الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شفيق ياراجل!
كتب

شفيق ياراجل!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 06 - 2010


التغيير عند البرادعي أسهل من «شكة الدبوس»!


1


أن يقول البرادعي إنه «يستطيع أن يغير النظام المصري في يوم وليلة».. أقول له «واسعة شوية».. إنها نكتة تشبه مسرحية «شفيق يا راجل»، «إللي بيمشي يمد في الشارع».. شفيق ياراجل!


فهل يتصور البرادعي أن «النظام» قميص أو بدلة، أم أنه سكن مفروش، أو شقة إيجار جديد، أو سيارة مستعملة، ما الذي جري للدكتور الذي لطشته أوهام الزعامة؟
«في يوم وليلة».. إيه الجبروت ده، إيه القوة دي، فعلاً «طلع جامد قوي»، ويستطيع أن يدوس علي زر فيغير النظام «في يوم وليلة» مع الاعتذار لوردة صاحبة الأغنية الشهيرة.
2
أن يقول البرادعي «أقدر أطرق باب قصر العروبة ومعي 250 ألف فرد».. أقول له «واسعة شويتين»، فلماذا يسير وراءك الناس.. وأنت لا تعرف أصلاً ماذا تريد؟
بعض الزعماء الحالمين لا يعرفون ما إذا كان الناس يسيرون وراءهم ليهتفوا بحياتهم أو ليقذفوهم بالطوب.. فمن أي نوع هؤلاء ال250 ألفاً؟
البرادعي الذي تخلي عن «مظاهرة التحرير»، صمت طويلاً ثم فسر أسباب هروبه بأنه لن يسير في مظاهرة مكونة من 50 فرداً.. يعني زعامة طبقات ومستويات.
3
تصريحات البرادعي سوف تلجأ إلي التسخين كلما مر الوقت ولم تخرج الجماهير بالملايين في الشوارع لتهتف بحياته وتحمله إلي الحكم.. هكذا صورت له أحلامه.
سوف يطلق تصريحات أشبه بقنابل الدخان، كلما أحس بأنه «ضيع في الأوهام حلماً»، وسوف يقول كلاماً يختلط فيه الجد بالهزل، والنكتة بالصراحة، والحقائق بالأوهام.
كان مشروعاً لمرشح رئاسي يمكن أن يضيف شيئاً مفيداً، ولكن بهرته أضواء الزعامة، فأراد أن يجني دون أن يزرع وأن يفوز دون أن يلعب.
4
«نظام» إيه ياعم برادعي الذي تستطيع أن تغيره في يوم وليلة؟ وهل تريد القفز لآخر السلم قبل أن تصعد درجة واحدة عليه.. وماذا قدمت أصلاً للناس؟
مجرد كلام وشعارات مدهونة شمع، تسيح مع أي لسعة شمس، لسعات الشمس في صيف مصر، خصوصاً أغسطس حتي نوفمبر، تصيب بضربة شمس.
الشمس هنا تحتاج رجالاً أشداء، قادرين علي النزول إلي الناس، وحل مشاكلهم، والتواجد المستمر معهم، وليس علي طريقة «باي باي.. أنا رايح أوروبا وأمريكا».
5
نظام إيه ياعم برادعي؟ وأنت رجل قانون وتعرف أن الدولة تتكون من: «شعب وإقليم وسيادة»، والشعب هو صاحب السلطات ومفتاح الحل والربط.
هل سيأكل الناس تصريحاتك عن الدولة الرشيدة.. وهل سيشربون كلاماً مرسلاً عن التغيير.. وهل سيسكنون شققاً من الخطب والأحاديث التي تبعثرها في كل وسائل الإعلام؟
البرادعي يتحدث عن التغيير وكأنه أسهل من شكة الدبوس، لأنه لا يفهم جغرافيا المصريين، الذين تصدي قضاتهم مثلاً لتغيير بسيط يولي المرأة منصب القضاء.. وما بالك بالباقي؟
6
البرادعي يشبه نفسه بسعد زغلول، لأن الأخير قاد مصر أثناء نفيه بالخارج لمدة عامين.. وهو تشبيه لا ينطبق عليه، لأن الفرق بين سفريات البرادعي ونفي سعد زغلول مثل الفرق بين السما والأرض.
سعد زغلول كان منفياً من أجل القضية الوطنية المصرية، ونفاه المستعمر الأجنبي، ولم يغادر مصر إلا مضطراً، أما البرادعي فعلي العكس تماماً من كل ذلك.
البرادعي يفعل مثل السائح الأجنبي الذي يأتي لمشاهدة الأهرامات ومعبد فيلة.. البرادعي جاء لزيارة إخوان الفيوم وسكان طنطا، وهمه الوحيد أن يلتقط معهم الصور.. للذكري.
7
الكتابة في موضوع البرادعي أصبحت سخيفة ومملة، ومن يحاولون إحياءه كمن ينفخون في قربة مقطوعة، وبمرور الوقت سيأخذ الناس كلامه بكثير الهزل والنكتة وخفة الدم.
هل تذكرون «ميكي ماوس» أشهر مؤرخ شفهي للسينما المصرية.. رحمه الله، أمتعنا كثيراً بحكايات وقصص وروايات لا يستطيع أحد نفيها أو إثباتها، رغم أنها كانت مسلية.
السياسة لا ينفع فيها «ميكي ماوس».. ولا ينفع أن تستيقظ صباحاً وبعد أن تغسل أسنانك بالفرشاة تدلي بتصريحات أكثر لمعاناً «أنا أستطيع أن أغير النظام في يوم وليلة».


E-Mail : [email protected]