الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف والتابعى ويوميات مصطفى أمين!

«روزاليوسف والتابعى ويوميات مصطفى أمين!

«ضمن أوراق» «محمد التابعى» المهمة وكل أوراقه مهمة مفكرة داكنة اللون عن عام 1934  لا أعتقد لها مثيلا من قبل ولا من بعد فى دنيا «المفكرات»! أصر صاحبها وهو أحد تلاميذ «التابعى» وقتئذ ـ على أن يكتب فيها كل ما يحلو له أن يكتبه بصراحة تامة، تبعث على الضحك مرة وتبعث على الحزن مرات ومرات!! ولو أن هذه المفكرة وقعت فى يد أحد غير التابعى لاستطاع أو أراد أن يقضى على حياة ذلك التلميذ قضاء مبرمًا.»



هكذا كتب الأستاذ الكبير «صبرى أبوالمجد» فى مقدمة كتابه الرائع والمهم عن «محمد التابعى» ـ الجزء الثانى ـ والكتاب من حزءين يقعان فى حوالى ألف ومائتى صفحة!!

والمفكرة التى أشار إليها الأستاذ «صبرى أبوالمجد» كانت واحدة من مئات الخطابات وأوراق التابعى التى لم تنشر وقد سلمتها إليه السيدة الفاضلة «هدى التابعى» ليستعين بها فى الكتابة عن التابعى.

وصاحب المفكرة هو الأستاذ «مصطفى أمين» وكان عمره وقتها عشرين عامًا ويعمل فى «روزاليوسف» ولا يزال طالبا وعايش عن قرب كواليس أزمات مجلة «روزاليوسف» وخلافات السيدة «فاطمة اليوسف» والأستاذ «محمد التابعى» وكان يكتب ذلك كله يوما بيوم وفى سطور قليلة موجزة.

ويقول الأستاذ «صبرى أبوالمجد» كان أبرز ما فى تلك المفكرة إلى جانب اليوميات السياسية الوجيزة صور الحياة الشخصية لصاحب تلك المفكرة وهو كما يعترف على نفسه بوهيمى للغاية بل أحد زعماء البوهيمية فى العالم، يقضى فى منزل الواحدة ليلة يكتب عنها وعنه أيضًا لافتًا وذاكرًا أدق التفاصيل.. و..

وأقولها بصراحة ووضوح إننى كنت عندما أقرأ بعض صفحات من تلك المفكرة لا أستطيع الاستمرار فى القراءة لا لذكر التفاصيل الخاصة جدًا جدًا وكما حدثت بالضبط من وجهة نظر الكاتب وحسب، وإنما لاشفاقى على أولئك الإنسان والسيدات اللاتى تعاملن مع كاتب المفكرة، وهن لسن من القطط الجائعة وإنما من نجوم المجتمع وقتذاك: كل المجتمع الاقتصادى والسياسى والفنى والصحفى.. و.. و.

وسأحاول هنا أن اختار ـ ويا لها من مهمة شاقة ـ بعض فقرات يمكن أن تصور الجو الذى سبق مولد «آخر ساعة» ـ فى يوليو سنة 1934 ـ والذى واكبها فى بدايتها الأولى نصف السنة ـ أى ستة شهور ـ قبل المولد وستة شهور بعده، وسألتزم بما ورد من عبارات فى المفكرة وإن كنت سأسقط بعض الكلمات والأسماء، وبمعنى أدق وأوضح إننى لن أضيف كلمة واحدة، ولن أتصرف فى حرف واحد كل الذى أستطيع أن أفعله ـ ولاعتبارات خاصة بالخلق وسمعة الأفراد ـ سأسقط ما يجب ـ من وجهة نظرى اسقاطه، فلو إننى لم أسقط ما أود أسقاطه، لما كُتب لهذا الكتاب أن يظهر على الملأ، أو يدخل أى بلد عربى».

ويؤكد الأستاذ «صبرى أبوالمجد» بعد ذلك قائلاً:

ولا تعليق لى على ما أقتطعته من تلك المفكرة الداكنة إلا الرجاء بألا يحاول أى قارئ أو قارئة الجرى وراء الأسماء الصحيحة التى أسقطتها مما نشرته، فقد بذلت قصارى جهدى أن أحبط أية محاولة من هذا القبيل وألا يكون فيما نشر ما يمكن أن يقود إلى الأسماء الصحيحة».

وفى مقدمة الجزء الأول من كتاب «محمد التابعى» لـ«صبرى أبوالمجد» تشير السيدة هدى التابعى إلى تلك المفكرة قائلة:

«وسوف أقدم كذلك بعض فقرات من مذكرات يومية لأحد تلاميذ التابعى دونها سنة 1934 أى السنة التى أصدر التابعى فيها مجلة آخر ساعة، تبين كيف كانت تحاك المؤامرات لوأد أول مجلة سياسية يصدرها صحفى مصرى، عثرت على هذه المفكرة الجامعة ذات اللون البنى الداكن بين أوراق التابعى «ولو علم كاتبها إنها بين يدى الآن لوقع مغشيًا عليه».

ماذا جاء فى المفكرة؟ للحكاية بقية!