الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
السادات متربى فى «روزاليوسف»!

السادات متربى فى «روزاليوسف»!

اكتشفت حوارا صحفيا نادرا للأستاذ الكبير إحسان عبدالقدوس أجراه معه الصحفى الراحل الأستاذ حسين قدرى ونشره فى جريدة المنار اللندنية فى إبريل سنة 1978. فى هذا الحوار روى إحسان عشرات الأسرار الصحفية المثيرة وما أكثرها ولكن أكثر ما لفت  انتباهى هو ما رواه الأستاذ إحسان عن الفترة التى قضاها الرئيس الراحل أنور السادات فى «روزاليوسف». قال إحسان عبدالقدوس السادت متربى فى روزاليوسف! ويضيف فى الوقت الذى كان فيه قد أخرج من الجيش معزولًا وكان هاربًا من السجن الحربى ثم كان يفرج عنه دون أن يعاد إلى عمله بالجيش فكان يتردد على روزاليوسف وتقاربنا خصوصًا، وإننى كنت أعرفه من قبل من خلال عدة عمليات سياسية ثم بدأ يبحث عن عمل لأنه لم يكن يتقاضى مرتبًا من الجيش ولم يكن له أى دخل آخر فشغلته فى روزاليوسف لكن «روزاليوسف» كانت فقيرة فلم تستطع أن تعطيه أكثر من ثمانية جنيهات فى الشهر! ويسأل الأستاذ حسين قدرى: هل كان ذلك مرتبًا كبيرًا وقتها؟! ويجيب الأستاذ إحسان عبدالقدوس على السؤال قائلًا: كان مرتبًا معقولًا لأن أنا نفسى كان مرتبى 12 جنيهًا وأنا رئىس تحرير «روزاليوسف» ثم تزوج هو وجاء ليقول لى: يا إحسان أنا مش قادر أعيش بالـ8 جنيهات بتوعك دول شوف لى حل؟! فأخذته وقدمته لشكرى زيدان أحد صابحى دار الهلال وقتها وكان يهمهم اجتذاب أنور السادات لأنه كانت له شخصية ثورية معروفة وقتها! فاتفق معه على مرتب شهرى قدره أربعين جنيهًا. وفى ذلك الوقت كنت أنا أعمل فى دار الهلال أيضًا إلى جانب عملى كرئيس لتحرير «روزاليوسف» وكنت أتقاضى من دار الهلال ستين جنيهًا فى الشهر، فقلت لهم إن الأربعين جنيهًا التى قدروها لأنور السادات ليست كافية وطلبت له خمسين جنيهًا، يعنى أنا اللى كنت باتكلم بالنيابة عنه! فقالوا إن أربعين جنيهًا كفاية.. فقلت لهم طيب اخصموا من الستين جنيهًا بتوعى عشرة جنيهات أضيفوها على مرتبه علشان يكون كل واحد منا مرتبه خمسين جنيهًا! وحين رأوا أننى وصلت إلى هذا الحد فتصوروا أنه قطعًا كاتب كبير جدًا وإلا ما فضلته على نفسى فوافقوا على أن يعطوه خمسين جنيهًا وأظل أنا بالستين جنيهًا بتوعى!! سر آخر يكشف عنه الأستاذ إحسان عبدالقدوس فى حواره الطويل مع الأستاذ محمود فوزى ويتعلق أيضًا بالرئيس السادات إذ يقول: قبل الثورة كانت الصداقة قوية للغاية نتحدث فى أشياء كثيرة لكنه مع ذلك لم أكن أعرف كل أسراره وكانت هناك صداقة عائلية، وحين أصبح رئيسًا للجمهورية لم يستطع أن يجبرنى على شىء أنا غير مقتنع به!! فقد رفضت أن أكتب مذكراته البحث عن الذات فقد كان السادات يحكى مذكراته فى البداية على شرائط تسجيل ثم نقلوا له هذه الشرائط فى عشرة دوسيهات كبيرة، ثم طلب منى أن أكتب البحث عن الذات رفضت! وكان يطلب منى أن أكتب له خطبه، اعتذرت فليس هذا هو عملى إلا مرة واحدة، اتصل بى بالتليفون وقال لى: أنا حقول كلمة عن الفن متعرفش تكتب كلمة عن الفن.. ده أنت فنان وأبوك فنان!! وكتبت له خطبة صغيرة قالها أمام الشعب.. انتهت الحكاية لكن السؤال الذى يطرأ على البال: أين ذهبت واستقرت شرائط التسجيل بصوت أنور السادات التى روى فيها قصة حياته ومذكراته.. بالقطع هى ثروة لا تقدر بثمن أين هى؟! ومن أخذها؟! لا أحد يعرف حتى الآن!!