السبت 2 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كورونا من الهلع إلى التعايش!

كورونا من الهلع إلى التعايش!

لا أحد ينكر الهلع والفزع الذى يجتاح شعوب العالم من وباء الكورونا المستجد، ولعل مما ساهم فى زيادة نسبة الهلع والمهلوعين والفزع والمفزوعين هى تلك المشاهد والصور التى تتناقلها شاشات وقنوات التليفزيون سواء بثا أرضيا أو فضائيا أو عبر العالم كله. هذه المشاهد المأساوية تتسلل إليك بهدوء وبطء فتتسبب فى هذه الحالة غير المسبوقة من الرعب الذى لا حدود له!!



رأينا - أنا وأنتم - مشهد تكالب الملايين حول العالم لشراء الأطعمة والمطهرات من المحلات والسوبر ماركت حتى إنها كادت تنفد فى دقائق، وسرعان ما انتقل المشهد إلى بلادنا والبلاد العربية نفس التكالب على الشراء بطريقة غير طبيعية وكأن نهاية العالم قد اقتربت!!

وراحت مواقع التواصل الاجتماعى تعيد نشر وبث هذه الفيديوهات والصور - واللى ما يشترى يتفرج - ولم تكتف بذلك بل بدأت موجات الاستظراف غير الطريفة، والتعليقات غير اللطيفة، وبدأ أفندية وهوانم الفيسبوك فى ممارسة اللطافة والظرافة على الكورونا وعلى الجهود الجبارة المبذولة لحصارها!!

المصيبة أن اللطافة والظرافة وخفة الدم المفتعلة انتقلت إلى استديوهات الفضائيات العربية فهذه مذيعة «هطلة» تبدأ برنامجها الصباحى بقولها «صباح الخير والكورونا».. ومذيعة أخرى تعيد قراءة هلاوس الفيس بوك للمشاهدين على أنه حقائق علمية مؤكدة، وأصبح أى كلام فارغ وتافه موجودا على مواقع التواصل الاجتماعى يتم بثه فى برامج التليفزيون العربية على أنه كلام ناس متخصصة فى الكورونا.

وبينما كل التحذيرات الطبية تؤكد خطورة تلامس وملامسة البشر لبعضهم يتساءل أحد المشاهدين عن خطورة العلاقة الزوجية فى هذه الأيام والغريب أن المذيعة تستمع له باهتمام وتكاد أن تضحك على ما يقول!!

أما فى برامج وقنوات الطبخ والأكل فقد كان السؤال الذى يتكرر فى كل المداخلات هو: ما هى الأطعمة التى ينبغى تناولها لمقاومة الكورونا!! وأخذ كل «شيف» و«شيفة» يفتى ويقول ما يشاء، بدءا من فوائد لحمة الرأس والممبار إلى العدس والمحشى خاصة الكرنب وورق العنب، إلى الفول والطعمية والعجة!!

وعلى سبيل اللطافة والفكاهة طالبت إحدى المتصلات بتغيير اسم المكرونة بالبشاميل وإطلاق أى اسم آخر عليها لأن كلمة مكرونة تذكرها بكلمة «كورونا».

ولأننا شعوب تعشق الشكوى عمال على بطال فقد أخذ معظم المشاهدين يشكون ندرة الكمامات والأقنعة فى الصيدليات والأسواق، وقفزت أسعارها بطريقة مجنونة فقد أعجبنى فيديو لسيدة أجنبية وهى تقوم بصنع كمامة أو «ماسك» من المناديل الورقية ببساطة!!

بقيت ملحوظة مهمة إذا شاهدت محطتى «فرانس 24» الفرنسية و«دويتش فيلة الألمانية - بالعربية - ورغم ما أصاب فرنسا وألمانيا من وباء الكورونا الا أن البرامج عادية جدا ولا تجد مساحة للهلع والذعر والخوف، وكل ما يتعلق بالوباء وتطوراته وضحاياه لن تجده إلا فى نشرات الأخبار وبرنامج أو أكثر يناقش الموضوع من كل جوانبه: صحيا واجتماعيا واقتصاديا وكرويا!

كان ذلك كله فى البداية ثم تغير كل شىء، وكان لابد من التعايش مع كورونا فهل سينجح العالم؟!