الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القاهرة روما..علاقات محترمة
كتب

القاهرة روما..علاقات محترمة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 19 - 05 - 2010



يكتب من روما
لماذا اختار الرئيس إيطاليا لجولته الأولي بعد الشفاء؟

1
- الجو دافئ والشمس مشرقة في العاصمة الإيطالية روما، التي وصلها الرئيس مبارك والوفد المرافق له في الثانية عشرة ظهر أمس.. فلماذا كانت أول دولة يختارها الرئيس بعد عودته بسلامة الله وشفائه من العملية الجراحية؟
- أولاً: لتدعيم علاقات مؤسسية مع واحدة من أهم الدول الأوروبية فهي من الأربعة الكبار بجانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وعلاقتها مع مصر قوية وثابتة وراسخة.
- ثانياً: لعقد القمة الاستراتيجية الثالثة مع الزعماء الإيطاليين، واستكمال ما تم الاتفاق عليه في القمتين اللتين عقدتا في عامي 2008و2009 .
2
- ثالثاً: لتوقيع 22 اتفاقية في مختلف المجالات تستهدف تدعيم أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، فقد تم توقيع 11 اتفاقية في عام 2008 و18 اتفاقية في عام 2009 .
- رابعاً: لإعطاء جرعة تنشيطية للاستثمارات الإيطالية في مصر والمعروف أن عدد هذه المشروعات 636 مشروعاً استثمارياً، ورغم الأزمة المالية العالمية إلا أن الاستثمارات الإيطالية في مصر لم تتأثر كثيراً.
- خامساً: للمحافظة علي ما هو قائم بالفعل، حيث تعتبر إيطاليا الشريك التجاري الأول لمصر علي الصعيد الأوروبي، كما أنها الشريك الثاني علي المستوي الدولي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
3
- سادساً: لأن إيطاليا نموذج محترم للتعاون المصري علي المستوي الدولي، ودائما تستجيب للمطالب المصرية، وتوظف نشاطها واستثماراتها بما يخدم المصالح المصرية.
- سابعاً: لأن إيطاليا تساهم بشكل فعال في المشروعات التي تساعد خطة التنمية في مصر، وأهمها إنشاء مراكز للتدريب وتصميم المجوهرات والحلي وصناعة الرخام والجرانيت.
- ثامناً: لأن إيطاليا بعكس دول أخري أتاحت لمصر منحاً لاترد وقروضاً ميسرة، منها 305 ملايين دولار لتمويل بعض مشروعات البحوث الصناعية والزراعية والمائية.
4
- تاسعاً: لأن رجال الأعمال الإيطاليين يفضلون الاستثمار في مصر، ويبحثون عن فرص جديدة، ومن الممكن أن تساعد استثماراتهم في استرجاع نسبة النمو التي تحققت وتبلغ 7%.
- عاشراً: لأن زيارات الرئيس تستهدف بالدرجة الأولي توظيف علاقاته القوية بزعماء دول العالم وكذلك نفوذ مصر وثقلها فيما يخدم الداخل المصري، خصوصاً التنمية والاستثمار.
- مصر في حاجة إلي جذب استثمارات جديدة لتوليد مزيد من فرص العمل، ومواجهة مشكلة البطالة والتخفيف من حدتها وفتح شرايين الاقتصاد المصري، والتغلب علي الاختناقات.
5
- الجانب السياسي في الزيارة لايقل أهمية.. وبالطبع يأتي موضوع مياه النيل في صدارة الموضوعات التي يتم تناولها، باعتبار إيطاليا إحدي الدول المانحة لدول حوض النيل.
- ستقدم مصر رؤيتها بالنسبة للخلاف القائم حالياً مع دول حوض النيل، في إطار التشاور المستمر مع مختلف دول العالم لشرح أبعاد هذه القضية المهمة والمصيرية.
- لايخفي أن كثيراً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة قامت بمساعٍ مع دول الحوض تطالبها بعدم التسرع في التوقيع علي المعاهدة، وتوفير أجواء هادئة للاستثمار في تلك الدول.
6
- الوفد المصري يضم ثلاثة من الخبراء رفيعي المستوي في قضية مياه النيل، وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ووزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا بجانب الوزير عمر سليمان.
- الدبلوماسية المصرية تتحرك في مجموعة خطوط متوازية وتتحرك علي مختلف الأصعدة، ابتداءً من إخطار الأمم المتحدة بكل تطورات الموقف، حتي المباحثات المباشرة مع كل دول حوض النيل.
- ليس صحيحاً أن الدور المصري تراجع، أو أن السياسة المصرية تجني ثمار الفشل، فكل ما يعرف لا يقال، حتي تحافظ مصر علي هدوء الأزمة، وحلها بالسُبل التي تحفظ حقوقها ومصالحها.
7
- الملف السياسي في زيارة الرئيس تتصدره القضية الفلسطينية والمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، والدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي لدفع المفاوضات إلي الأمام.
- لا يخفي علي أحد العلاقات المتينة التي تربط إيطاليا بإسرائيل، وآخرها زيارة بيرلسكوني للكنيست الإسرائيلي منذ عدة أسابيع وخطبته المؤيدة لإسرائيل، ولكن ما لا يؤخذ كله لا يترك كله.
- الاتحاد من أجل المتوسط - أيضا - يواجه مشاكل كثيرة ستكون موضوعاً للنقاش بين مبارك وبيرلسكوني، وهناك مشاكل سياسية وفنية معقدة سيجري بحثها.
8
- مبارك يضع أمامه استراتيجية واضحة المعالم والتفاصيل لدعم قوة الدور المصري علي مختلف المحاور.. وسوف تزور رئيسة وزراء ألمانيا ميركل القاهرة 30 يونيو المقبل.
- المحور المصري - الفرنسي مهم للغاية، وهناك قمة مهمة تنعقد أواخر الشهر الجاري في مدينة نيس الفرنسية، حيث يرأس مبارك وساركوزي القمة.
- محور آخر مع إسبانيا، ومن المحتمل عقد قمة مصرية أوروبية في يونيو المقبل، إذا تم إقرار ذلك في قمة الاتحاد من أجل المتوسط.
9
- برنامج مزدحم جداً للرئيس، ومباحثات مع الرئيس الإيطالي نابوليتانو ورئيس الوزراء بيرلسكوني، واجتماعات موسعة يحضرها جميع الوزراء من الجانبين.
- لا يمكن لمصر أن تغلق أبوابها علي نفسها، وتنتظر من يأتي إليها، ولكنها تذهب إلي أي مكان يحقق مصالحها، ويدعم المواقف العربية ويعيد الحياة من جديد للقضية الفلسطينية.
- بإذن الله سوف تكون فاتحة خير لزيارات الرئيس في أول رحلة يقوم بها عقب الشفاء من العملية الجراحية، ونتمني له الصحة والعافية، وأن يواصل عمله الشاق.. من أجل مصر.


E-Mail : [email protected]