الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكشف عن استغلال الإخوان لـ«كورونا» فى نشر أجندتها المتطرفة

تطرق محرر الشئون الدفاعية فى صحيفة «ذا تيليجراف» البريطانية كون كوجلين إلى الأدلة المتزايدة حول سعى التنظيمات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين لاستغلال فيروس كورونا من أجل نشر أجندتها المتطرفة.



تصميم المتطرفين على استغلال الإنترنت لترويج أفكارهم المتطرفة، توضح السنة الماضية بعدما تم الكشف عن أن مؤسسة أنشأها داعية الإخوان يوسف القرضاوى أطلقت تطبيقًا لتجنيد المزيد من الأتباع.

وأكد أن هذه الأدلة ما هى إلا تذكير بأن المتطرفين الإسلامويين يهدفون إلى إعادة تجميع أنفسهم رغم الانتكاسات التى عانوا منها خلال السنوات الأخيرة. 

وكتب فى صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية أنه قبل تفشى كورونا، كان داعمو الإخوان وداعش وتنظيمات أخرى فى موقف دفاعى جدًا بسبب الهزائم الكارثية فى العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان عقب سقوط الخلافة المزعومة.

وتزايدت الأدلة على أن المتشددين يهدفون إلى استغلال الجائحة من أجل تجنيد المزيد من المتطرفين وإعادة بناء شبكاتهم. لفت الكاتب النظر إلى تقرير سبقته «ذا ناشونال» عن قلق خبراء بريطانيين من أن الإغلاق مكن الإخوان من نشر عقيدتهم فى منازل المتعاطفين معهم. 

وأضاء على هذه النشاطات تقرير كتبه فى وقت مبكر من الشهر الحالى بروفسور المرونة أمام المخاطر الإرهابية فى جامعة كرانفيلد أندرى سيلكه، وقد حظى بدعم مجموعة بول البريطانية لإعادة التأمين والمتخصصة بتقييم المخاطر حول الإرهاب. 

خلصت الدراسة بعنوان «كوفيد-19 والإرهاب: تقييم التأثيرات القصيرة والطويلة المدى» إلى أن الدعاية الإسلاموية المتطرفة كانت تركز على نقاط ضعف الحكومات لكونها مشتتة الانتباه بسبب الجائحة وأن هذا الأمر وفر فرصة لهجمات مستقبلية.

وجد التقرير أنه كان هنالك ازدياد ملحوظ فى النشاط المتطرف على الإنترنت داخل بريطانيا، وقد رفع من مخاطر اعتناق التطرف على المستويين القصير والمتوسط. وهذا يعنى أن هنالك مخاوف قوية وطويلة الأجل من أن الدول التى ضعفت بسبب تداعيات كورونا الاقتصادية، «ستكون على الأرجح معرضة لظهور أو عودة ظهور المجموعات الإرهابية فى أجزاء عدة من العالم».

 ولاحظ سيلكه أنه «بينما قد تشكل إجراءات الإغلاق عوائق أمام الإرهابيين، فإن مجموعات إرهابية عدة أشارت إلى أن الجائحة تركت الموارد الأمنية والحكومية تحت ضغط خطير... نتيجة لذلك، تم تقويض قدرة الحكومة، الاستخبارات ووكالات تنفيذ القانون فى التركيز على الأولويات التقليدية مثل مكافحة الإرهاب».

حظيت دراسة سيلكه بدعم مدير جمعية هنرى جاكسون لمكافحة التطرف الدكتور ألان مندوزا الذى حذر من إمكانية استغلال مجموعات كالإخوان تطبيقات مؤتمرات الفيديو المشفرة مثل زوم، من أجل بث عقيدتها المتطرفة مباشرة إلى بيوت المواطنين. يأتى ذلك خاصة لأن التركيز على التعامل مع كورونا كان معناه وجود قدرة متقلصة كثيرًا لمراقبتهم. 

ويضيف كوجلين أن تصميم المتطرفين على استغلال الإنترنت لترويج أفكارهم المتطرفة توضح السنة الماضية بعدما تم الكشف عن أن مؤسسة أنشأها داعية الإخوان يوسف القرضاوى أطلقت تطبيقًا لتجنيد المزيد من الأتباع.

وصف مسئولون أوروبيون أمنيون تطبيق «يورو فتوى» الذى أسسه المجلس الأوروبى للفتوى والأبحاث ومقره دبلن بأنه «تطبيق كراهية خطير» مخصص كأداة لتجذير التطرف بيد الإخوان المسلمين.

يعكس ظهور النشاط الإسلاموى فى بريطانيا اتجاهات تحدث فى العالم الإسلامى مع براهين متصاعدة على أن المتطرفين الإسلامويين يستغلون الفيروس لإعادة بناء شبكاتهم. 

وظهر هذا فى الهجمات الإرهابية الفتاكة التى وقعت الأسبوع الماضى فى أفغانستان، إذ تم توجيه الاتهام إلى مقاتلين على صلة بداعش. 

وفى الوقت نفسه، قتل 32 شخصًا فى هجوم انتحارى نفذه داعشى ضد جنازة أقيمت فى نانغرهار شرق أفغانستان.

ويجد الكاتب أن التدخل التركى فى النزاع الليبى هو مثل آخر عن إحياء حظوظ المتطرفين الإسلامويين، إذ التقطت حكومة الوفاق أنفاسها بعد تدخل تركيا التى تعد مع قطر الداعمتين الأساسيتين للإخوان. 

وحذر كوجلين من أن إرسال أنقرة مرتزقة سوريين إلى ليبيا ومنع حفتر من السيطرة على طرابلس هو تطور سيستغله الإسلامويون للقول إن قضيتهم لا تزال حية.