الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 7

لغة الجينات 7

نعيش واحدة من أكبر وأخطر التجاربش النفسية وأبشعها فى التاريخ... تجربة الخوف والرعب سواء من العدوى أو الفقر الناتج من الظروف الاقتصادية المتوقعة، أو المستقبل الغامض... الحقيقة التجرية دى ظاهريًا أصابت كل الناس.. لكن فى الباطن نجا  منها  من يملكون جينات أصلية، وقدروا يتحكموا فى أعصابهم وقراراتهم ولديهم رؤية واضحة للأمور أو ببساطة ويسر.. «مسلمين أمرهم لرب العالمين» فأعطاهم طمأنينة وهدوء. 



التجربة دى ظاهرها ، تغيرات واضحة فى السلوك سواء كنت شخصا عاديا جدا أو مسئولا كبيرا فى مركز صنع القرار، ردود أفعال غير متوقعة ،عدوانية شديدة، قرارات خاطئة قد تؤدى لكوارث حقيقية خاصة لو صدرت ممن هم فى مركز صنع القرار.. لكن باطنها  جينات ممكن نطلق عليها «جينات اللعنة» هى التى تدفع البعض لليأس والنظرة السوداوية وفقدان الأمل  .

«جينات اللعنة» دى مسيطرة بشكل كامل على سلوك ناس فى الظاهر ممكن تحسدهم على نجاحهم وشهرتهم والثراء الفاحش .. لكن فى الباطن الناس دى لعنتهم بتأذى كل من يقترب منهم .. وفى النهاية اللعنة نفسها بتقضى عليهم وممكن تدفعهم للانتحار.

 تعرف المطربة العالمية «داليدا» بنت شبرا .. داليدا رغم شهرتها الواسعة كانت «جينات اللعنة» بتتحكم فيها طول حياتها من الأول للآخر.

فى الظاهر داليدا كانت تملك كل شىء، المال والجمال والشهرة.. لكن فى الباطن جينات اللعنة اتحكمت فيها من أول يوم اتولدت فيه فى حى شبرا الشعبى سنة 1933 لأبوين من أصل إيطالى عايشين فى مصر من بداية  العشرينات وحتى الانتحار.

فى الظاهر الدنيا فتحت لها دراعتها بعد الفوز بلقب ملكة جمال مصر عام 1954.. وتركت الشغل كسكرتيرة فى شركة أدوية، وبدأت تشتغل فى السينما وارتبطت ببدايات قصة حب مع عمر الشريف.. لكن فى الباطن جيناتها خلتها تتمرد على كل ده وتقرر تسافر باريس علشان تبدأ هناك حياة جديدة.

فى الظاهرعاشت حياة  الشهرة والثروة البذخ فى أوروبا .. لكن فى الباطن وبسبب جينات اللعنة  حياتها الخاصة كانت أشبه بمسرحية مأساوية .

فى الظاهر لم تتوقف عن الحب الكبير  الذى تعيشه مع أول أزواجها «لوسيان موريس».. لكن فى الباطن «لعنة جينات داليدا» دفعته  للانتحار  بإطلاق الرصاص على نفسه، بعد الابتعاد عن داليدا التى  أحبت شخصا آخر بعد عدة أشهر فقط من الزواج.

فى الظاهر دخل العشق إلى قلب داليد مجدداً عندما التقت بشاب إيطالى كان مغنياً لا يزال فى بداية طريقه. وقامت داليدا بدعمه ليصبح نجماً.. لكن فى الباطن «جينات اللعنة نفسها « دفعت المطرب الشاب للانتحار  بإطلاق الرصاص على نفسه بعد أن فشلت أغنيته أثناء مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967.

فى الظاهر  تمكنت من نسيان الماضى وأحبت شابا صغيرا فى السبعينات  ولكنه هو الآخر توفّى منتحراً،بإطلاق الرصاص على نفسه.!

فى الظاهر داليدا عاشت حياتها بالطول وبالعرض.. لكن فى الباطن جيناتها الملعونة كانت هى الأساس فى كل اختياراتها، حتى الفيلم الأخير لها عام 1986 فى مصر كان بيتكلم عن وباء الكوليرا وأسرة كاملة بتموت بسبب الوباء.. والجدة تحاول إنقاذ حياة حفيدها الطفل بمساعدة شاب صغير وقع فى غرامها.!

فى الظاهر حياة داليدا سارت وردية .. لكن فى الباطن وبسبب «جينات اللعنة» هى نفسها حاولت الإنتحار أكثر من مرة حتى نجحت فى 3 مايو عام 1987 فى الموت داخل شقتها بباريس إثر تناولها جرعة زائدة من الحبوب المنومة.

 تاركة  رسالة قصيرة تطلب فيها الصفح من جمهورها، «الحياة لم تعد محتملة.. سامحونى».

أقسى ما نواجه الآن هو «جينات اللعنة» التى تتحكم فى البعض .. الجينات التى تدفع فى الظاهر البعض لتصرفات تبدو عادية جدا، عصبية شديدة لأتفه الأسباب، اكتئاب ووسواس قهرى من كل شىء، التشكك الدائم فى كل من حوله، القلق المتواصل.. لكن فى الباطن لعبة إبليس الأبدية وأعوانه تكون قد بدأت بالفعل.. لعبة إفساد حياة الإنسان وتضييقها عليه، بما يكدر عيشه ويجعله يستجيب لكل ما يريده الشيطان .

فى الظاهر قلق عادى على أولادك أو مستقبلك .. لكن فى الباطن بيدفع إبليس أصحاب الجينات المزيفة والملعونة ومن يقتربون منهم على أمل سلطة أو نفوذ أو مال، نحو الذهاب بلاعودة...فاحذر .