
كمال عامر
الرهان.. والشباب
الشباب فى البلد - الآن - يواجه بالإشادة وأيضاً باللعنة.. هم وقود حركة البناء فى مشروع قناة السويس والإسكان واستصلاح الأراضى فى توشكى وشرق العوينات.
وأيضاً شريحة منهم متهمة بالإرهاب والحرق واغتيال رجال الشرطة والجيش والمدنيين وتفجير الترام وأبراج الكهرباء .
طيب إزاى نعظم دور المشاركة الايجابية.. ونجذب أطرافاً جديدة من الشباب للانخراط فى مسيرة بناء البلد.. لا هدمها أو حرقها.
أظن هناك أولوية لتغيير مفاهيم العمل والتواصل مع هذه الفئة العمرية المتمردة بطبيعة النشأة والبيئة.. وليس من المعقول أن تتعامل الحكومة مع الشباب بنفس العقلية القديمة المطبقة منذ خمسين عاماً.
نعم الأمور اختلفت.. منذ خمسين عاماً كانت آليات التواصل محددة فى منصة وسياسى وتصفيق وهتاف وشعارات فى لافتات.. وكلام حماسى أمام الميكرفون.. وبرقية للرئيس.. وعادة ما تنتهى تلك التظاهرة الخادعة بسطور وخبر صحفى وتغطية فضائية.
طيب هل هناك حلول لتغيير هذه المفاهيم؟
نعم ممكن أولاً يجب تنظيم دورات للمجموعات التنفيذية الموجودة بالوزارات المهتمة بالتواصل مع الشباب مثل وزارة الشباب، الأوقاف، الثقافة، التعليم العالى، وهذه الفئة هى المسئولة عما تسفر عنه خطط التواصل والحوار مع تلك الفئة العمرية.
ومن غير المعقول أن يكون عنوان اختبار تلك الشخصيات بصرف النظر لمناصبها هو النشاط وقوة الحركة.. دون أدنى اهتمام للمتطلبات الأهم وهى العقلية نفسها، وهى مطلعة على الخريطة السياسية للبلد أو التغيرات العالمية، وبدقة هل هؤلاء الموظفون على دراية بتطور الشخصية المصرية الشابة بعد يناير 2011؟!
في مشكلة مهمة ويجب أن نواجهها ونعترف أن غضب الشباب يرجع لعدم نجاح عملية التواصل وغياب الفروق ما بين المشاركة الايجابية والسلبية لدى القائم بعملية التواصل من الموظفين وأنا أنزعج من وزراء ومسئولين رفعوا شعارات مثل «شارك» وهم غير مدركين أن هناك مشاركة سلبية متورط فيها كل شاب أطلق الخرطوش أو وراء التفجيرات والاغتيالات.
الموظفون دخلوا مزاد «المشاركة» وحاولوا التلاعب بعواطف القيادة السياسية والوزراء وطبعوا المنشورات ونظموا المؤتمرات ظنا منهم أن العنوان جاذب وأعتقد أنه مصطلح رنان جاذب للإعلام الساذج.
الحل: قبل إطلاق أى مبادرات للعمل فى هذا الشأن يجب دراسة العناوين جيداً لضمان النتائج، أيضاً دورات تدريبية ودراسية اجبارية بالجامعة الأمريكية أو غيرها لرموز العمل التنفيذى مع الشباب فى أى وزارة مهتمة بالمنظومة الشبابية.
لا يمكن أن تستمر عملية التواصل والتحاور مع الشباب بنفس آليات الستينيات مع غياب الأفكار وآليات التواصل واختراق العقول.
إلى أن يتم إدخال تلك التغيرات على العقلية التنفيذية تحديداً وضرورة تطويرها سوف تظل محاولات جذب الشباب متواضعة النتائج. وغير مؤثرة ولن تمتد بها إلى غير حدود المبنى.