مصحف «عثمان» الأقدم فى العالم محفوظ بخزينة «السيدة زينب»

أشرف أبو الريش
كتب - أشرف أبو الريش
أعلنت لندن منذ ايام عن عثورها على مخطوطة للقرآن الكريم قالت انها الاقدم على مستوى العالم، وهو كلام غير صحيح، حيث إن أقدم مخطوط للقرآن الكريم كاملًا موجود فى القاهرة.
ففى مكتبة المخطوطات المركزية، التابعة لوزارة الاوقاف المصرية، خزائن عامرة بأقدم الكتب الإسلامية والتراثية فى العالم، يرجع أهمية هذا المكان إلى احتوائه على مجموعة من أزخر الكتب والمخطوطات التى جمعت من المساجد القديمة التى عادة لا تفتح لأحد من غير العاملين فى الترميم، وقد انتهت «الاوقاف» من ترميم أكبر واقدم مصحف على وجه الأرض، وهو مصحف عثمان بن عفان (رضى الله عنه) الذى انتقل من المسجد الحسينى يوم الأربعاء 22 فبراير عام 2006، ويصل وزنه إلى 80 كيلو جرامًا، وكتب على رقع من جلد الغزال، وخرج فى موكب شعبى ورسمى من المشهد الحسينى إلى دار المخطوطات بالسيدة زينب وظل 4 سنوات كاملة يخضع لعمليات الترميم حتى عاد إلى صورته الطبيعية وستتم إعادته إلى المشهد الحسينى فى وقت قريب بعد عملية الإحلال والتجديد، حيث حفظ فى الحسين منذ عام 1305 هجرية.
ويعتبر أول توثيق للمصحف قام به السلطان قنصوة الغورى عندما وضع له حافظة من الذهب الخالص مدون عليها أن المصحف تم تجديده بعد مضى 874 سنة من كتابته إلى أن الحافظة صنعت عام 909 هجرية.
ولمصحف عثمان قصص وحكايات كثيرة تشير إلى بركته، ومنها من يقول أن مَن يضع يده عليه ويدعو بأى شيء يستجيب الله لدعائه فى الحال، حتى أن أصحاب الحاجات قديما كانوا يدفعون أموالًا كثيرة لكى يضعوا أيديهم مباشرة على المصحف الضخم والدعاء بقضاء حوائجهم.
وقد زار الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى السابق، دار المخطوطات منذ عدة سنوات وحصل على نسخة من مصحف عثمان على أسطوانة مدمجة (سى دي) ليحتفظ بها نظرا لوصفه الفريد.
فقد قامت المنظمة، وتحديدا مركز الأبحاث للتاريخ والقنوات الثقافية الإسلامية وبدعم مال من مؤسسة أبوظبى للثقافة والتراث، بإصدار نسخة من مصحف المشهد الحسينى أعدها فريق من العلماء بقيادة «طيار التى كولاتش» وترجمها من التركية إلى العربية صالح سعداوى وقدم لها الدكتور خالد آرين مدير مركز الابحاث للتاريخ باسطنبول «ارسيكا» وتم عقد مقارنة بين المصاحف التاريخية المحفوظة فى أماكن متعددة فى العالم ومنها مصحف متحف قصر طوبقابى ومصحف متحف الآثار التركية الإسلامية ومصحف طشقند ومصحف صنعاء باليمن المنسوب للإمام على (كرم الله وجهه) ووجد أن مصحف عثمان هو الأقدم والأكمل على الاطلاق ولا يوجد مثيل له فى العالم بعد عقد هذه المقارنات.
وتم تحديد كتابته بتاريخ لا يتعدى نحو 13 و14 قرنا من الزمان وهو أقدم وثيقة للقرآن ونلاحظ انها كاملة لا ينقص منه آية واحدة ولذلك إصدرت المنظمة مجلدين فيها النسخة العثمانية فى صفحة وفى الصفحة المقابلة ترجمة بالعربية الحالية، وتقوم المنظمة بإرسال بعض النسخ إلى الملوك والأمراء والرؤساء العرب لانها لا تقدر بثمن.