الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحرب على العشوائيات

الحرب على العشوائيات

منتصف عام 2016، كانت مصر على موعد مع بداية تحويل الحلم إلى حقيقة بالقضاء على كابوس العشوائيات، عندما قطع الرئيس عبد الفتاح السيسى عهدا على نفسه برد الاعتبار للملايين من أبناء الشعب المصرى، وألا يترك منطقة عشوائية دون أن تمتد لها يد التطوير، بما يعيد للدولة العريقة الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ وجهها الحضارى، ويحافظ على كرامة وحقوق المواطنين البسطاء فى العيش بمسكن آمن يمنحهم حياة كريمة، تليق بآدميتهم وإنسانيتهم.



القسم الذى أخذه الرئيس عبد الفتاح السيسى على نفسه لم يغب عن الأذهان، عندما استوقف الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان فى ذلك الوقت خلال عرضه عددا من مشروعات إحلال مناطق العشوائيات فى أكثر من محافظة، قائلا :» عايزين نخلى صورة العشوائيات دى فى ذهننا.. انتم فاكرين إننا هنسيبها كده.. لا والله.. والله مش هنسيبها كده أبدا.. ولا هنسيب بلدنا بالمنظر ده».

تكرر نفس المشهد بعد 4 سنوات بالتمام والكمال، ولكن هذه المرة عندما تحقق الإنجاز الكبير، وأصبحت مصر دولة بلا عشوائيات تهدد حياة المواطنين.. فخلال افتتاح عدد من المشروعات القومية يوم الأحد الماضى بمنطقة الأسمرات، استوقف الرئيس عبد الفتاح السيسى وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار، خلال عرضه تطوير منطقة « سن العجوز» موجها حديثه للمصريين قائلا :» متنسوش صور العشوائيات قبل التطوير.. ومتسمحوش بتكرار العشوائيات مرة تانية.. ده اللى كنا فيه.. ودا اللى رايحين ليه»، مشروعات إسكانية حضارية تليق بالمصريين.

4 سنوات من الإنجاز والإعجاز الذى لا يتوقف، نجحت خلالها الدولة المصرية فى تحدى التحدى، وقهر المستحيل، بفضل الإدارة الرشيدة، والإرادة السياسية القوية، التى وضعت على رأس أولوياتها بناء الدولة وبناء الإنسان، ومن هنا كانت البداية لإعلان الحرب على العشوائيات التى انتشرت كالسرطان منذ منتصف الخمسينيات، وتفاقمت على مدار عقود طويلة، وكانت عقبة أمام أى نظام أو حكومة تتولى مسئولية البلاد، حتى صارت عصية على الحل، ولم تفلح معها المسكنات الحكومية فى استئصال انتشارها السرطانى، حتى ارتفع عدد المناطق غير الآمنة إلى 381 منطقة، ومع غياب القانون، التهاون فى المواجهة تزايد أيضا عدد المناطق غير المخططة إلى 251 منطقة، فلا تخلو محافظة من وجود منطقة عشوائية أو مناطق غير مخططة عمرانيا.

 فى توقيتات متزامنة، تحركت الدولة فى جميع الاتجاهات وأنفقت مليارات الجنيهات حتى نجحت فى القضاء على العشوائيات الغير آمنة، وبالتوازى مع ذلك تتخذ من الإجراءات التى تمنع وجود مناطق غير مخططة عمرانيا، وألزمت الجميع بتنفيذ القانون بكل حزم وحسم، حتى لا يتكرر مشهد المناطق العشوائية، التى تحولت إلى مستنقع للجريمة والمخدرات والإرهاب، فالمساكن كانت عبارة عن عشش من الصفيح، أو عقارات آيلة للسقوط، فالموت يحاصر الجميع، إما بسقوط صخرة فى رؤسهم مثلما حدث فى منطقة الدويقة، أو تحت أنقاض منازل متهالكة، أو الموت صعقا بأسلاك كهرباء الضغط العالى، أو غرقا بمياه الأمطار والسيول.

الآن، وبعد هذا الإنجاز الحضارى، لن يستطيع أحد أن يعايرنا بالفقر أو الفشل فى القضاء على العشوائيات، فمصر كما عهدناها دائما دولة كبيرة قادرة على تحقيق أحلام وطموحات أبناءها فى حياه كريمة، فخلال وقت قياسى، تحولت المناطق العشوائية إلى إعجاز عمرانى، ومجتمعات حضارية متكاملة تتوافر فيها جميع الخدمات من وحدات رعاية صحية اجتماعية ونوادى ترفيهية ومساجد وكنائس ومتاجر ومدارس وغيرها من الخدمات التى تؤكد أن الدولة تعمل من أجل جميع المواطنين دون استثناء، وتضع الفقراء على رأس أولوياتها.