الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحرية لغزة والفخر للنظام المصري
كتب

الحرية لغزة والفخر للنظام المصري





كرم جبر روزاليوسف اليومية : 04 - 01 - 2010

 

لماذا دخل مجدي أحمد حسين السجن؟


1


- الفخر للنظام المصري، لأن القوات المسلحة المصرية الباسلة، بمقتضي الدستور والقانون، تقوم بمهمة وطنية هي تأمين الحدود المصرية، وهي لا تستطيع أن تفعل غير ذلك باعتبارها المسئولة عن حماية التراب الوطني والحدود المصرية.


- من أراد أن يدخل من المنافذ الشرعية أهلاً وسهلاً به، أما التسلل والاختراق عبر الأنفاق فهما جريمة بكل المقاييس، جريمة نص عليها القانون، ومن يرتكبها يعاقب بالسجن.
- مجدي أحمد حسين عندما خرج من البلاد ودخلها عبر الأنفاق، تم تقديمه للمحاكمة وفقًا لقانون الأحكام العسكرية، وحكم عليه بالسجن، لأن المسألة ليست "هزاراً" ولا استهانة بالقوانين.
2
- الهجوم علي الإنشاءات التي تقوم بها القوات المسلحة علي الحدود لتأمينها وحمايتها، أيضًا جريمة ضد القانون، لأنه يعطل مؤسسة من مؤسسات الدولة عن القيام بعمل هو من صميم اختصاصها.
- رغم ذلك يحاول البعض إظهار هذه الجريمة في صورة البطولة والوطنية والشجاعة، وكأن الوطنية لن تتجسد في أحسن صورها إلا إذا استمرت الأنفاق تحت الحدود، وكلما زاد عددها ارتفع سقف الوطنية.
- كٌتّاب كبار وأساتذة في القانون الدستوري يظهرون الآن في الصحف والفضائيات، يزيفون الوعي ويخلطون الأوراق، ويلبسون جريمة التهريب ثيابًا قانونية، وكان عليهم أن يفرقوا بين العواطف والحقائق.
3
- "الحرية لغزة" شعار عظيم، و"الحياة لسكانها" شعار أعظم.. ولكن ما علاقة ذلك بحق مصر في منع التهريب غير القانوني من الأنفاق، ومن يرفعون هذه الشعارات يعرفون جيدًا أن ما يتم تهريبه لا يشكل سوي 5 ٪ من احتياجات الغزاويين.
- غزة لها ميناء بحري وحدود ممتدة علي البحر المتوسط، تدخل منها السلع والخدمات والمعونات والأغذية وغيرها، وأي حكومة محترمة سواء حماس أو غيرها لا ينبغي أن تكون شرعيتها مستمدة من أساليب اللصوص والعصابات.
- كان ينبغي أن تكون حماس أول من ينادي باحترام الحدود المصرية وقدسيتها، ولكنها للأسف الشديد تقف وراء هذه الهمجية، ولن يرقي سلوكها أبدًا إلي سلوك الحكومات المسئولة.
4
- غزة لها ستة معابر أخري غير المعبر الموجود علي الحدود المصرية، فلماذا لا نسمع صوتًا واحدًا من "المناضلين" بفتح هذه المعابر، وبداية فك الحصار عن غزة بشكل صحيح ومؤثر؟
- لا تسمعهم يتحدثون إلا عن معبر رفح والأنفاق الحدودية، لأن الهدف هو الهجوم علي مصر ونظام الحكم.. وللأسف الشديد يقود هذه الزفة الكاذبة، مصريون يتاجرون بالشعارات مثل سلع الأنفاق.
- مصريون يخلطون بين كراهيتهم لنظام الحكم، وبين أمن الوطن، فتصوروا أن الهجوم علي الإنشاءات المصرية، يغذي مشاعر الكراهية والغل والانتقام السياسي.
5
- أحد هؤلاء الدكاترة الدستوريين يقول بملء الفم إن ما يحدث جريمة تهدد المسئولين المصريين بالمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية.
- وهنا نسأله: هل إذا قررت القوات المسلحة المصرية اتخاذ إجراءات لتأمين حدود الوطن ترتكب جريمة.. أم أن الذي يشيع مثل هذا الكلام هو الذي يرتكب جريمة تستوجب محاكمته بمقتضي قانون الأحكام العسكرية؟
- ونسأله: ألا يشكل مثل هذا الكلام الذي يروجه تشجيعًا وتحفيزًا علي ارتكاب جرائم مستمرة علي الحدود المصرية عبر الأنفاق؟.. مثل الذي يساعد اللص علي الاستمرار في السرقة؟
6
- مرة أخري.. الأنفاق لا يدخل عبرها سوي بعض المواد الغذائية التافهة التي لا تؤثر من قريب أو بعيد في الظروف المعيشية لسكان غزة، إنهم فقط بعض السماسرة وتجار السوق السوداء.
- هؤلاء السماسرة هم الذين يستثمرون الظروف الحالية لتكوين ثروات بطرق غير مشروعة عبر التهريب، ولن يكون ذلك بأي وصف من الأوصاف بطولة أو وطنية أو جهاداً ضد المحتل.
- هذه الأنفاق أسيء استخدامها في تهريب المخدرات والروسيات والأسلحة التي استخدمها الإرهابيون في ضرب المنشآت السياحية في سيناء منذ عدة سنوات.. فهل يجب إضفاء الشرعية علي هذه الأعمال الإجرامية؟
7
- يقول هذا "المحلل الدستوري" أيضًا إن الاتفاقيات الدولية تلزم الدولة المحتلة بعدم فرض الحصار علي السكان الذين تحتل دولتهم.. وهنا نسأله: هل مصر هي التي تحتل غزة أم إسرائيل؟
- ونسأله: إذا كانت غزة محتلة.. فماذا تفعل حكومة حماس، ولماذا تقبل هذا الوضع المهين، وهل هي غواية السلطة التي تذل أعناق تلك الجماعات الأصولية المتعطشة للسيف والسلطان؟
- ونسأله أيضًا: هل تبني مصر جدارًا، أم تقوم بإنشاءات تحت سطح الأرض لمنع التهريب؟ وهل شاهد بنفسه جدارًا يرتفع أم أنه يرتكب جريمة الإساءة لنظام بلده بتشبيهه بما تقوم به إسرائيل؟
8
- كله كوم والدكتور ممدوح حمزة الذي وقفت بجانبه مصر كلها في قضيته الشهيرة.. فهو يقول: إذا كان الجدار مكهربًا، فمن السهل قطع الكهرباء واختراق الجدار، ولكن بتكلفة أكبر.
- لا أستبعد أن يكون الشغل الشاغل للدكتور حمزة بعد هذه النصائح الغالية لاختراق الحدود المصرية.. أن يكون شاغله هو التفكير في طرق لاختراق الجدار بتكلفة أقل.
- الدكتور حمزة يقول أيضًا إن لكل مشروع عوامل انهياره وتخريبه.. وهو كلام تحريضي سافر، يعاقب عليه القانون، لأنه يشجع ويحرض الآخرين علي اختراق حدود بلده.
9
- إنه الزمن الأغبر.. زمن الشعارات الكاذبة التي جعلت الزيف يصعد حتي الركبة والرقبة والرأس.. حتي يتم تخدير الناس وشل قدرتهم علي التفكير السليم، وأخذهم في موكب الإفك والضلال.
- الفخر للنظام المصري، لأنه لا يرضخ لابتزاز ولا انفلات ولا أكاذيب، ويستمر في أداء مهامه الدستورية والقانونية بتأمين حدود البلاد وأمنها واستقرارها.
- المهربون لن يكونوا أبداً أبطالاً لأن قضيتهم هي الأرز والسكر والزيت، يتاجرون بها في السوق السوداء، فلماذا تضفون عليهم بطولات ليست فيهم؟


E-Mail : [email protected]