخاص أمر من الصعب متابعة ما يحدث فيه.. لكن القضية الأهم فى الطب الرياضى والرسمى، أى الموجود تحت مظلة وزارة الشباب.
هذا القطاع يمتلك العيادات والمعدات والمفروض أشخاصًا دارسين ومؤهلين، لكن مع الأسف هو قطاع مغيب لا أريد أن أقول بفعل فاعل ولكن حتى الآن يمكن أن نوجه الاتهام إلى المسئول بالوزارة عن هذا القطاع المتدهور منذ عشرات السنين!
لا أعلم كيف يتسنى لوزارة الشباب تجديد كل عناصر المنظومة الرياضية داخل مراكز الشباب وخارجها من توفير الملاعب والبطولات فى كرة القدم وغيرها وعمل حركة ودوائر مهمة فى عملية الأنشطة وفى نفس الوقت تتباطأ عملية تطوير العنصر الذى يوفر الحماية والرعاية والطمأنينة لشباب دورى مراكز الشباب أو الأندية الرياضية.
د. أشرف صبحى مساعد وزير الشباب والرياضة يعمل على تحقيق الانفراجة فى هذا القطاع المبهم.. ترتيب الإدارة وحل المشاكل التى تهدد تلك الصناعة.
أنا شخصيا عانيت مع الطب الرياضى فى بلدى بعد إصابة يوسف ابنى بكسر فى عظمة الساق فى مباراة لهليوبوليس أمام الطيران.. تم إجراء جراحة على يد د. أحمد عبدالعزيز بوضع 3 مسامير وبعد الشفاء من الجراحة كان من الضرورى إجراء علاج طبيعى وهو المرحلة الأهم طبعا، سألت عن الأسماء والأماكن كان بودى أن أثق فى الطب الرياضى الحكومى- كعادتى- لكن للأسف لم أجد له مروجين أو كيانا فى قائمة المرغوب العلاج لديهم!
يوسف ذهب إلى طبيب الأهلى.. لكن اتضح أن الرجل لا يذهب للسنتر.. وذهب أيضا لطبيب مشهور فى مصر الجديدة.. وقال لى بعدها «يا عم كل صاحب سنتر ولو طبيب يستأجر شخصًا آخر للتعامل مع الإصابة والعلاج.
اللافت أن ملف الطب الرياضى التابع لوزارة الشباب يحتاج إلى جهود مضنية من د. أشرف صبحى لبدء الانطلاقة.. هناك مشاكل مُعقدة وحرب دائرة بين الأطباء والعاملين فى القطاع.. وعيادات غير مطابقة للمواصفات.. وقطاع ممزق يحتاج لمجهودات.. أنا أثق فى قدرة د. أشرف صبحى للانتهاء إلى حلول لمشكلة مؤلمة تصيب مكانة مصر فى الصميم،. وتؤخر مجهودات وزارة الشباب بشأن تطوير حال كل شىء إلا الطب الرياضى وهو الركن المُكمل لمنظومة الانطلاقة والتطوير.