
احمد رفعت
ليبيا والمصداقية المصرية!
يقصد الرئيس بجملته «6 سنوات من الصمت تجاه ما يحدث فى ليبيا» حجم التدخل الحالى الذى بلغ استعدادًا عسكريًا.. لكن مصر والرئيس مع الأزمة الليبية منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها الرئيس المسئولية..
الرئيس انتخب فى منتصف 2014 وفى أكتوبر من العام نفسه كان اجتماع القبائل الليبية الأول بالقاهرة وبعد أشهر وتحديدا مايو من العام 2015 كان الاجتماع الثانى.. بينما فى عام 2019 بدأت اجتماعات البرلمان الليبى بالقاهرة وتوالت الاجتماعات..
وأمام العالم كله وأهمها الأمم المتحدة وجمعياتها العامة كان الحديث عن ليبيا وما يجرى بها ثابتًا من ثوابت خطب الرئيس وكلماته نيابة عن مصر مع مجمل نشاطه كله بثوابت لم تتغير كثوابتنا فى الصراع السورى من السعى للحل السلمى إلى الحفاظ على وحدة الدولة إلى احترام إرادة الشعوب فى اختيار حكامها وصنع مستقبلها ووضع دساتيرها كما تريد وأيضا الحفاظ على مؤسسات الدول ويأتى فى مقدمتها بالطبع الجيوش الوطنية بها التى يكون انهيارها مقدمة لانهيار للدولة ذاتها! وصولا إلى «برلين» و»«إعلان القاهرة» وما سبقها من جهود ونداءات ودعم حتى لاتفاق الصخيرات عند التوصل إليه وتوقيعه! وجود القبائل الليبية ـ المكون الأساسى للشعب الليبى منطقيا وطبيعيا.. إدراكهم التام لمصداقية مصر فى الأزمة وعدم تطلعها لأى مطامع فضلاً عن الالتقاء الطبيعى فى المصالح بين الشعبين المصرى والليبى والذى أكدته أحداث عديدة عبر عصور طويلة نتذكر منها كيف قام الليبيون فى العدوان الثلاثى على مصر وفى عدوان 67 بالهجوم على القواعد البريطانية والأمريكية وتدميرها بتضحيات غالية ودماء طاهرة يعتز بها كل المصريين!
مصر أدارت الأزمة بإخلاص وثقة الليبيين بها وفيها النتيجة الطبيعية!