واحة الإبداع.. أطفال الشوارع

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات بريشة الفنانة
هالة شافعى


 

أطفال الشوارع


كتب: رضا الشاهد - المنوفية


أطفال الشوارع ماليين كل شارع نايمين على الرصيف
عايشين فى بلادنا وكل آمالهم يلاقوا الرغيف
يدور عليه فى صندوق الزبالة أو مع حرامى شاركه الرصيف
عايش كآفة تحت الكبارى يقضى يومه بشكله السخيف
دقنه طويلة وشعره مترب ولبسه مقطع ودايما خفيف
يتجوز فى شارع ويملا الشوارع
ويكبر ويكتر بشكل مخيف
يدور فى الزبالة على سيجارة يخمس فيها ولما يلاقيها
يحس إن يومه بقى لطيف
ولو استحمى تجيله حمة ضد النظافة كأنها شىء سخيف
وعنده مناعة ضد الرطوبة وضد الغطى ولو كان خفيف
وعنده ثقافة يعيش بالسخافة وملكه وعقاره هو الرصيف
تشوفه نايم على السلالم فى أى محطة بلبسه المقطع
وجسمه النحيف وفى مشيه هايم كما البهايم
وعايش على الدنيا كأنه ضيف
تقيل على قلوبنا وبعيد عن حياتنا وشكله مخيف
قوة وإرادة على التحدى لكل الظروف
معرفش جابها منين بجسمه الضعيف
نشوفه نركن جنب الحيطان
ونقول يا ساتر دا إنسان سخيف
مزيت مشحم ملحوس مبهدل
وشايل تراب السنين وشكله عنيف
نشوفه نقرف ونبعد ونهرب
مع إنها لو بإيده ما نام على الرصيف