
عصام عبد الجواد
نصر أكتوبر... حكاية شعب
تحتفل مصر بالذكرى 52 لانتصارات السادس من أكتوبر 1973 التى تعد حدثًا مهمًا فى تاريخ وطننا الغالى, ففى هذا اليوم تمكنت القوات المسلحة المصرية الباسلة من عبور قناة السويس وتحرير الأرض المحتلة فى سيناء بعد أن استطاع جيشنا العظيم تحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر ودمر خط بارليف المنيع وعبر جنودنا قناة السويس من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية بعد أن استطاعت القوات الجوية المصرية ضرب كل مطارات العدو الإسرائيلى فى أول طلعة جوية مما أحدث للجيش الإسرائيلى شللًا تامًا وذهولًا كبيرًا من الصدمة التى وقعت على رءوسهم وجعلتهم يهربون مثل الفئران مذعورين من هول الضربة خاصة أنها كانت فى وضح النهار وبالتحديد فى الواحدة ظهرًا بينما كل الحسابات العسكرية تقول إن أى حرب يتم التخطيط لها غالبًا ما يبدأ الطرف الذى يريد الحرب إما عند طلوع النهار مع بداية الفجر أو عندما يغيب النهار ويبدأ الظلام, لكن الخطة المصرية التى وضعها قادة مصر العظام كانت مفاجئة للعدو ولكل جيوش العالم بأن تبدأ الحرب فى وضح النهار وفى وقت الظهيرة مما أصاب العدو الإسرائيلى بالشلل التام وبالصدمة والرعب الذى جعلهم يتبولون على أنفسهم.
هذا الانتصار العظيم نحتفل به هذا العام غير أى عام ماضٍ, فنحن نتذكر هذا النصر وما فعله أبناء الشعب المصرى فى هذا اليوم من تضحيات عظيمة من أجل تحرير الأرض وإيقاف نغمة الجيش الذى لا يقهر ووقف الهيمنة الإسرائيلية والتى تصورت أنها أصبحت صاحبة الذراع الطويلة التى تستطيع أن تصل لأى مكان فى الشرق الأوسط وبالتحديد فى المنطقة العربية دون أن يوقفها أحد, فكان لها الجيش المصرى ومن خلفه الشعب المصرى كله بالمرصاد لدرجة أنه طوال أيام الحرب لم يثبت أن هناك أزمة حدثت داخل مصر سواء أزمة غذاء أو وقود أو غيرها من الأزمات التى يمكن أن تشعر بها دولة فى حالة حرب بل الأجمل أن أقسام الشرطة فى ذلك الوقت لم يثبت أنها سجلت حالة سرقة واحدة, فالشعب المصرى على مختلف أطيافه كان يدًا واحدة خلف قواته المسلحة... واليوم هو الأمس, فالشعب المصرى الآن على استعداد تام أن يقوم بمثل ما قام به فى الماضى إذا حاولت العصابات الصهيونية التى تحكم إسرائيل حاليًا أن تعبث مع الجيش المصرى, فإن الشعب المصرى فردا فردا على أتم الاستعداد أن يكون فى الخطوط الأولى على جبهات القتال ضد هذا العدو المتغطرس وأننا جميعًا خلف قواتنا المسلحة وخلف قيادتنا من أجل وقف هذا الهراء الذى تقوم به إسرائيل فى المنطقة، ولكن هذه المرة لن تكون كالمرات السابقة لأنها ستكون حرب وجود لابد فيها أن تقف إسرائيل عند حدودها وتعرف حجمها الحقيقى.. فشعب مصر وجيش مصر ليس ككل الجيوش هو شعب مقاتل من الدرجة الأولى وهو خير أجناد الأرض ومن ورائه الشعب العظيم وعلى استعداد أن نضحى بالغالى والنفيس من أجل القضاء على هذا العدو الذى لا يحترم الإنسان أو الإنسانية ولا يعرف مبادئ أو أخلاقًا..
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا