الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الكسار» محطم قلوب العذارى

«الكسار» محطم قلوب العذارى

هكذا هى الدنيا، تتغير معها الأحوال من الصعود إلى الهبوط ،من القمة إلى القاع، هى الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ.. مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ. الكوميديان الأشهر «على الكسار» نموذج  لهذا البيت من الشعر.. تغيرت  الدنيا مع نجم الكوميديا الفنان البسيط ورائد المسرح الكوميدى الغنائى فرحل فى هدوء فقيرا مريضا على سرير «درجة ثالثة» فى مستشفى قصر العينى بعد صراع مع السرطان. على الكسار لم يكن أسمر البشرة مثلما كان يظهر على الشاشة أو فى المسرح، فهو لم يكن نوبيا، وبشرته لم تكن سمراء وإنما فاتحة اللون، وكان يقوم كل ليلة قبل الظهور على المسرح بصباغة وجهه بخلطة خفية يصنعها بنفسه، حتى يجسد شخصية «عثمان عبدالباسط «الأسمر اللون، وهذه الخلطة لم يعرف أحد تركيبتها، وكانت تعطيه الشكل الأسمر كأحد أبناء النوبة وقد أتقن اللهجة النوبية عندما كان يعمل  فى بداية حياته طباخاً مع خاله بعد أن فشل فى مهنة السروجى التى ورثها عن والده، وكان زملاؤه من الطباخين نوبيين، وكانت هذه هى طريقة حديثهم معه. الجانب الخفى من حياة «الكسار» لم يتوقف عند بشرته السمراء وكونه نوبيا من عدمه.. هذا الجانب الخفى امتد إلى أنه كان محطم قلوب العذارى، لدرجة تعرضه لمحاولة قتل على يد عاشقة، كانت ممثلة فى مقتبل العمر من أعضاء فرقته وقعت فى غرامه وصارحته بحبها، ولكنه ثار فى وجهها وهددها بالفصل، وعندما عاتبته زادت ثورته وطردها من مكتبه، فانقلبت مشاعر الحب لديها إلى رغبة فى الانتقام، اعتقادا منها  أن «الكسار» يقع فى غرام امرأة أخرى ففضلت أن يموت على أن تتركه لغيرها. «الممثلة الشابة» تسللت إلى غرفة الكسار، وكان يضع فيها طعامه ودست له السم، ثم أسرعت إلى خارج الغرفة، وقبل لحظات من تناوله للطعام، استيقظ ضميرها وتتابعت فى خيالها الأحداث، وفكرت فى موت الكسار وتأثيره على حياتها وحياة أعضاء فرقته، ومنهم من سيتشرد بسبب موته، كما فكرت فى ملاحقة البوليس لها إذا ما اكتشف جريمتها، فأسرعت لتلقى الطعام المسموم  من أمامه وتعترف له بما فعلت، واكتفى الكسار بطردها من الفرقة. أما العاشقة  الأكبر لـ«على الكسار»  فعلا والتى ظلت وفية له للنهاية هى الفنانة» زكية إبراهيم «والتى قامت  بدور حماة «عثمان عبدالباسط» فى معظم أفلام الكسار. أحبته «زكية إبراهيم»، وبالرغم من أنه لم يتزوجها، إلا أنها كانت تغار عليه كثيراً، ويقال إنها كانت سبباً فى مغادرة الفنانة الشابة وقتها «مارى منيب» من الفرقة بسبب غيرتها منها، عندما لاحظت اهتمام  الكسار بالفنانة الشابة «مارى» رغم قوله لها إن «مارى منيب» سبباً  رئيسيا فى زيادة الإيرادات. ظلت «زكية»  تطارده هى ومارى منيب، بغيرتها حتى استغنت الفرقة عن خدمات الفنانة الشابة وقتها لتنضم إلى فرقة المنافس التقليدى للكسار، «نجيب الريحانى». «على الكسار»  لقبوه فى حياته بمليونير السينما المصرية وفى بعض الأحيان كان لقبه الأشهر هو «المليونير الخفى» بعد أن وصلت ثروته المادية إلى الملايين فى عصر كان من النادر امتلاك أفراد لثروات بهذا الحجم، ومع ذلك لم يستعرض يوماً حجم هذه الثروة أو يتباهى بها كما يفعل عدد كبير من النجوم الشباب هذه الأيام. لم تستمر هذه الحالة كثيراً، ففى السنوات الأخيرة من عمره وبعد أن خانه بعض الشركاء زادت ديونه للبنوك، وعاش النجم الشهير حياة مأساوية أودت بحياته على سرير فى مستشفى قصر العينى بغرفة من الدرجة الثالثة؛ لأنه لم يكن يمتلك ثمن العلاج بعد أن أغلقت كل الأبواب فى وجهه. وكأنه يعلم أن نهايته قريبة فأثناء دخوله المستشفى وإنهائه الإجراءات مع مكتب الاستعلامات عاد إلى المكتب مرة أخرى وترك رقم المنزل قائلا للموظف: «عشان لما أموت تبقوا تكلموهم فى البيت». فاحذر تغير الأحوال وتغير الناس، فدوام الحال من  المحال، احذر من كل من لا يرحم ضعيفا، من هم أشد قسوة من الجلادين، من يقودون الناس إلى  الهاوية فلا يرون من سقط فى الهاوية ولا يعتقون من نجى من السقوط فيسلخونهم مثل الخراف، احذر وأعلم أن الأيام دول.