الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيناء.. أرض الأنبياء والشهداء

سيناء.. أرض الأنبياء والشهداء

لكل داء دواء يستطب به، إلا الوقاحة والحماقة والجهالة وخيانة الأوطان، فقد أعيت من يداويها.. وإذا كانت الشدائد والأزمات تظهر معادن البشر، والمواقف الوطنية التى يخلدها التاريخ، فمن رحمها أيضا تخرج الأفاعى من جحورها، وتتساقط أقنعة «أولياء النعم» الذين يمولون العملاء و»الغلمان» والمتآمرين، لاستهداف أمن واستقرار الوطن.



«خونة الأوطان» دائما ما يحرصون على إفساد فرحتنا بالمناسبات الوطنية العظيمة، التى يخلدها التاريخ، مثلما هو الحال بالذكرى الـ 38 لتحرير سيناء، ورفع العلم المصرى على آخر حبة رمال من أرضها المباركة، التى يكفيها فخرا أنها الأرض الوحيدة فى العالم التى تجلى فيها رب العزة، وكلم فيها سيدنا موسى، ووصفها فى كتابه الكريم بالأرض المقدسة والبقعة المباركة، وأقسم باسمها «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين»، ليظل اسمها يذكر ويتلى فى القرآن الكريم حتى قيام الساعة، كما شرفت سيناء بكونها أرض الأنبياء والرسل، وأيضا أرض الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل الحفاظ على ترابها المقدس.

سيناء بالنسبة للمصريين لم تكن مجرد أرض، بل هى قدس الأقداس، ورمزا للشرف والكرامة والنضال والتضحية والفداء، فعلى أرضها ارتوت كل حبة رمال بدماء الشهداء، وأقسم أبطال القوات المسلحة والشرطة أن يحافظوا على ترابها المقدس، وألا يدنس أرضها المباركة، المحتلون وخونة الأوطان.

أرض التجلى الأعظم ليست أرضا جرداء كما يدعى «خونة الأوطان»، بل جنة من جنان الله على الأرض، وليست فى حاجة إلى  استثمارات مشبوهة، فدولة 30 يونيو لا تعرف المستحيل، فبسواعد أبطالها ودماء شهدائها، تسطر على أرض سيناء، ملحمة التعمير والبناء والتنمية، وهى عبور جديد لا يقل أهمية عن عبور خط بارليف فى انتصارات أكتوبر 1973.

ملحمة العبور الثانى، بدأ تنفيذها عام 2014، وفق خطة تنموية متكاملة المحاور، وجداول زمنية محددة، بدأت بتطهير الأراضى من دنس الإرهاب الأسود، ثم تنفيذ 994 مشروعا قوميا تغطى كل شبر من أراضى سيناء، بتكلفة استثمارية 300 مليار جنيه، فى إطار مخطط استراتيجى لتنمية محور قناة السويس بتكلفة استثمارية 800 مليار جنيه، لتجعل من سيناء جزء لا يتجزأ من قلب الوطن.

ما تشهده أرض الفيروز من مشروعات تنموية على مدار الست سنوات الماضية، يؤكد أن هناك إرادة سياسية لتعمير سيناء، فقبل عام تم افتتاح أنفاق « تحيا مصر» لربط سيناء بالدلتا، والانتهاء من إنشاء 200 ألف وحدة سكنية وبيت بدوى، كما شهدت طفرة كبيرة فى الطرق التى تربط شرق سيناء بغربها وشمالها بجنوبها، ورفع كفاءة الطرق المؤدية للمنشآت الحيوية، وإمداد التجمعات البدوية والقرى والمدن بالكهرباء والمياه والصرف الصحى.

فى مجال الزراعة، تم استصلاح 400 ألف فدان، ورفع كفاءة الصوب الزراعية، وإنشاء سحارة سرابيوم والمحسمة أسفل قناة السويس، لنقل مياه الرى إلى سيناء.

دولة 30 يونيو، تضع التعليم والصحة على رأس أولوياتها، حيث تم إنشاء ورفع كفاءة 50 مدرسة ومعهدا أزهريا، وتطوير المنظومة الصحية، بإنشاء عدد من المستشفيات المتطورة فى رفح والعريش والشيخ زويد وبئر العبد ونخل، فضلا عن إنشاء جامعة الملك سلمان، وتدشين عدد من المشروعات الرياضية والثقافية والاجتماعية، ومنافذ ثابتة ومتحركة لتوزيع السلع الاستهلاكية ومطاحن الغلال ومعاصر الزيتون.