الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كورونا لا تحتمل اللطافة والظرافة!

كورونا لا تحتمل اللطافة والظرافة!

يبدو لى أن المشاهد التليفزيونى واحد فى كل أنحاء العالم، فالمشاهد أو المشاهدة دائم النقد مما يقدمه تليفزيون بلده وليس محل رضى أو إعجاب!



ولم أعد اندهش من لطافة وظرافة الكثيرين وهم ينتقدون ما تقدمه القنوات المصرية عمال على بطال وبمناسبة ومن غير مناسبة!

وهناك بالفعل ما يستحق الانتقاد ولفت الانتباه بدءًا من استظراف بعض المذيعات إلى طريقة قراءة المادة المكتوبة إلى سذاجة المواد المطروحة للمناقشة وأخيرًا استضافة كل من هب ودب باعتباره خبيرًا فى الكورونا أو حتى المكرونة.

ولا أعرف على أى أساس يتم اختيار هؤلاء الضيوف الأفاضل وتقديمهم للمشاهد على أنهم دكاترة وخبراء فى الميكروبولجيا والميكروبات والكورونات.. وهات ياشرح وتحليل ونصائح وافتكاسات لطيفة تجعلنا أضحوكة العالم الذى يشاهد هذا الهراء!

والمصيبة التى لا مصيبة بعدها أن المشاهد المسكين يصدق هذا الهراء طالما الذى يقوله ضيف يسبق اسمه لقب الدكتور أو الباحث أو الأخصائى! حتى لو قال ريان يا فجل!

وأظنك شاهدت وصفة «الشلولو» التى تعالج وتقهر الكورونا، والمؤكد أنك شاهدت ذلك الضيف الطبيب الذى قال إن الأمريكان اتصلوا به وكادوا أن يبوسوا رجليه وإيديه عن علاج الكورونا فنصحهم بأكل الفول المدمس على الطريقة الفرعونية!

مثل هذا الهراء سرعان ما يجد طريقه إلى محطات الخارج وعلى رأسها قنوات الإخوان الإرهابية والجزيرة وإعادة بثه ثانية للهجوم على مصر بكل مؤسساتها.. حتى المحطات العالمية تعيد بث هذا السخف والهراء.. الذى ينتشر فى كل محطات العالم العربى من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه!

قناة الحرة الأمريكية أذاعت تقريرًا لرجل دين إيرانى اسمه «عباس تبريزمان» يصفه أنصاره بوالد الطب فى إيران ويملك قناة خاصة على تطبيق تليجرام وخلاصة العلاج الذى قدمه للمشاهدين هو: قبل الخلود إلى النوم ضعوا كرة قطنية مغموسة فى زيت البنفسج على فتحه الشرج!

ورجل آخر يظهر على إحدى الشاشات ليخاطب الناس قائلا بكل ثقة: الكورونا لا يصيب المؤمنين!

وأستطيع أن اضرب لك عشرات الأمثلة من هذا الهطل الذى رأيته، وأنت يا عزيزى المشاهد تصدق كل ما يقال لك من وصفات لا معنى لها!

لا تصدق أى بنى آدم يقول لك إنه توصل إلى علاج ولقاح ومصل للكورونا، فما زال أمام العلماء والمختصين شهورا من البحث ثم التجارب السريرية حتى يتم الوصول إلى علاج مؤكد!

لا حل أمامك سوى الجلوس فى بيتك - طالما أن مغادرة البيت غير ضرورية، ثم اتباع نصيحة بسيطة لن تكلفك شيئًا الوقاية خير من العلاج، وقاية جسمك، بالنظافة، ووقاية عقلك بعدم مشاهدة كل هذا الهراء الذى ينفجر فى وجهك ليزيد خوفك وهلعك ورعبك. الوقاية أهم من اللطافة والظرافة!