الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثقافة الفزاعة !
كتب

ثقافة الفزاعة !




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 29 - 10 - 2009


كيف يواجه الحزب الوطني حملات الهجوم والتشكيك؟
1
- مصر ليست شارع عبدالخالق ثروت، ولكنها أكبر من ذلك بكثير، وليس معني أن يتظاهر عشرة أفراد أمام نقابة الصحفيين، أن البلد مقدم علي فوضي.. ويتباكي رجال فزاعة الفوضي.
- رجال الفزاعة ملأوا وسائل الإعلام ضجيجا.. خوفاً من الفوضي الكاذبة، وأسرفوا في مقترحات مثل: "مجلس الأمناء" و"الخروج الآمن" و"الجمعية التأسيسية" وغيرها من الأفكار.
- طبعاً.. الوطن محتاج كلام.. ولكن مقترحات الفزاعة لاتصمد طويلاً، وتلقي ظلالاً سلبية علي أجواء الحوار، مع الاعتراف الكامل بحق أصحابها في أن يقترحوا ويختلفوا.
2
- الحراك السياسي الذي أعقب التعديلات الدستورية الأولي عام 2005 له عدة مزايا وعدة عيوب، فمن مزاياه أنه فتح المجال أمام مرحلة جديدة من الممارسة الديمقراطية تلعب وسائل الإعلام فيها دور البطولة.
- لكن من عيوبه أنه كان انفتاحاً إعلامياً عشوائياً، بلا ضوابط تحميه، وليس المقصود ضوابط رقابية، ولكن ضوابط قانونية تحمي حقوق المجتمع وتحافظ في نفس الوقت علي حيوية التدفق الإعلامي.
- من عيوبه أيضا أنه جمع الشتات ليدسوا أنفسهم في الشأن المصري.. أموال خليجية وليبية وإيرانية ومجهولة المصدر تصب في الفضائيات، بهدف واحد هو إعداد برامج "توك شو" مسائية عن الأحوال المصرية.
3
- أصبحت ثقافة الفزاعة هي المسيطرة علي أجواء الإعلام المصري.. الكل يخاف علي البلد، الكل يحذر من الفوضي، الكل يشكك في المستقبل، الخوف الذي لا تبرره شواهد من الواقع.
- أصبحت الفزاعة هي معيار الكفاءة والشجاعة وجذب القراء والمشاهدين، وضاعت في الزحام البرامج الجادة والمشروعات الكبيرة التي يجري تنفيذها في البلاد.
- المشكلة الكبيرة التي ظهرت بعد ذلك هي امتداد ثقافة الفزاعة بين المواطنين البسطاء، بسبب الغزو الإعلامي الفضائي الكاسح لكل البيوت والأسر في السنوات الخمس الأخيرة.
4
- في حادث قطار العياط مثلاً كان المواطنون البسطاء الذين ذهبوا لنجدة المنكوبين، يتحدثون بنفس اللغة والطريقة التي يتحدث بها معظم مقدمي برامج الفضائيات.
- قد يكون هذا الأمر جيداً، بشرط إعلام الناس بالجهود الأخري المبذولة لتحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع المستويات المعيشية والارتقاء بالقري والمدن الفقيرة.
- لا عيب في أن يمارس الناس نوعاً من الرقابة الشعبية، بشرط ألا تكون عشوائية وتؤدي إلي عكس أهدافها في تحصين الرأي العام وتزويده دائما بالحقائق والمعلومات.
5
- مصر ليست شارع عبدالخالق ثروت، ولذلك ليس من المصلحة أن تتم جرجرة البلد كله إلي حوارات فلسفية هي من اختصاص الصفوة أو السياسيين.
- مثل هذه الموضوعات تخلق نوعاً من الشوشرة علي الأجندة الحقيقية التي تهم الناس وتتعلق بمشاكلهم اليومية، مع الأسعار والبطالة والعشوائيات وغيرها.
- زمان كانت الثورة ترفع شعار أن حرية البطاقة الانتخابية تبدأ من توفير رغيف الخبز، ولكن أصبحت هذه القاعدة مقلوبة الآن، واختلط الرغيف بالبطاقة.
6
- أنتقل من هذه النقطة إلي مؤتمر الحزب الوطني الذي يبدأ أعماله غداً.. وفي الأوراق المقدمة محاولات جادة وجريئة لتحقيق التوازن بين الطموح السياسي والتنمية الاقتصادية.
- الأوراق كما شرحها أمين السياسات جمال مبارك تشمل 22 قضية تهم الناس، لكنها في النهاية تندرج تحت شعار واحد "من أجلك أنت".
- كيف تصل هذه السياسات التي ترسم الطريق إلي المستقبل إلي الناس؟.. كيف يشعرون في مدنهم وقراهم وشوارعهم، بهذه الإنجازات علي أرض الواقع؟
7
- يجب أن نواجه "ثقافة الفزاعة" ب"ثقافة الثقة".. الثقة في نظام الحكم وفي أجهزة الدولة، وأنها قادرة علي مواجهة المشاكل والتحديات والتغلب عليها.
- الثقة في أن هذا الوطن يمضي إلي الأمام تحميه مظلة ديمقراطية تشمل الجميع، وتحوطهم بالرعاية والاهتمام، دون خوف من ردة أو نكوص.
- الثقة في النفس وعدم الاهتزاز أمام رجال ثقافة الفزاعة، بل مواجهتهم بالرأي والحجة والدليل والإقناع.. فهذا هو الطريق الآمن.. ولابديل.


E-Mail : [email protected]