
أ.د. رضا عوض
أبوبكر بن عمر اللمتونى «فاتح إفريقيا 480 هـ 1087م»
أمير جماعة المرابطين فى المغرب، له الفضل بعد الله عز وجل فى هداية ما يقارب 300 مليون مسلم اليوم فى غرب ووسط إفريقيا إنه البطل القائد المسلم من قبيلة لمتونة إحدى بطون قبيلة صنهاجة المعروفون اليوم بالطوارق. تولى أبوبكر زعامة قبيلة لمتونة بعد وفاة شقيقه الأمير يحيى بن عمر زعيم القبيلة والذى كان قد ضم القبيلة بالكامل لجماعة المرابطين، واستمر أبوبكر فى تأييد الزعيم عبدالله بن ياسين مؤسس جماعه المرابطين وشارك معه فى حملاته للدعوة للإسلام، وعندما أستشهد عبدالله بن ياسين فى حربه مع برغواطة سنة 451هـ تولى أبى بكراللمتونى رئاسة جماعة المرابطين، وازدادت أعداد المرابطين فى عهده، وتوسعت الدولة، ولكنه عقد العزم على الاستمرار فى نشرالدعوة فأناب عنه ابن عمه «يوسف بن تاشفين» زعيمًا على المرابطين، وانطلق أبوبكر بنصف جيش المرابطين وترك النصف الآخر مع ابن عمه فى شمال المغرب، ليوحد راية الإسلام فى شمال إفريقيا، وانطلق بجيشة جنوبا إلى أدغال إفريقيا فاتجه إلى السنغال وضمها للإسلام ثم تابع جهاده إلى أن تم فتح غرب إفريقيا بالكامل وقد استمرت رحلتة الجهادية لأكثر من خمسة عشرة سنة متصلة.. وفى سنة 1076 عاد إلى المغرب فوجد أن يوسف بن تاشفين قد أسس مملكة وملكا عظيما فلم ينازع يوسف الملك، وتنازل له عن الحكم، وارتد بجيشه مرة أخرى إلى أدغال إفريقيا مفضلا الدعوة إلى الله وإلى الإسلام، فأدخل الإسلام فى غينيا بيساو جنوب السنغال، وفى سيراليون، وفى ساحل العاج، وفى مالي، وفى بوركينا فاسو، وفى النيجر، وفى غانا، وفى داهومى، وفى توجو، وفى نيجيريا وكان هذا هو الدخول الثانى للإسلام فى نيجيريا؛ حيث دخلها قبل ذلك بقرون، وفى الكاميرون، وفى إفريقيا الوسطى، وفى الجابون فكانت أكثر من خمس عشرة دولة إفريقية قد دخلها الإسلام على يدِ هذا المجاهد البطل الشيخ أبوبكر بن عمر اللمتونى، هذا الرجل الذى كان إذا دعا إلى الجهاد فى سبيل الله - كما ذكر ابن كثير فى البداية والنهاية - كان يقوم له خمسمائة ألف مقاتل، أى نصف مليون من المقاتلين الأشداء، وبعد حياة طويلة متجردة لله سبحانه وتعالى يستشهد فى إحدى فتوحاته فى سنة 480 هـ= 1087م، وما استمتع بملك قط بل كان يغزو فى كل عام مرتين، يفتح البلاد ويعلّم الناس الإسلام، لتصبح دولة المرابطين قبل استشهاده ومنذ سنة 478 هـ= 1085م متربعة على خريطة العالم وممتدة من تونس فى الشمال إلى الجابون فى وسط إفريقيا، وهى تملك أكثر من ثلث مساحة إفريقيا.