الخميس 9 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السد العالى ونصر أكتوبر العظيم

السد العالى ونصر أكتوبر العظيم

فى عصر البلطجة والإرهاب والمحرقة الإسرائيلية والتلاعب الأمريكى بمصائر الأمم تحت شعارات الحلول السلمية والاستقرار، أنارت مصر ذكرى حرب أكتوبر لتلتحم بنور السد العالى؛ الذى وقف سدًا منيعًا أمام فيضان النيل وتلاعب إثيوبيا بفتحها أربع بوابات من سد النهضة، لينقذ مصر من فيضان مدمر، هكذا هو شهر أكتوبر هذا العام يأتى ليبشر المصريين بالأمل، ويذكرنا بما قام به شهداء مصر من استعادة الكرامة والعزة، ويكون إنذارًا لكل ما يحيط مصر من أطماع.



وفى نفس الوقت كاشفًا الألاعيب القذرة التى تلعبها إثيوبيا ومن ورائها بأهمية السد العالى وما يمثله للاقتصاد المصرى والمصريين؛ ليكون ذكرى نصر أكتوبر وحماية السد العالى لمصر من فيضان النيل ومؤامرة إثيوبيا تحذيرًا وإنذارًا لكل الأطماع وقوى الطغيان، إن مصر وجيشها وعلماءها وما يملكه المصريون من القدرة والقوة للدفاع عن تراب الوطن ليس فقط بالسلاح، بل بالعلم والذكاء والتخطيط والخداع، لا تستهينوا بالمصريين وقت الشدة، لا تستهينوا بالمصريين وقت الكرامة، لا تستهينوا بالمصريين وقت الدفاع عن الوطن، لا تستهينوا بأكتوبر 73.

بشائر النصر جاءت بعد ست ساعات، الساتر الترابى الذى بناه الإسرائيليون من رمال سيناء، وادّعوا أنه لا يُهدم حتى بالقنبلة الذرية، والمفاجأة أن هدم هذا الساتر الترابى جاء بفكرة من أحد مهندسى السد العالى وهو البطل اللواء باقى زكى يوسف، الذى التحق بسلاح المهندسين بعد حرب 67 عن طريق المضخات المائية الشديدة، التى تم استيرادها من ألمانيا تحت غطاء استعمالها فى مشروعات الصرف الصحى حتى لا تتسرب الفكرة إلى الموساد الإسرائيلى ويتكرر رقم 6 وينهار الساتر الترابى بفعل ضخ المياه الشديد والعنيف، لتهيئة الأجواء لعبور أبطال مصر القناة والاستيلاء على خط بارليف.

سيظل اللواء باقى زكى أيضا باقيًا فى التاريخ، وتتداخل البطولات والبناء والتشييد ما بين السد العالى وتشييده ليحمى مصر من الفيضان، وهدم الساتر الترابى وهذا التلاحم هو عبقرية التشييد والبناء والهدم هو ذكاء وعبقرية وإرادة المصريين باعتبار أن مفاتيح الحياة سواء البناء، أو والتشييد والنصر يملكها الشعب المصرى ويجيد استعمالها وقت الحرب والسلام، كما جرى فى حرب أكتوبر، والبناء والتشييد فى السد العالى الذى حمى مصر فى هذا الشهر من الفيضان، ومؤامرة إثيوبيا ومن ورائها، التداخل والتلاحم ما بين السد العالى ونصر أكتوبر أتى خلال الأسبوعين الماضيين، على خلفية الزيادة غير الطبيعية من مياه سد النهضة لتصريف 200 مليون متر مكعب من المياه يوميًا من كل بوابة مما أدى إلى تدفق كميات كبيرة من  المياه باتجاه السد العالى.

رغم الارتفاع الملحوظ فى منسوب المياه، نجح السد فى استيعاب الوارد المائى بكفاءة كاملة، واستطاع المهندسون المصريون تشغيل جميع التوربينات بكامل طاقتها الإنتاجية لإنتاج الكهرباء «210 ميجاوات» وهى السعة القصوى لإنتاج الكهرباء للسد، وفى الوقت نفسه استقبلت بحيرة ناصر كميات كبيرة من المياه الزائدة ضمن سعتها التخزينية التى تتجاوز 160 مليار متر مكعب باعتبارها أكبر بحيرة صناعية فى العالم والمخزون الاستراتيجى الرئيسى لمياه مصر، وهذا المخزون أنقذ مصر من مواسم الجفاف وندرة المياه.

على خلفية ارتفاع منسوب المياه فوق الحد الأقصى نجح مفيض توشكى فى تصريف جزء من المياه الزائدة فى الصحراء الغربية ضمن خطة تشغيل مدروسة بهدف حماية السد من أى زيادة مفاجئة من تدفق المياه، من يدعى بالباطل وفى غفلة من الظروف بأن السد العالى لم تعد له أهمية كما كان، أصبحوا الآن «صمًا بكمًا عميًا»  بعد أن أظهرت الظروف قيمة وأهمية السد العالى، فى نفس الوقت ادعى بعض الخبثاء أن نصر أكتوبر لا هو انتصار ولا هو من ينتصرون مجرد «بلوتيكا» سياسة مدبرة من السادات وأمريكا وإسرائيل.

وهكذا اثبت وبرهن الوقت وفشل المؤامرات أن المصريين أقوى من الظروف وسيقاومون الإحباط واليأس، ولن يجعلوا المحيطين والمشككين ينجحون فى نقلهم إلى صفوفهم، بل سيبقى المصريون دائمًا على ضفاف الأمل والنصر.

أكتوبر والسد العالى دروس تعلمنا، من يملك الإيمان والعزيمة يملك النصر، والانتصار يبدأ من داخلنا قبل أرض المعركة، وهذا تحقق فى نصر أكتوبر العظيم، السد العالى الذى بناه الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.