وداعا عصفور الألوان.. فهد الحجيلان

منى رفعت
كتبت- منى رفعت
فقدت مصر والعالم العربى الفنان التشكيلى السعودى المصرى «فهد الحجيلان»، ولد الفنان فهد الحجيلان عام 1959 فى بلبيس الجميلة لوالد سعودى وأم مصرية، أثرت كثيرا فى بناء شخصيته خلال فترة طفولته ومراهقته التى قضاها فى بلبيس قبل أن ينتقل إلى المملكة العربية السعودية فى «الرياض».
أتم «الحجيلان» دراسته بمعهد التربية الفنية، وبعد أن أنهى دراسته بعدة سنوات تفرغ تماما للفن، وعلى مدى خمسة وعشرين عاما أثرى الحياة الفنية بالعديد من المعارض الجماعية والفردية على المستوى المحلى والعالمي، وكانت أهم معارضه: «عصفور البرد، بكاء الألوان ونوستالجيا».
تميز الفنان الراحل بالهدوء وخفة الظل والثقافة الفنية والأدبية الواسعة، كان محبا لمصر لا ينقطع عن زيارة بلده «بلبيس» وعائلته وأصدقائه من الفنانين المصريين، كما كان واسع الاطلاع محبا للفن والموسيقى والمواويل الشعبية. شديد التأثر بالتجربة الشعرية لعفيفى مطر ، وكان دائم التحدث عن مدى تأثره بأشعاره وكيف أنه أصر على زيارة بلدته والأماكن التى كتب عنها فى أشعاره.
اشتهر فهد الحجيلان بقصائده النثرية وخواطره الشعرية التى كان ينشرها على صفحته الشخصية، والتى لم تخل من المرح والحزن، وله كتاب تحت الطبع عن سيرته الذاتية.
الجدير بالذكر أن الفنان فهد الحجيلان، كان نعى نفسه قبل وفاته بعدة أيام فى خاطرة قصيرة جاء فيها: «وحتى اللون بيتحايل على عمرى ويتراهن على سكوتى ويخدعنى ويرسم فى البياض موتى وتصعد للسما روحي.. بصمت وينكتم صوتى وأغيب وأرحل وأنا لونى نصيرى وعزوتى وقوتي».
تميزت لوحات «الحجيلان» الفنية بالخصوصية الشديدة فلا يمكنك أن تنظر إلى إحدى لوحاته إلا وتدرك من أول نظرة أنها له.
فى آخر زياراته لمصر شارك فى «سيمبوزيم مدينتي» ثم بضعة أيام من ورشة وسط البلد، التى نظمها «أتيليه العرب» فى ضيافة صديقيه المقربيند.صلاح المليجى وهشام قنديل والتى اضطر بعدها للسفر إلى جدة مع وعد بالعودة للقاء جديد ولكن لم يمهله الوقت.
وكان هذا آخر حوار لـ«روزاليوسف» معه اثناء تواجده بمصر فى «سيمبوزيوم مدينتي» للفنون نهاية العام الماضي.
■ حدثنا عن رحلتك الفنية وأهم المحطات التى شكلت الفنان بداخلك؟
عشت أغلب طفولتى وصباى فى مصر بمحافظة الشرقية فى بلبيس، هذه الفترة تميزت بالثراء الموجود فى البيئة المصرية كان لها أثر كبير فى عملى الفني، وبعد أن أكمل دراستى فى معهد التربية الفنية فى السعودية، وفى بداية رحلتى الفنية، وبعد الاشتراك فى الكثير من المعارض، وكانت شهادة الجميع أن اعمالى لها طبيعة خاصة، ويرجع هذا الشيء إلى مزجى بين البيئتين المصرية والسعودية ، فأنا أدمج البشر والمبانى والفضاء بصورة تفاجئنى أنا شخصيا فى بعض الأحيان.
■ ماذا عن «سيمبوزيم» مدينتي؟
أنا سعيد جدا بالمشاركة فى أول دورة لـ«سيمبوزيوم» التصوير، الدكتور صلاح حماد وجه لى الدعوة فقبلتها فورا، وهنا كل فنانا يقدم نتاج ثقافته وبلده وكل شيء يتعلق بـ«السيمبوزيوم».
■ من أكثر الفنانين قربا لك وأكثرهم تأثيرا؟
الدكتور صلاح المليجى والدكتور صلاح حماد، هما صديقان قبل «السيمبوزيوم»، وأنا أعرفهما على المستوى الفنى والشخصي، وهما رموز للفن المصري، كما أنه هناك رموز أخرى د. محمد عرابى وأحمد عبد الكريم، كل الفنانين هنا مميزون وهذا الأمر أثرانى جدا على المستوى الشخصي.
■ ماذا عن وجود الفنانين بشكل متواصل فى «السيمبوزيوم» لا يمارسون إلا الفن؟
بحكم وجود فنانين من دول مختلفة فإن الجميع فى شغف وشوق لمعرفة الآخر، هذا الشيء اثرانى فنيا فكنت حريصا جدا على التواجد بالقرب من الجميع ومعرفة تجربة كل واحد الشخصية والفنية والتعرف على إنتاجه الفني، وعن اللوحات المشارك بها فى «السيمبوزيوم».
■ ما عدد اللوحات التى تشارك بها؟
أنا مشترك بلوحتين سيتم عرضهما فى ختام «السيمبوزيوم».
■ أنت مميز بكتابة الخواطر الشعرية المصاحبة للوحات.. حدثنا عن الشعر وارتباطه بلوحاتك؟
«ضحك».. مثلا فيه بورتريه لوجه نسائى أرسمه الآن، كتبت لها: بحبك لما تبتسمى ولما تنطقى اسمى يا ساكنة فى قلبى وفى رسمى ولو ليل المحبة خوف، نهار قلبك يواسينى يونسنى يزيل الخوف من قلبى ويحفظنى ويحرسني.