قطر بـ«تشحت»

صبحى شبانة
كتب ـ صبحى شبانة
دخل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على خط الوساطة لحل الأزمة بين التحالف الرباعى العربى مصر، السعودية، الإمارات، البحرين وقطر، بعد اتصال تلقاه من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى الوقت الذى أعلن وزير الخارجية التركى مولود تشاووشأوغلو الذى زار الدوحة مؤخرا أنه ربما يلتقى العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز فى مكة المكرمة اليوم الجمعة فى إطار سعى بلاده للوساطة بين قطر ودول الخليج، فى الوقت الذى قلل فيه نافذون خليجيون لـ«روزا اليوسف» من إمكانية نجاح الوساطة التركية التى اعلنت انحيازها لقطر منذ البداية عبر سيل من التصريحات اطلقها أردوغان.
كما قللت مصادر «روزاليوسف» من جدوى الوساطات ما لم تنفذ قطر المطلوب منها وهو وقف دعم وتمويل الإرهاب، وتسليم المطلوبين الذى تأويهم فى أراضيها وباقى قائمة الشروط التى تسلمتها الحكومة القطرية من التحالف الرباعى عبر أمير الكويت الأسبوع الماضى.
وفى إطار محاولات رفع الحصار الاقتصادى والسياسى الخانق الذى تتعرض له قطر التى لم تبد حتى الآن أى تجاوب فى تنفيذ قائمة الشروط التى وضعتها الدول الأربع، استقبل العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى ناصر بوريطه، الذى وصل إلى المملكة قادما من الكويت بعد أن زار أبوظبى الاثنين الماضى فى مسعى يقوم به المغرب لتقريب ما وصفه بوجهات النظر بين دول مجلس التعاون الخليجى وبعض الدول العربية والإسلامية التى قطعت علاقاتها مع قطر.
وتأتى جهود الوساطة التى تقوم بها فرنسا والمغرب بدعم من تركيا حليف قطر بعدما أفادت التقارير الواردة من الدوحة أن الحكومة القطرية تعيش فى عزلة شديدة، وتتعرض لضغط شعبى كبير جراء وطأة الحصار الاقتصادى، الذى حولها من دولة ثرية ينعم شعبها بالرفاهية، إلى جيب محاصر يستجدى المساعدات الغذائية العاجلة، فى ظل نقص حاد فى السلع الأساسية والمواد الغذائية والتموينية والأدوية لم تستطع إيران تعويضه والتى أرسلت عددًا محدودًا من طائرات الشحن المحملة بالأغذية لا يتجاوز عددها الـ١٠ طائرات (ما يعادل ٥ شاحنات فقط)، مقابل أكثر من ٨٠٠ شاحنة يوميا، (بما يعادل ٤٠٪ من حاجة قطر من المؤن الغذائية) كانت تصل قطر عبر (سلوى) المنفذ البرى الوحيد لها مع السعودية.
كما أن التباطؤ الحاد الذى يتعرض له الاقتصاد القطرى يضر بالاقتصاد القطرى ضررا بالغا لا تقوى الحكومة القطرية على تحمله طبقا للمؤشرات السلبية التى اظهرتها وكالة «ستاندارد آند بورز» بعد أن خفضت التصنيف الائتمانى لقطر إلى (–AA) من (AA)، نتيجة تراجع الريال لأقل مستوى فى 11 عاماً، كما أكدت وكالة «موديز» أن الأزمة القطرية أضرت بتصنيف قطر الائتمانى، بسبب تعطل حركة التجارة وتدفقات رءوس الأموال، ومن جهتها أشارت وكالة «فيتش» إلى احتمالات تخلف قطر عن سداد ديونها، ويأتى الوضع السلبى الذى يعيشه الاقتصاد القطرى فى ظل تصعيد تنتويه دول الخليج يبدأ بطرد قطر من منظومة مجلس التعاون الخليجى فى ظل خيارات مفتوحة أحدها الخيار العسكرى لإجبار الدوحة على التخلى عن دعمها للارهاب، وتمويل الإرهابيين حول العالم، وتسليم الإرهابيين الذين وردت أسماؤهم ضمن قائمة الإرهاب إلى دولهم لمحاكمتهم، ولن تسمح دول الخليج للأزمة بأن تطول، كما أكدت (مصادرنا)، لدينا إجراءات حازمة جاهزة ضد قطر دفاعا عن مصالح الدول الخليجية والعربية والإنسانية وتخليص العالم من آفة الإرهاب الذى رعته الدوحة لمدة تزيد على العقدين، والواجب على الشعب القطرى الآن أن يعيد قطر إلى مكانها داخل البيت الخليجى.