الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التغيير الأصعب!
كتب

التغيير الأصعب!




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 29 - 04 - 2010


«الأخوات».. خطر داهم علي حقوق النساء


1


- المجتمع ضد المرأة، يكرهها ويحتقرها ويعاملها بدونية ولا يريد أن يعطيها حقوقها، وكلما تقدمت خطوة للأمام، رجعت خطوتين للخلف، لأن الثقافة السائدة متخلفة.


- الدليل الدامغ هو موقف مجلس الدولة الأخير من قضية تعيين القاضيات، وتم التحايل علي الأزمة بالتسويف والتأجيل، وانتصر المتشددون بالأغلبية والقانون.
- هذا النموذج الذي يعشش في عقول طبقة الصفوة، متغلغل في الطبقات الدنيا، وكلما اقتربت من قاع المجتمع تكتشف أشكالاً وألوانًا من طرق استعباد النساء واغتصاب حقوقهن.
2
- أقول هذا الكلام لمن ينادون بالتغيير، وكأنهم سيغيرون ملابسهم القديمة، مع أن المسألة صعبة ومعقدة وتحكمها تشابكات وتعقيدات لا حصر لها.
- المفترض أن الدستور المصري قد أقر في تعديلاته الأخيرة توسيع مشاركة المرأة في المجالس النيابية، ولولا هذا النص الإجباري، لظلت المرأة خارج البرلمان إلي الأبد.
- تذكروا الانتخابات الأخيرة في سوهاج، عندما تجرأت إحدي السيدات علي الترشيح، فتبرأت منها عائلتها وأهدرت دمها، باعتبارها قد جلبت العار عليهم.
3
- انتخابات مجلس الشعب المقبلة ستكون مختلفة، فهناك 30 امرأة سوف يدخلن البرلمان رغم أنف الرجال والأفكار العدائية السائدة في المجتمع.. دخول يحميه الدستور ويؤمن تطبيقه.
- ولكن.. أي نوعية من النساء سيتم اختيارها.. وهل يتمخض الجبل فيلد فأرًا، ويختار المجتمع نساء أشد كراهية لحقوق المرأة من الرجال المنغلقين.
- هل يتم اختيار «الأخوات» المتشددات دينيًا، خصوصًا المنتميات للجماعة المحظورة، فتكون التجربة وبالاً علي حقوق المرأة وانتهاكًا لمكاسبها؟
4
- من الممكن أن يحدث ذلك ولا استبعده، في مجتمع تسود فيه الأمية بشكل مخيف، ليس الأمية الأبجدية فقط، ولكن الأمية الثقافية والدينية والمجتمعية.
- نحن لم نأخذ من الإسلام جوهره ومضمونه، بل شكليات ومظاهر بعيدة عن جوهره وتعاليمه.. ويتمحور ذلك بشكل فادح في التعامل مع النساء.
- فالمرأة التي كرمها الإسلام أحسن تكريم وأوصي بمعاملتها بمعروف، أهانها المشايخ والدعاة أسوأ إهانة، وتعاملوا معها بطريقة دونية.
5
- أسمع في بعض الفضائيات نساء يتصلن بالدعاة، ويستفسرن عن أشياء متخلفة تنم عن جهل فادح بأبسط قواعد الدين وتعاليمه السامية.
- نساء ينادين بحق الأزواج في الزواج بثانية وثالثة ورابعة، لأن ذلك حكم الإسلام في اعتقادهن، مع أن ذلك مشروط بقواعد وأحكام يصعب إهدارها بهذه البساطة وعلي الهواء مباشرة.
- نساء يقمن بإعالة بيوتهن وأولادهن، بينما أزواجهن إما نائمون في البيت أو يتسولون علي المقاهي، وينتظر الرجل عودة زوجته الكادحة، ليسلبها عرقها.
6
- المرأة المعيلة في مصر أصبحت ظاهرة مخيفة، وكثير من النساء يقبلن الإنفاق علي أزواجهن «المستنطعين» الذين استسهلوا الراحة واستعذبوا عرق النساء.
- إذا كان الرجل متعطلاً بسبب مرض أو رغمًا عن إرادته وتساعده زوجته، فهذا نموذج رائع للتعاون الأسري والمساندة في أوقات الشدة والأزمات.
- لكن بماذا تفسر ظاهرة استغلال النساء التي أصبحت سائدة بشكل كبير خصوصًا في الطبقات الدنيا التي تعاني فيها المرأة من ظروف نفسية ومعيشية رهيبة؟
7
- هذا هو نموذج للتغيير الأصعب الذي يجب أن تلتف حوله إرادة المجتمع، ويحتاج جهدًا خارقًا تشارك فيه الأحزاب والمجتمع المدني والمثقفون ورجال الدين وكل عقلاء الأمة.
- أما التغيير بالتخلص من أشخاص وإحلال غيرهم، فهذا هو أبسط شيء، وعندنا عادة فرعونية راسخة، هي أن الجديد يبدأ عهده دائمًا بمحو القديم.
- المرأة نصف المجتمع، وإصلاح أحوالها يصلح المجتمع ويمنحه القوة والعافية.. -مثلاً - أن زوجتك التي تصون بيتك وترعاه مريضة أو متضررة.. كيف تكون الحياة؟


E-Mail : [email protected]