«أولينا مالاخوفا».. عرابة الإرهاب

كتبت - أمانى عزام
كشف تقرير لشبكة «CNN» الأمريكية، عن أن سيدة أعمال أوكرانية كانت تدير شركتين للطيران، عملت فى توريد أسلحة إلى الميليشيات الإرهابية التابعة لـ «الوفاق» فى ليبيا، كانت من بين ضحايا الطائرة المنكوبة التى أسقطتها إيران مطلع الشهر الجارى عن طريق الخطأ. وأشار إلى أن أولينا مالاخوفا، 38 عاما، التى لقيت حتفها فى حادث الطائرة الأوكرانية، كانت تدير شركتين متخصصتين فى الشحن الجوى، إحداهما فى أوكرانيا والثانية فى اسكتلندا، مشيرة إلى أنها تمتلك طائرة شحن دمرها الجيش الليبى أثناء هبوطها فى مطار مصراتة أغسطس الماضى. وأوضح أن الطائرة المملوكة لسيدة الأعمال الأوكرانية كانت محملة بشحنة أسلحة وطائرات بدون طيار لحساب ميليشيات الإخوانى فايز السراج، رئيس ما يسمى بـ»حكومة الوفاق» فى طرابلس، والمدعوم من تركيا وقطر. وأوضح تقرير خبراء الأمم المتحدة الصادر فى ديسمبر الماضى حول خروقات قرار حظر التسليح الذى أعلنه مجلس الأمن على ليبيا منذ عام 2011، فقد تكرر اسم سيدة الأعمال «مالاخوفا» فى التقرير على خلفية إسقاط الجيش الوطنى فى ليبيا طائرة من طراز «Ilyushin Il-76TD» فى مهبط الكلية العسكرية بمدينة مصراتة فى آب من العام الماضى وهى طائرة الشحن الوحيدة التى تمتلكها شركة «فولاريس» وتديرها شركة «سكاى إيفيا ترانس» الأوكرانية، بحسب التقرير. وتبعًا لسجلات الرحلات الجوية من موقع تتبع شركات الطيران «flightradar24» فإن الطائرة قامت بأكثر من 30 رحلة بين أوكرانيا وتركيا وليبيا بين شهرى مايو وأغسطس من عام 2019 قبل أن يتم إسقاطها من قبل قوات الجيش الوطنى فى ليبيا. وبالرغم من أن بيانات الشركة التى تم تدقيقها تشير إلى أن رحلتها كانت تحمل «مساعدات إنسانية» من أنقرة إلى ليبيا وأشارت حكومة الوفاق إلى أن الشحنة كانت «قطع غيار للسيارات». وأشار خبراء الأمم المتحدة، بحسب «سى إن إن» بعد فحصهم، إلى تزوير فى الوثائق الخاصة بالسجلات حيث لاحظت أن الوثائق الرسمية للشحنة تشير بوضوح إلى أن حمولتها لا تحمل بضائع خطرة ولا أسلحة أو ذخائر، الأمر الذى وصفه الخبراء بالمشبوه ليتبين أن الشحنة كانت «مادة عسكرية كبيرة الحجم ذات وزن خفيف، مثل جسم الطائرة والأجنحة من المركبات الجوية القتالية بدون طيار». وبحسب لجنة الخبراء والتى نقلت عنها CNN فإن «التصريح بهذه المعلومات غير ملزم، ولا تقدم عادة بشكل روتيني، مالم تكن مضافة لإخفاء حقيقة الشحنة العسكرية» مشيرين إلى أن إجراءات شركتى «فولاريس» و»سكاى إيفيا ترانس» لإخفاء ذلك لم تكن كافية رغم أنها كانت دقيقة الوصف، مضيفةً أنه لم يكن «واقعياً ولا موثوقاً» فى أن حكومة الوفاق ستحتاج إلى هذه الكمية الضخمة من قطع غيار السيارات فى مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، ولم تكن لتنقلها بطريقة باهظة الثمن مثلما حدث. ولفتت الصحيفة إلى أن مدير المناولة الأرضية السابق لشركة «سكاى إيفيا ترانس» ماكسيم بريخكو امتنع عن التعليق على تقرير الخبراء لشبكة «سى إن إن» إلا أنه أشار إلى أن الشركة تمتلك تصريحاً دولياً بنقل البضائع الخطرة مثل الكيماويات وغيرها، فيما أشار تقرير الخبراء إلى أن أوكرانيا أصدرت تحذيراً أمنياً بحظر طائراتها من السفر إلى ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمنى قبل أسبوع فقط من إسقاط الطائرة فى مصراتة، إلا أن شركتى «فولاريس» و»سكاى إيفيا ترانس» حصلتا على إعفاء من الحظر بداعى العمل لصالح الهلال الأحمر الليبى. لكن «لجنة الخبراء» دققت بصحة تلك الوثائق التى قُدمت للسلطات الأوكرانية من قبل الشركتين، ليؤكد ذلك متحدث باسم الهلال الأحمر الليبى ضمن تصريحات أدلى بها لشبكة «CNN» بأن المنظمة ليس لها أى اتصالات بشركتى «فولاريس» و»سكاى إيفيا ترانس» ولا علاقة لهم بمديرتها أولينا مالاخوفا، مما يفند صحة تلك التصريحات. وبحسب التقرير فإن شركة ألمانية أيضا خرقت حظر الأسلحة الدولى واستأجرت الطائرة نيابة عن حكومة الوفاق فى طرابلس، فيما لم يتهم التقرير «مالاخوفا» بعلمها بشحن الأسلحة غير القانونية على متن طائرتها بشكل مباشر ومازال الغموض يسيطر على أسباب زيارتها إلى إيران.