الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المصالح تتصالح!
كتب

المصالح تتصالح!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 06 - 07 - 2010



إزالة سحابة أسطول الحرية بين تركيا وإسرائيل
1
- المصالح تتصالح، والعلاقات بين الدول لا تعترف بالعداء المستمر أو الصداقة الدائمة.. وبدأت سحابة أسطول الحرية تزول عن سماء العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
- التصريحات الإعلامية شيء وما يحدث علي أرض الواقع شيء آخر مختلف تماماً، وأفضل علاج لامتصاص الغضب هو جرعة المسكنات الحماسية.
- وعندما يصرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس بأن تركيا لن تترك حقها في جريمة أسطول الحرية الدنيئة.. خذوا تصريحاته بمنتهي الحذر.
2
- أولاً: لم تتأثر العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل بأي درجة، مازالت الاتفاقيات سارية المفعول ويجري تنفيذها حسب الجدول المحدد سلفاً.
- صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية هي التي نشرت ذلك، وأكدت أن وفداً سياسياً وعسكرياً تركياً رفيع المستوي موجود الآن في إسرائيل، بالتحديد في صحراء النقب.
- تركيا تستعجل استلام صفقة طائرات بدون طيار تعاقدت عليها مع إسرائيل، وهي نفس الطائرات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في مطاردة الفلسطينيين.
3
- المحطة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي كشفت النقاب عن لقاء سري تم في بروكسل بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزير التجارة الإسرائيلي بنيامين إليعازر.
- الهدف من هذا اللقاء هو بحث سبل تجاوز الأزمة الناتجة من أسطول الحرية، وتحسين العلاقات، وعودتها إلي مسارها الطبيعي، واستئناف اللقاءات التي تم تجميدها.
- ولإضفاء أجواء تمثيلية علي اللقاء خرج وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان ليصب جام غضبه علي إليعازر لأنه التقي الوزير التركي من وراء ظهره«!!»
4
- ثانياً: «السرية» المطلقة هي كلمة «السر» في إعادة الهدوء وامتصاص الغضب بين تركيا وإسرائيل.. واللقاءات الوزارية التي تتم لم تنقطع بعد الحادث مرة واحدة.
- لم تلغ صفقة واحدة متفق عليها من المنسوجات حتي أنظمة الري، ولم تتعطل شحنة واحدة أو يتأخر وصولها، وكل ذلك في سرية تامة دون إعلان أو دعاية.
- قيمة الصفقات التي يجري تنفيذها ثلاثة مليارات دولار، وتعتبر تل أبيب أهم شريك تجاري لتركيا، وتبلغ قيمة صفقة الطائرات بدون طيار 180 مليون دولار.
5
- ثالثاً: العلاقات بين الدول شيء، والمشاعر شيء آخر، وتركيا تعرف جيداً ماذا تريد وتعطي لكل طرف الشيء الذي يريحه، ولكنها لا تفرط أبداً في مصالحها الاستراتيجية.
- تركيا تعلم جيداً أن العرب عاطفيون ينفعلون بسرعة ويهدأون بسرعة أكبر، وأن الجماهير العربية التي تشعر بالعجز أمام إسرائيل، لا سلاح في يدها سوي الغضب.
- تركيا قدمت للعرب الغضب، وأرسلت إليهم سفناً لا تشبع ولا تغني من جوع، وفرح العرب بما قدمته لهم تركيا وهللوا وكبروا وهتفوا بحياة زعمائها.
6
- رابعاً: الشكر لتركيا علي كل ما قامت به ولكن يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح، فالعواطف لا تحرر أوطاناً والهتافات لا تطرد محتلاً، والأعلام لا ترتفع فوق الشعارات.
- تركيا لم تقدم شهيداً من أجل فلسطين، وتربطها بإسرائيل علاقات أزلية، لم تضح بها في أي وقت من الأوقات، وظلت في المواقف والأزمات تنحاز إلي إسرائيل.
- الذي تغير هو أن الزعماء الأتراك يريدون كسب أصوات الناخبين الذين يتعاطفون بشكل كبير مع مأساة شعب غزة، وأرادوا أن يكسبوا تأييد ناخبيهم.
7
- خامساً: أنقرة القاهرة لا وجه للمقارنة فالقضية الفلسطينية بالنسبة لمصر خيار استراتيجي وقضية أمن قومي والتزام تاريخي ومصيري.
- مصر تضع القضية الفلسطينية علي عاتقها، لأنها مفتاح الأمن والاستقرار علي حدودها الشرقية، ولن يستتب السلام في المنطقة إلا بإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
- الأدوار تتكامل، وليست هناك دولة تلعب دوراً علي حساب دولة أخري، ومن التجني أن يخرج الشامتون لينالوا من دور مصر، مع أن الأدوار ليست بالتشويش.


E-Mail : [email protected]