الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبطال حتي النهاية !
كتب

أبطال حتي النهاية !




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 11 - 2009


العناية الإلهية أنقذت الجمهور المصري من كارثة


الهدف القاتل لا يدخل ولو تكرر ألف مرة


لا تذبحوا شحاتة واللاعبين فقد أدوا واجبهم


سوف تعود الأفراح في البطولة الأفريقية المقبلة


1


- إنه بالفعل يوم الأربعاء الحزين، ليس لأننا خسرنا فقط، ولكن لأننا كنا الأفضل والأحسن والأكثر هجوما ولعبا، ولكن الحظ لم يكن معنا، فخسرنا بلعبة عشوائية.
- الهدف الجزائري لم يكن ملعوبا ولا من هجمة مرسومة، ولو تكرر ألف مرة، فلن يدخل المرمي، شاءت الأقدار أن تدخل الكرة بهذا الشكل الهيستيري المرمي.
- لم يكن في وسع الحضري أن يفعل شيئًا، ولو كان المرمي مرصوصا بالطوب والأسمنت، كانت الكرة ستدخل، لأنها اندفعت كالسهم الطائش الذي يمكن أن يدخل المرمي، ولو من خرم إبرة.
2
- لا تحزنوا.. فقد عشنا أياما جميلة من الحلم والأمل، واتحدت قلوبنا ومشاعرنا خلف المنتخب المصري، والتف الجميع تحت علم مصر، ويجب أن نحافظ علي هذا التوحد الجميل.
- الكرة غالب ومغلوب، والحظ يلعب دورا كبيرا، لم يكن معنا، وعلينا أن نسلم بأن هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالي، فلم يقصر أحد، ولم يبخل لاعب بعرق أو جهد.
- ليست نهاية العالم، وهذا الجيل وقائدهم حسن شحاتة يستحقون التكريم والحفاوة، فعلوا ما بوسعهم، ولا يمكن أن نلوم مجتهدًا، لم يكن له نصيب.
3
- لا تحزنوا.. فليست نهاية العالم، وأمامنا بطولة الأمم الأفريقية، وعلينا أن نستعد لها من الآن، فلا يأس مع الحياة، وسوف تعود الأفراح والانتصارات بإذن الله.
- هذا الجيل من اللاعبين قادر علي النهوض من كبوته والوقوف سريعا، فالأبطال لا يموتون، ولاعبونا أبطال بمعني الكلمة وفرسان، ولكل جواد كبوة.
- هؤلاء هم الذين أسعدونا كثيرًا، وحملوا إلينا البطولة تلو البطولة، وظلوا حتي اللحظات الأخيرة مقاتلين لا يستسلمون، واستحقوا الاحترام الذي لا يقلل منه هزيمة نزلت كالصاعقة.
4
- لا تحزنوا.. فقد كانت المباراة في قبضتنا قبل الهدف وبعده، وضاعت فرص لا تضيع في طوفان الهجمات الذي انهمر علي مرمي الفريق الجزائري ابتداء من الدقيقة 30 في الشوط الأول.
- هدف لا يضيع من أبو تريكة من تمريرة ساحرة لسيد معوض، وسبق أن سجل مثلها مرات كثيرة، لكنه هذه المرة أطاح بالكرة علي يمين الحارس خارج المرمي «مفيش نصيب».
- هدف آخر لا يضيع من المحمدي وأنقذه الحارس، وبعده تتوالي عرضيات سيد معوض، حتي الدقيقة 45، عندما ضيع أبو تريكة فرصة أخري لا تضيع وهو في حلق المرمي.
5
- لا تحزنوا.. فقد كان في مقدورنا أن نسجل بضعة أهداف في الشوط الثاني، وحاصرنا المنتخب الجزائري، وتوالي ضياع فرص العمر من متعب وزيدان وأبو تريكة.
- نجومنا لم يكونوا في حالتهم الطبيعية، كانوا يسجلون من أنصاف الفرص، ولكن في هذه المباراة عجزوا عن التسجيل من فرص كاملة وانفرادات خطيرة.
- الحظ وقف بكل قوته مع حارس المرمي الجزائري الذي لم يذهب لصد الكرات الخطيرة، ولكن ذهبت إليه الكرات الخطيرة لتصطدم بجسده وقدميه.
6
- لا تحزنوا.. ولا تنصبوا المشانق للاعبين ومدربهم القدير حسن شحاتة، فسوف يظهر في إعلامنا كثير من الجلادين الذين ينتقمون، لا ينتقدون.
- نفس المهيجين الذين لعبوا بمشاعر الجماهير وجعلوا المباراة وكأنها يوم القيامة، هم أنفسهم الذين سيمسكون السيوف والكرابيج لذبح اللاعبين.
- الذين صنعوا التوتر هم أنفسهم الذين سيستثمرون التوتر، لا يعنيهم فوز أو هزيمة، ولكن أن يظلوا في الصورة مهما كان الثمن.
7
- لا تحزنوا.. لأن المأساة الأخلاقية التي حدثت بعد انتهاء المباراة، تجعلنا نفكر ألف مرة في العلاقات التي تربطنا بكثير من الدول العربية.
- الجزائريون لم يشبعهم الفوز وانقضوا علي الجمهور المصري في السودان ضرباً وتنكيلاً بعد المباراة.. والله سبحانه وتعالي أنقذ جمهورنا من كارثة مروعة.
- بعد هذه المهزلة يجب أن نفتح كل الملفات.. كرامة مصر أولاً.. كرامة مصر وشعبها قبل كل شيء، ولتذهب العلاقات التاريخية والروابط الأخوية إلي متحف التاريخ، لأنها مجرد مسكنات لا تجدي ولا تنفع.
8
- لا تحزنوا.. فهذه ليست رياضة، وإنما حرب، وهذه ليست كرة قدم وإنما قذائف لهب.. نيران خرجت من الملاعب الخضراء إلي الجماهير المصرية، خصوصًا أبناءنا في الجزائر.
- لابد أن نعيد فتح الملفات، وندرس ما حدث بهدوء وبلا انفعال، فالهزيمة والخروج الحزين لا يجب أن يلهينا أبدًا عن ممارسات سيئة يجب ألا تتكرر.
- كنت أتمني أن يكون هذا المقال بعنوان «ليلة السعادة الكبري» ولكنه كابوس ثقيل.. قدر الله وما شاء فعل.


E-Mail : [email protected]