الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عبد اللطيف بن يوسف البغدادي «1231 - 1162م»

عبد اللطيف بن يوسف البغدادي «1231 - 1162م»

ولد فى بغداد فى العراق سنة 557هـ الموافق 1162م واشتهر باسم عبد اللطيف البغدادي، ولقب بابن اللباد، واشتغل بالقانون، والطب ومن كتبه المتميزة كتاب (الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر)



 كان أبوه مشتغلًا بعلم الحديث والقراءات، كما أن عمه كان فقيهًا، لدلك فقد تعلم ونهل من هذا المنهج العلمى الفياض، حيث يسر له والده وهو فى صباه سماع الحديث من جماعة علماء أفاضل، مما جعله ينشأ فى جو من العلم والتقوى.

من أساتذته يقول موفق الدين البغدادى: إن من مشايخه ابن التلميذ وابن نائلى والإمام الناصر لدين الله ويضيف عن نفسه ثم انتقلت إلى كتب ابن سينا صغارها وكبارها وكتبت وحصلت كثيرًا من كتب جابر بن حيان.

 ولما كان فى سنة 585 هجرية, حيث لم يبق ببغداد من يأخذ بقلبى ويملأ عيني، ويحل ما يشكل عليّ، ودخلت الموصل فلم أجد فيها بغيتي، لما دخلت القاهرة جاءنى وهو ابن سناء الملك، فأنزلنى دارًا قد أزيحت عللها، وجاءنى بدنانير وغلة، وأقمت بمسجد الحاجب لؤلؤ رحمه اللَّه أقرئ، وكان قصدى فى مصر ثلاث أنفس ياسين السيميائى والرئيس موسى بن ميمون اليهودى وأبو القاسم الشارعي، وكلهم جاءوني، وكتب لى صلاح الدين الأيوبى بثلاثين دينارًا فى كل شهر على ديوان الجامع وأطلق أولاده رواتب حتى تقرر لى فى كل شهر مائة دينار.

ورجعت إلى دمشق وأكببت على الاشتغال وإقراء الناس ثم أتى إلى مصر ذلك الغلاء العظيم والموتان الذى لم يشاهد مثله، وألف الشيخ موفق الدين فى ذلك كتابًا ذكر فيه أشياء شاهدها أو سمعها ممن عاينها تذهل العقل، وسمى ذلك الكتاب (كتاب الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر)

كان عبد اللطيف البغدادى صاحب حس مرهف، ذواق للفنون والآثار، ولقد ظهر اهتمامه بذلك فى الأيام التى قضاها فى مصر، ورأى ما فيها من الآثار والفن، وصنف فى ذلك كتابه المشهور «الإفادة والاعتبار» هذا الكتاب الخاص بالآثار المصرية، وهذا الكتاب يكشف عن معارف البغدادى الواسعة وهواياته المتعددة وأهمها الاهتمام بالآثار وولعه بها وغيرته عليها ومناداته بالحفاظ عليها ورعايتها لأنها خير شاهد على حضارة الأقدمين وعراقتهم فى الرقى والتمدين، وتكلم البغدادى فى كتابه عن آثار الجيزة ومنف وبوصير، وكان يصف الآثار وصفًا متناهيًا فى الدقة والأمانة، وكان يسعى لذلك بكل الوسائل، حتى أنه كلف رجلًا كى يقيس له ارتفاع الهرم، وكان البغدادى يبدى اهتمامه الشديد لمعرفة طريقة نقل حجارة الأهرام وتركيبها، والمواد التى استخدمت فى بنائها واللغة المجهولة المكتوبة على الأهرام.

ثار البغدادى ثورة كبيرة على أسلوب الكتابة فى عصره، فقد غلبت فى عصره المحسنات البديعية اللفظية كالسجع والإطناب والولع بإسلوب الطباق والمقابلة والتورية، فثار البغدادى على تلك الأساليب وكتب بأسلوب يخالف ذلك الأسلوب تمامًا فكان أسلوبه بسيطًا موجزًا بعيدًا عن إهدار المعانى.

 

بعض من كتبه ومؤلفاته

- كتاب الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر

- كتاب غريب الحديث

- شرح أربعين حديثًا طبية

- كتاب قوانين البلاغة

- شرح كتاب الفصول لـ أبقراط

- شرح جالينوس لكتب الأمراض الحادة لـ أبقراط

- اختصار كتاب الحيوان لأرسطو طاليس

- اختصار كتاب الصوت

- كتاب النخبة وهو خلاصة الأمراض الحادة

 وفى عام 1231 توفى ابن الباد تاركا تراثًا خالدًا من المعرفة.