
كمال عامر
كرة.. المستقبل
تعالوا ندرس تجربة قطر.. أو ألمانيا فى تأسيس فريق قوى يرتدى الألوان الوطنية ويمثل الدولة.
فى كرة القدم قطر تنظم مونديال 2022 بالدوحة وعدد من المدن القطرية.. كان التنظيم هو الخطوة الأسهل فى عملية المونديال حيث ظهرت نقطة مهمة وهو هل سيكتفى القطريون بإنفاق مليارات الدولارات على البنية الرياضية والطرق وغيرها على كأس العالم بينما تكون مشاركتهم فيها رمزية!!
الكثيرون أيقنوا أن مجرد فوز قطر بالتنظيم هو المشرف، لكن دولة قطر كان لديها انطباع آخر، عندما بدأت فى تأسيس فريق وضعت له الخطط بعد اختبار عناصره واستعانت بالجديد فى عالم التدريب والمدربين.. قطر أرسلت المختارين للعب باسمها فى 2022 لأكبر أندية العالم للعب والتدريب.
التجربة القطرية أراها تتلاءم مع الإمكانيات الموجودة لدى الجانب القطرى من ضيق قاعدة الاختيار مع توفير الجانب المالى المطلوب.
فى مصر المشكلة أسهل.. لدينا قاعدة ممارسين، وبنية رياضية مكملة لعناصر نجاح الاختيار.. وإدارات وأندية قوية.
لكن ليس لدينا ما يمكنه أن يضع خطة تعتمد على ما لدينا لتأسيس روافد للمنتخبات الوطنية، أو من الممكن تأسيس فرق جديدة يمكن من خلالها أن تعلق بأن نهاية الخطة ستمتلك منتخبات للمنافسة فى كأس العالم وليس ضيف شرف.
المشكلة فى مصر أننا نكره التخطيط.. نعيش «يوم بيومه»، الفردية تهزم الجماعية.. الناس لم يعد لديها صبر لتستمع إلى قرار من خالد عبدالعزيز عن الانتظار لانتهاء خطة حتى لو كان لتشكيل منتخب قادر على المنافسة.
لا أعلم لماذا تغلق الأبواب علينا بشأن الاطلاع على خطط المنتصرين فى كل أوجه الحياة.. إذا كنا نستعين بخبرات الأجانب فى البترول وغيره.. فلماذا لا نفعل ذلك فى الرياضة؟!
الرياضة تقدمت فى العالم لأنهم يعتمدون على العلم والتخطيط وكل ما هو جديد.. لذا نفاجأ بين الحين والآخر بأشكال وطرق جديدة فى اللعب والإنتاج.. بينما فى مصر كل شىء فى مكانه وكأننا نعشق القديم ونكره التجديدات.
افتحوا الأبواب.. اطلعوا على تجارب الغير.. استيراد الجديد أمر طبيعى لم تعد «الهمبكة» و«الفهلوة» أسلحة للتقدم والإنتاج.
الدراسة والاطلاع والسفر للخارج أو استيراد الأفكار أو الخبراء كلها أمور عادية فى ظل تبادل الخبرات والمهارات.
كرة القدم فى مصر تحتاج لمشروع قومى.. يجب أن نغير طريق تفكيرنا فى أن كرة القدم تحتاج لملعب وشخص يجرى بالكرة إنها الآن صناعة تحتاج للعلم.