الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عمرو بن العاص

عمرو بن العاص

عمرو بن العاص بن وائل السهمى القرشى، ولد فى الجاهلية، وهو قائد إسلامى عظيم تمتع بعقلية قيادية مميزة، بالإضافة لدهاء وذكاء مكنه من  اجتياز العديد من المعارك والفوز بها. أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشى تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشى.  دخل عمرو الإسلام فى السنة الثامنة للهجرة بعد فشل قريش فى غزوة الأحزاب، وقد تجاوز الخمسين من عمره. ولما أسلم كان النبى يقرِّبه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وفى الإسلام كان ابن العاص مجاهداً وبطلاً، يرفع سيفه لنصرته. عندما أعلن إسلامه قال عنه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» {أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص}. لقب «بداهية العرب» لما عرف عنه من حسن تصرف وذكاء، فما كان يتعرض إلى أى مأزق حتى كان يتمكن من الخروج منه، وذلك بأفضل الحلول الممكنة، فكان من أكثر رجال العرب دهاء وحيلة حتى ان الخليفة عمر بن الخطاب لقبه بأرطبون العرب (أرطبون هو قائد بيزنطى داهية). وقد وجه رسول الله»صلى الله عليه وسلم»  (سرية إلى ذات السلاسل فى جمادى الآخرة سنة ثمانى من الهجرة، وجعل أميرها عمروبن العاص رضى الله عنه، وقد جعل النبى) عمرو بن العاص واليًا على عُمان، فظل أميرًا عليها حتى توفى النبى «صلى الله عليه وسلم» بعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم» وفى خلافة أبى بكر،  شارك عمروبن العاص فى حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا. وقام أبى بكر بتوليته أميرا على واحد من الجيوش الأربعة التى اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم فى معركة اليرموك وتم فتح بلاد الشام. . وفى عهد الفاروق عمر رضى الله عنه- تولى عمروبن العاص إمارة فلسطين. بعد أن توالت انتصارات وفتوحات عمروبن العاص فى الشام، توجه نظره إلى مصر، وكان عمروقد زار مصر من قبل فى تجارة له، فرغب فى فتحها  فأرسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب  لأخذ موافقته  فوافق . فسار على رأس جيش مكون من أربعة آلاف مقاتل فقط،  ومر ببئر المساعيد ودخل بجيشه إلى مدينة الفرما، ثم فتح بلبيس وقهر قائدها الرومانى ارطبون الذى كان قائداً للقدس وفر منها، وصل المدد من الخليفة عمر بن الخطاب قوامه أربعة آلاف رجل واتجه لملاقاة جيش الروم، وانتصر عمرو فى موقعة كبرى هى عين شمس عام 640 م / 19 هج ،.ثم حاصرعمرو حصن بابليون  واستولى عليه، سنة 641 م / 20 هج. ثم اتجه بجيشه إلى الإسكندرية، ونجح فى اقتحام  المدينة، وجاء المقوقس إلى الإسكندرية ووقع على معاهدة الإسكندرية مع عمرو بن العاص  سنة 642 م / 21 هج، وكانت تنص على انتهاء حكم الدولة البيزنطية لمصر وجلاء الروم عنها ودفع الجزية للمسلمين . بعد إتمام فتح مصر، ولى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص على مصر. وعندما استتب له الامر سار عمرو بن العاص بجيشه تجاه برقة وكان يسكنها البربر، الذين رحبوا بالفتح الإسلامى العربى وبعد ذلك أكمل عمرو بن العاص مسيرته إلى الغرب، فدخل بنفسه مدينة طرابلس دون مقاومة سنة 643 م / 22 هج. ثم أرسل بعثة إلى ولاية فزان ( جنوب غرب ليبيا) بقيادة عقبة بن نافع ففتحها . قضى عمرو بن العاص فى فتح مصر ثلاث سنوات، واستطاع  عمرو أن يحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فيدخل المصريون فى دين الله أفواجًا. وكان المسيحيون المصريون الذين كانوا على مذهب يعقوب البردعى الذى يقوم على مبدأ وحدة طبيعة المسيح الإلهية قد تعرضوا للاضطهاد من قبل الروم البيزنطيين الذى كانوا على مذهب الملكاتى الذى يقوم على مبدأ ثنائية طبيعة المسيح، وبعد الفتح جاءت إحدى المواقف المهمة والتى أكدت  مدى احترام المسلمين للديانات الأخرى، فقد كان للأقباط رئيس دينى يدعى بنيامين حين تعرض للقهر من الروم اضطر للفرار، وعندما علم المسلمون بالأمر بعد الفتح أرسلوا إليه واعطوة الأمان  وأكرموه، وولوه رئاسة القبط، وهو الأمر الذى نال استحسان وإعجاب الأقباط بالمسلمين، فأحسنوا التعامل معهم. وقد كانوا خير العون لعمرو بن العاص ضد الروم، وكان عمرو يقول لهم: يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا أن الله سيفتح علينا مصر وأوصانا بأهلها خيرا، حيث قال الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم»: ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، فان لهم ذمة ورحما. ، وأثناء خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه قام بعزل عمرو عن ولاية مصر ولكنه عاد لولاية مصر فى عهد الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان. وعن أعمال عمرو بن العاص فى مصر قام بالشروع فى بناء عاصمة لمصر الإسلامية بدلاً من الإسكندرية فبنى مدينة الفسطاط وتعنى الخيمة. كما بنى أول مسجد  فى مصر وإفريقيا وهو جامع عمرو بن العاص فى وسط مدينة الفسطاط  سنة 642 م / 21 هج. كما أعاد حفر القناة التى كانت تصل بين النيل والبحر الأحمر وسماها قناة خليج أمير المؤمنين. كما قدم إلى مصر مع عمرو بن العاص  عدد كبير من الصحابة،  فتلقى عنهم أهل مصر الدين الإسلامى الجديد، وتوفى عمرو-رضى الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا، وقد روى عمرو عن النبى ( (39) حديثًا. لما حضرته الوفاة كانت آخر الكلمات التى انطلقت من فمه « اللهم آمرتنا فعصينا .. ونهيتنا فما انتهينا .. ولا يسعنا إلا عفوك يا ارحم الراحمين».