الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أبو جعفر المنصور

أبو جعفر المنصور

هو عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، ثانى خلفاء بنى العباس وأقواهم.. وهو المؤسس الحقيقى للدولة العباسية، وتعتبر الفترة التى قضاها المنصور فى الخلافة العباسية من أهم عصور الخلافة، فقد حكم ما يقرب من 22 عاما، حكما قويا جعل فيها جميع سلطات الدولة فى يديه.  قال إنما  أنا سلطان الله فى أرضه.. وهو من أعظم رجال بنى العباس فقد كان فى خلقه الجد والصرامة والبعد عن اللهو والترف.. ولم يقف ببابه الشعراء لعدم وصله لهم بالأعطيات كما كان يفعل غيره من الخلفاء، واتصف بالشدة والبأس واليقظة والحزم والصلاح والاهتمام بمصالح الرعية، وعرف بالثبات عند الشدائد.  ولد المنصور سنة (95 ه/ 714 م) فى قرية الحميمة التى تقع فى جنوب الأردن، ونشأ بين كبار رجال بنى هاشم الذين كانوا يسكنون الحميمة، فشب فصيحا، ملما بالشعر والنثر.. ولقد اكتسب المنصور خبرة كبيرة عندما استعان به أخوه أبو العباس السفاح مؤسس الدولة العباسية وأول خلفائها فى محاربة أعدائه والقضاء على خصومه وتصريف شئون الدولة، وحين مرض أبو العباس السفاح أوصى له بالخلافة من بعده، وتولى الخلافة فى ذى الحجة 136 هـ/ يونيو 754 م) وهو فى الحادية والأربعين من عمره، فتخلص من كل منافسيه على السلطة. ومن أهم أعمال الخليفة أبى جعفر المنصور فى الدولة العباسية نشر الأمن والاستقرار فى أرجاء «الخلافة، وبناء بغداد على الضفة الغربية لنهر دجلة وعمل على توسيعها سنة (151ه 768م) وجعلها عاصمة الخلافة العباسية وأقام مدينة أخرى على الجانب الشرقى سماها الرصافة.. كما اهتم بالأمور المالية وقد عرف عن المنصور ميله إلى الاقتصاد فى النفقات حتى امتلأت بالأموال خزائنه، كذلك الاهتمام بالأمور الإدارية للدولة وجعل الإدارة مركزية مع الاهتمام بالزراعة والصناعة وتشجيعه لأصحاب المهن، والصناعات، وتأمينه خطوط التجارة والملاحة فى الخليج العربى من خطر القراصنة الذين كانوا يقطعون طرق التجارة من الصين. كما اهتم بالجيش وتسليحه تسليحاً جيداً ولقد تم فى عهده إعادة فتح مدينة طبرستان عام 141ه 759م، فى بلاد ما وراء النهر. كما نشطت الحركة العلمية، وتتمثل فى رعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم، وقيامه بإنشاء بيت الحكمه فى قصر الخلافة ببغداد، وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزًا للترجمة إلى اللغة العربية.  وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب فى الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية وكانت هذه بداية النهضة العلمية فى العصر الذهبى للحضارة الإسلامية والتى استمرت أكثر من سبعمائة عام.