الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 3

لغة الجينات 3

تعرف أيه أخطر حاجة ممكن تواجه أى شعب؟.. تغييرالهوية.. اللعب فى الجينات الأصلية.. تغيير ثقافتك وتقاليدك ممكن يؤدى لكوارث وعلشان كده الدولة المصرية مهتمة جدا فى الفترة الأخيرة بالشخصية المصرية...وفى اللقاء الأخير للرئيس مع وزير الإعلام تم التأكيد على أهمية بناء الشخصية المصرية والحفاظ على هويتها الفكرية والثقافية.



  تغيير الهوية واللعب فى الجينات فى الظاهر ممكن يكون تحت شعارات لطيفة وبراقة من نوعية الموضة.. الرقى.. الذوق الأجنبى.. التميز بعوجة اللسان فى نطق كام كلمة أجنبية وأنت بتتكلم.. وفى الباطن الهدف محو تاريخك وثقافتك واللعب فى جيناتك الأصلية علشان تفكر بشكل مختلف وغلط  وبعيد عن أصلك.

زمان كان المحتل فى الظاهر بيبدأ يدرس لغته فى المدارس.. ينشر أغانيه وأفلامه.. كتبه.. حتى ملابسه  تحت ستار الموضة.. وفى الباطن عايز يخليك تبقى جزءا من ثقافته وأفكاره.. بيربطك بخيط حرير علشان تفضل مشدود له طول الوقت.

فى الوقت الحالى الموضوع لم يختلف كثيرا.. فى الظاهرالمحتل الجديد  بيقدم لك ثقافة مغايرة وينشرها على السوشيال ميديا.. وفى الباطن بيدعم ناس بتتبنى أفكارا غريبة.. ناس تكتب وتنتج دراما وبرامج  وأغانى مسيئة ومسفة وهابطة وبيدافع عنها وبيدفع لها فلوس ويعطيها جوائز عالمية علشان يغير هويتك ويلعب فى جيناتك.

اللعب فى الجينات الأصلية وتغيير الهوية مش دايما بينجح.. فيه ناس كتير بتقدر تحافظ على هويتها وأخلاقها وثقافتها مهما كان الأمر ... الناس دى بتمتلك جينات أصلية وبتكون هى الحارس الحقيقى للهوية المصرية.

الفنان جميل راتب من هذه الشخصيات .. فى الظاهر راجل عاش حياته بالطول والعرض.. ثرى وسيم سافر فرنسا علشان يدرس الحقوق.. فدرس السينما واشتغل هناك واختلط بالثقافة الأوروبية وأصبح نجما  .. وفى الباطن حافظ على هويته المصرية طول الوقت .. جيناته الأصلية دفعته دايما للفخر بمصريته وأصوله.

فى الظاهر فاحش الثراء يقضى شبابه فى باريس  وتحديدا من منتصف أربعينيات القرن الماضى، وعاش  التحولات السياسية والاجتماعية العاصفة التى صاحبت المجتمع الفرنسى فى ثورته وفى الباطن ينضم للحزب  الشيوعى فى باريس..ويظل مؤمنا بحقوق الغلابة والفقراء وينضم عند عودته للقاهرة لليسار المصرى.. وأصبح عضوا بارزا فى حزب التجمع.. وفضلت قضايا  الفقراء الشغل الشاغل له طوال حياته وحتى آخر يوم فى عمره.

فى الظاهر الناس شايفاه زى  شخصية «الشيطان» التى قدمها في مسلسل «الكعبة المشرفة»، والتى بعتبرها أهم محطات حياته لآن دور شيطان ظهر فى كل مرحلة بشخصية مختلفة.. شيفاه زى شخصية «البهظ بيه» فى فيلم الكيف ..وفى الباطن كان بيحب الخير جدا .. يتمتع  بالأصالة والنبل والشرف والصدق والطيبة والإنسانية .. ولدرجة أنه تكفل بزواج ابنة عاملة بسيطة فى النادى الذى يشرب فيه قهوة الصباح .

 فى الظاهر الناس  كانت شيفاه  «خواجة» .. وفى الباطن جيناته الأصلية وهويته المصرية كانت بتأكد كل يوم إنه ابن بلد محترم.. ولدرجة أنه أوصى بكل ثروته لمستشفى علاج الأطفال من السرطان .. وبعد الوفاة تم حصر المبلغ فزاد عن 18 مليون جنيه .

فى الظاهر يبدو أرستقراطيا مغرورا.. وفى الباطن جيناته الأصلية بتحن للبسطاء وتفتخر بيهم... فجميل راتب نفسه يحكى عن أهم 3 شخصيات قابلهم فى حياته قائلا: سواق أوتوبيس شافنى فى الزمالك، وقَّف الأوتوبيس ونزل يسلّم عليا.. وعاملة نظافة فى مطار القاهرة لم تجد ما تعبر به عن إعجابها إلا عزومتى على إزازة كوكا كولا.. وسواق تاكسى قلتله أنا ما عنديش أولاد فقاللى.. إحنا كلنا أولادك.

ألم أقل لكم إن هناك شخصيات هى الحارس الحقيقى للهوية المصرية .. هى حائط الصد الرئيسى لكل محاولات ضرب وهدم الثوابت الأصلية فى الشخصية المصرية والمتمثلة  فى عادات وتقاليد وقيم ومبادئ وأخلاقيات المواطن المصرى .

ألم أقل لكم إن هناك محاولات لتغييب الوعى وهدم الأخلاق  والثقافة  والهوية المصرية.. فى الظاهر وللأسف يساهم فيها بقصد أو بدون قصد شخصيات كبيرة نافذة ومؤثرة.. لكن اطمئنوا ففى الباطن هناك حراس حقيقيون للهوية  يعملون فى صمت.. حراس يحملون الجينات الأصلية للشعب المصرى على مر تاريخه.. حراس يعملون وهم متأكدون من الفوز فى النهاية.