الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبو عبيدة بن الجراح

أبو عبيدة بن الجراح

هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشى، صحابى جليل وأمين الأمة الإسلامية وأحد العشرة المبشرين بالجنة. «42 ق.هـ/582م - 18 هـ/639م » أسلم على يد أبى بكر الصديق فى الأيام الأولى للإسلام. هاجر إلى الحبشة فى الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله: إن لكل أمة أمينًا وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح . وكان من أحب الناس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام, ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى رسول الله، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلًا أمينًا يعلمهم، فقال لهم: «لأبعثن معكم رجلًا أمينًا، حق أمين»، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو، ولكن النبى  اختار أبا عبيدة، فقال: «قم يا أبا عبيدة». وقد هاجر إلى المدينة، وفى المدينة آخى الرسول  بينه وبين سعد بن معاذ. وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتال لذا جعله الرسول  قائدًا على كثير من السرايا،  ولما كان عَمْرِو بنِ العَاصِ فى غزوة ذَاتِ السَّلاَسِلِ، بالشَّامِ، فطلب المدد من رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْتَدَبَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ومجموعة مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وجعلَ نَبِيُّ اللهِ أَبَا عُبَيْدَةَ أميرًا عليهم. لم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبى، وكانت له مواقف عظيمة فى البطولة والتضحية، ففى غزوة أحد،عندما أصيب النبى أسرع اليه أبوعبيدة ونزع الحلقتين اللتين دخلتا فى وجه النبى عليه الصلاة والسلام. وقال عنه أبو بكر الصديق يوم السقيفة: «قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين»، عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح.  فى أثناء قيادة خالد معركة اليرموك التى هزمت فيها الإمبراطورية الرومانية توفى أبوبكر الصديق، وتولى الخلافة بعده عمر بن الخطاب، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبى عبيدة بن الجراح وعزل خالد، وصل الخطاب الى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة، ثم أخبر خالدا بالأمر، فسأله خالد: «يرحمك الله أباعبيدة، ما منعك أن تخبرنى حين جاءك الكتاب ؟»، فأجاب أبو عبيدة: «إنى كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا فى الله أخوة»، وبعد فتح بلاد الشام وأصبح أبو عبيدة أمير الأمراء بالشام. وكان من القادة الذين يستشيرون رجالهم فى كل خطوة يخطونها، وعندما احتشد الروم لاستعادة أرض الشام استشار أصحابه، فأشار عليه الأكثرية بقبول الحصار فى حمص، أما خالد فأشار عليه بالهجوم على جموع الروم، ولكن أبا عبيدة أخذ برأى الأكثرية. كان عمر بن الخطاب يقول: «لم أكن مغيرًا أمرًا قضاه أبو عبيدة»، وقال عنه عمر أيضًا إِنْ أَدْرَكَنِى أَجَلِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حَيٌّ، اسْتَخْلَفْتُهُ فإن سألنى ربى عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله». وقال عمر عنه أيضا: «لو كنت متمنيًا ما تمنيت إلا بيتا مملوءًا برجال من أمثال أبى عبيدة». وكان عمر يعرف قدره، فجعله من الستة الذين استخلفهم، كى يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته. كان أبوعبيدة رضى الله عنه- كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد، وقد دخل عليه عمر بن الخطاب وهو أمير على الشام، فلم يجد فى بيته إلا سيفه وترسه ورحله. وفى يوم أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام: أذهب بها إلى أبى عبيدة بن الجراح  ثم انتظر فى البيت ساعة حتى ترى ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال لأبى عبيدة: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه فى بعض حاجتك. فقال أبو عبيدة: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالى يا جارية، اذهبى بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها،  فَلَمَّا أَخْبَرَ الرَّسُوْلُ عُمَرَ، قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِى جَعَلَ فِى الإِسْلاَمِ مَنْ يَصْنَعُ هَذَا. فى سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب جيشًا إلى الأردن بقيادة أبى عبيدة بن الجراح، ونزل الجيش فى عمواس بالأردن، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر، فكتب إلى أبى عبيدة يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين، وكان مرض الطاعون قد أصابه، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل، ثم توفى وعمره (58) سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان بالشام. وقد روى أبو عبيدة أربعة عشر حديثًا عن الرسول عليه الصلاة والسلام.