الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبروك لمكرم
كتب

مبروك لمكرم




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 14 - 12 - 2009


هذه هي الدروس المستفادة من الانتخابات


1


مبروك لمكرم.. أولاً: لأنه استطاع أن يحسم المعركة لصالحه بفارق نحو 858 صوتًا.. وكان من الظلم أن يفوز في الجولة الأولي بفارق 35 صوتًا فقط، فهذا لا يتفق مع مجهوداته الكبيرة.


ثانيًا: لأنه استطاع في الأسبوع الأخير أن يلملم أوراقه ويعالج السلبيات، ويشحذ الهمة، ويبدأ في الإعداد للمعركة من نقطة الصفر، ولم يهدأ لحظة واحدة.
ثالثًا: لأنه لم يتورط في خطاب إعلامي فيه هجوم أو شراسة، ولكنه التزم حدود شرح برنامجه، ثم الدفاع المشروع علي النفس، ورد الاتهامات الظالمة التي لاحقه بها خصمه.
2
الدرس الأول المستفاد من معركة انتخابات الصحفيين هو أن الأغلبية إذا استرخت وتبعثرت وتشتت، تذهب ريحها، ومن الممكن أن تلاحقها الهزائم الثقيلة.
الدرس الثاني: هو انتصار خطاب العقل والمنطق والمصلحة، علي خطابات الشعارات والهتافات، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالنقابة خلقت لخدمة أعضائها وليس للمزايدة علي مشاكلهم.
الدرس الثالث: هو أن الأقلية يمكن أن تحقق بعض النجاحات والإنجازات، وإذا جاءتها الفرصة لا تتركها أبدًا، بل تتمسك بها حتي اللحظة الأخيرة.
3
الدرس الرابع: هو أن الانتخابات ليس فيها قوي وضعيف، ولكن فيها يقظ ومتحفز ويبذل قصاري جهده فينال المكسب، وفيها أيضًا من يعتمد علي تاريخه فلا ينال أي شيء.
الدرس الخامس: مكرم اعتمد علي تاريخه وجهده معًا، فكان مثل الشاب في مقتبل العمر، يجري هنا وهناك، وكأنها مباراة في كرة القدم يريد أن يحرز فيها أكبر عدد من الأهداف.
الدرس السادس: هو ضرورة التحلي بأخلاق الفرسان وروح المقاتلين في المعارك الشرسة، حيث لا تنفع الأساليب المعوجة أو الملتوية في حسم معركة.
4
الدرس السابع: هو أن الناس تنفر من الاستفزازات والافتراءات، خصوصًا إذا كان من يتعرض لها شخص له سابقة أعمال مشرفة مثل مكرم ومازال عطاؤه مستمرًا حتي الآن.
الدرس الثامن: أن اللغة الهادئة المتوازنة التي تستهدف الحفاظ علي كل الأجيال وتواصلها وعطائها انتصرت علي نغمة التغيير المتعجل التي تدهس تحت أقدامها فرسان المهنة الكبار.
الدرس التاسع: هو أن الصحفيين والدولة ليسا علي طرفي النقيض وليست بينهما خصومة، ولكنهما يتعاونان من أجل خير مصر ومصلحة الصحافة، والاثنان لا ينفصلان.
5
انتهت معركة الصحفيين مساء أمس الأحد، وكانت واحدة من أجمل وأشرف وأفضل المعارك الانتخابية التي تشهدها النقابة في السنوات الأخيرة.. وبقي السؤال: ماذا بعد؟
النقيب الجديد ملتزم أمام الأعضاء بأن يستكمل بأقصي سرعة مشروع المدينة السكنية، فهي الحلم والأمل لجموع الصحفيين خصوصًا الشبان، ونحن معهم حتي يتسلموها.
النقيب مطلوب منه أن يستكمل عملية إصلاح النقابة وأحوال الصحفيين، في الأجر والخدمات والتدريب، حتي يستطيعوا تأدية مهام وظيفتهم بتفوق ونجاح.
6
النقابة مطالبة قبل أي وقت مضي بأن تعيد للمهنة كرامتها وكبرياءها ودورها الرائد في المجتمع، بعد أن تلقت طعنات غادرة من هنا وهناك أفقدتها الكثير من مصداقيتها.
النقابة يجب أن تقوم بتفعيل ميثاق الشرف الصحفي، حتي لا يكون مثل خيال المآتة الذي لا يخيف الغربان ولا العصافير، والميثاق إذا ظل حبرا علي ورق، فسوف تواجه النقابة مستقبلاً مظلمًا.
الصحافة ليست علي رأسها ريشة، والقلم ليس مطواة ولا طبنجة تصيب الأبرياء، ويجب حماية الناس من تغولها وانحرافها وأن تكون هناك ضوابط مشددة لحماية الحريات الشخصية.
7
سقطت الشعارات الزائفة بالضربة القاضية وبفارق كبير في الأصوات، فقد رفعوا شعار أن "التغيير يبدأ من هنا" من النقابة إلي المجتمع، وهو بالفعل تغيير لصالح أخلاقيات المهنة وقواعدها الراقية.
سقط التحالف الخفي بين التيارات السياسية التي أرادت أن تجعلها حربا شعواء بين أبناء المهنة الواحدة الذين عاشوا حياتهم يحافظون علي استقلال نقابتهم.
سقطت كل محاولات الاختراق التي قامت بها الجماعة المحظورة والتي كان ظهورها علنيًا فاستفزت مشاعر الصحفيين وجعلتهم يصوتون لصالح نقابة مدنية وليست دينية.
8
الفائز الأول في هذه المعركة هو جموع الصحفيين الذين اثبتوا للدنيا كلها أنهم الأكثر وعيًا ورقيًا وتحضرًا وقدرة علي إجراء انتخابات لا يوجد مثلها في أعتي الدول الديمقراطية.
نموذج يمكن أن يشع نورًا علي بقية الانتخابات الأخري، لتكتب مصر تاريخًا جديدًا ورائعًا في الممارسة الديمقراطية، يعطي شعبها المكانة التي تستحقها.
نموذج لعبت فيه الدعاية النظيفة دور البطل ولعب فيه وعي الصحفيين دور صمام الأمان، فلم يسمحوا لأحد أن يشكك فيها أو يعكر صفو انتخاباتهم.
9
مبروك لمكرم لأننا استطعنا أن نحافظ عليه ضد دعاية قاسية استهدفت ماضيه وحاضره، وكانت تقول له بالفم المليان "عليك أن تنسحب".
لو انسحب، كانت البقية الباقية من أخلاقيات المهنة قد انهارت وضاعت في الضجيج، لأن الصحفي المحترم يجب أن نكرمه ونضعه فوق رءوسنا، لا أن ندوسه بالأقدام.
الملخص هو: أن المبادئ والقيم والأخلاقيات انتصرت في انتخابات الصحفيين.. فمبروك لجميع الزملاء ومبروك للنقيب، ومبروك لمصر كلها.


E-Mail : [email protected]