الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الدين  وأصحاب الفتن

الدين وأصحاب الفتن

إن الدين أنزله الله ليكون هداية للبشر ولم يكن كما يرى البعض أنه ضد الدنيا ولكنه المدخل الصحيح للدنيا، وأصحاب الفتن ينشرون ان الدين ضد الحياة، وكما يقول العالم الجليل د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء  أن  أصحاب الفتن لايريدون دين أو حقوقاً للإنسان، وهم أشخاص لا يدركون أن  الفتنة فى الشدة والضرر أكثر أثرا وظلما وعنفا  من القتل، فمع ان الله ذم القتل لكن الله جعل الفتنة أشد من القتل، وإذا تركنا سنن الله فى شأن الفتنة عمت.



وللفتن أنواع تختلف باختلاف الفاتن، فهناك فاتن فرد وهناك فاتن مجموعة، وهناك فاتن عن قصد، وهناك فاتن عن غير قصد، فمن يفتن الناس عن قصد فهو عن علم ويريد ان يحدث الفتنة بترتيب.

وكما أرشدنا علماؤنا فإن أشد أنواع الفتن الاعتداء على العقل، والاعتداء على مفهوم الدين حيث هناك من لايريد أن يكون هناك دين، وكذلك الاعتداء على حقوق الإنسان، وفتنة الاعتداء على أملاك الآخرين، حيث إن الفتنة التى هى أشد من القتل تلك التى  تستهدف هدم مقصد من المقاصد الخمسة الدين، النفس، العقل، النسل، المال.

 كما أن لكل شىء علامة فإن هناك علامات لأصحاب الفتن، حيث حددها علماؤنا، وقالوا هناك  خمس علامات لأصحاب الفتن أهمها الجهل، وعدم إدراك الواقع، وعدم إدراك التكاليف الشرعية وعدم إدراك اللغة، وما أجمعت عليه الأمة، وعدم إدراك المآلات، وهؤلاء خسروا الدين والدنيا معا.

وجهل أصحاب الفتن إما جهل بسيط او جهل مركب فالبسيط هو ما كان صاحبه  ليس لديه معرفة كيف تحدث الفتنة، والجهل المركب هو من يتعمد فتن الناس بجهل وعناد، وهو ما شاهدناه من البعض من محاولة اظهار التدين والحرص على الطاعة بتجميع الناس للجماعات رغم خطورة الأمر مع انتشار وباء كورونا، ورغم قيام المؤسسات المختصة بالتحذير والمنع.

ولا أكون مبالغا لو اعتبرنا من يدعون الناس لمخالفة المصلحة العامة التى تحفظ على الناس أرواحهم بأنهم من أهل الفتن والنفاق الذى يحق عليهم العقاب، ويعتدون على أولى مقاصد الشريعة الإسلامية وهى حفظ النفس التى جعلها الله مناط التكليف، فبها تتحقق العبادة من صلاة وصوم وزكاة وحج، ولذلك نرى أن الإسلام حرص على الساجد قبل المساجد، وجعل إحياء النفس الواحدة كإحياء الناس جميعا، وفى هذا اشارة إلى أن من يخالف مقصد الحفاظ على النفس فهو آثم  ومن ادعى أنه يقصد نشر الطاعة، وتطبيق الدين.