26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

بخيل موليير كوميديا موسيقية على مسرح «أوبرا ملك»

بين حب المال والسعى إلى جمعه وكنزه وبين البحث عن علاقات حب حقيقية دارت أحداث مسرحية «البخيل» لموليير إخراج خالد حسونة على خشبة مسرح أوبرا ملك إنتاج مسرح الشباب؛ يتناول العرض قصة رجل بخيل «هاربجون» هو أب لشاب وفتاة يحرمهما من الإستمتاع بما لديه من أموال ويسعى إلى تخبئتها فى صندوقه الذى يعد أغلى ما لديه فى هذه الحياة؛



 ثم يحاول تزويج الشاب من سيدة ارملة عجوز كى يرثها وكذلك الفتاة يسعى إلى تزويجها من رجل يكبرها سنا لجمع أكبر قدر من الأموال لكن فى المقابل يقاومه الشاب والفتاة بحثا عن علاقات حب حقيقية سوية.

كوميديا إنسانية

     كوميديا مغلفة بالحكمة والمعانى الإنسانية قدمها موليير فى مسرحيته الأشهر «البخيل» فلم يسع إلى الإضحاك لمجرد التسلية والترفيه بل قدم نموذجا كاملا للشخص البخيل ومدى مبالغته فى هذا البخل وجشعه فى حب نفسه وجمع الأموال حتى أنه يسعى إلى تزويج أبنائه من أغنياء كى يجمع عن طريقهم أكبر قدر من الثروات، من شدة إتقان موليير فى رسمه لهذه الشخصية الثرية مسرحيا وكوميديا أصبحت شخصية «هاربجون» نموذجا يحتذى به فى المجتمع الفرنسى فى وصف وتجسيد البخل، جمع هذا العرض بين التراجيديا والكوميديا، كوميديا القائمة على سوء الفهم والتى تجمع مواقف بين الأبطال اساسها وقوع سوء فهم بين الشخصيات ومن خلال هذه المواقف غير الواضحة تخلق الكوميديا المختلفة التى غزلها موليير واتقن تشخيصها ابطال العرض وإمعانا فى المبالغة تم إضفاء الشكل الكاركاتيورى على هذه الشخصيات، وعن إقتراب العرض من التراجيديا تمثل فى تقديم مأساة ابنائه وما عاناه الشاب والفتاة من تحكم والدهما وسيطرته على كل شيء حتى علاقاتهما العاطفية أراد هدمها كى يحقق مصلحة شخصية من ورائها.

طلبة وقبول التحدى

قبل الفنان أشرف طلبة التحدى ولعب شخصية «هاربجون» الكوميدية الكاركاتيورية وهو شكل جديد ومختلف عن الأعمال التى إعتاد تقديمها من قبل فكان مفاجأة العرض بكل المقاييس حيث تحمل وبقوة مسئولية عبء نجاح أو فشل هذا العمل فإذا لم يتقن البطل أداء هذه الشخصية التى تعد عصب العرض المسرحى وقع العرض فى فخ الملل والإستظراف، لكن طلبة تحمل هذه المسئولية ببراعة واستطاع تقديم شخصية «هاربجون» بمهارة وخفة ظل وطاقة تمثيلية كبيرة قادرة على التنوع والإضحاك حافظ على الشكل الهزلى لهذه الشخصية الأشبه بشخصيات الكارتون وكذلك الأداء الكوميدى القريب من المبالغة وهو الشكل الأمثل والمناسب لأداء شخصية «هاربجون» الغنية دراميا وكوميديا؛ انضبط به ومعه العرض المسرحى من البداية حتى النهاية فكان مايسترو العمل بإمتياز الذى استطاع بخبرته وثقل موهبته قيادة من حوله من شباب شاركوه التميز ومهارة الأداء؛ لكن يبقى المط والتطويل أزمة وقع فيها صناع العرض خاصة فى المشهد قبل الأخير الذى استطالت فيه مدة العرض أكثر مما ينبغى.

توليفة موسيقية كوميدية

لعب بطولة العرض عدد لا بأس به من الشباب فى أدوار متفرقة دور ابنته ليز وابنه والشاب الذى يتنكر فى زى خادم حتى يحتفظ بحب ابنة هاربجون والفتاة مريان التى يسعى العجوز إلى زواجها والسيدة التى تحاول مساعدته للزواج بها وشخصيات أخرى متفرقة مثل الرجل العجوز الذى يسعى الأب لتزويجه ابنته ويكتشفون فى النهاية أنه والد مريان والخادم الحبيب ثم شخصية المفتش؛ اجتمع هؤلاء الشباب وقدموا توليفة مسرحية كوميدية موسيقية ل»بخيل» موليير على خشبة مسرح أوبرا ملك تمتعوا برشاقة وطاقة وحضور على المسرح لم يخل أحدهم بمتطلبات الدور أو الشخصية التى لعبها بل كان للجميع بصمة واضحة فى كل شخصية سواء على مستوى التمثيل أو الأداء الحركي؛ فخرج العرض وكأنه عمل جماعى اجتمع ابطاله على انجاحه والإخلاص له، وبرغم بساطة الإمكانيات إلا أن العمل قدم فى ثوب راق مميز سواء على مستوى الصورة الملابس والديكور أو كتابة الأشعار والتأليف الموسيقى حيث ساهم هذان العنصران فى إضفاء المزيد من المتعة على العمل بجانب التعبير الحركى الذى اتقن اداؤه الممثلون بالفواصل الغنائية. شارك فى بطولة العرض أشرف طلبة، محيى الدين يحيى، سوزان مدحت، عبدالبارى سعد، جاسمين أحمد، عصام اشرف، نشوى عبدالرحيم، هادى محيى، محمود متولى، منار عبدالحكيم، مجيب أحمد، محمد خلف، عمرو وليد، آلاء النادى، ياسمين عسكر، فادى سمير، أشعار حامد السحرتى، موسيقى وألحان محمد حسني، استعراضات شيرلى أحمد، إضاءة أبوبكر الشريف، ديكور رانيا الدخاخنى، أزياء نردين عماد إخراج خالد حسونة.